الانهيارات الجليدية العنيفة من على قمم الجبال، تحصل بسبب انهيار صغير جداً في أحد الأجزاء القريبة من القمة، أو قد تكون عند سفح الجبل، ومن يراقب هذه القمم الشاهقة قد يستغرب كيف لجليدها الكثيف أن ينزل بعنف بمجرد حدوث شرخ وانهيار صغير في منطقة تبعد عن القمة بمسافة قد تكون كبيرة.
هكذا هي الانهيارات، قد تحدثها شرارة صغيرة، لكنها قد تتحول لكارثة كبيرة تسحب معها الجميع، وتنتهي بدمار شامل وآثار كارثية تحتاج لسنوات وأموال وجهود حتى ترمم وتعود لسابق عهدها على الأقل.
النار من مستصغر الشرر، وأحياناً تكون النار الضخمة نتيجة تراكم شرارات عديدة، ووقود مكدس ينتظر شعلة صغيرة لتفجره.
قد يصدق هذا التشبيه على ما يحصل هذه الأيام في لبنان الشقيق، هذا البلد العربي الذي نحبه ونحترم شعبه، وله في قلوب الخليجيين مكانة أثيرة، فرغم كونه وجهة سياحية محببة، يبقى جزءاً من كياننا العربي الذي يجب الحفاظ عليه.
نعرف ما مر به لبنان على امتداد عقود، نعرف حجم التشعبات والتعقيدات السياسية والاقتصادية، ونعرف تماماً أن جنوبه محتل من ميليشيات موالية لإيران، ولا انتماء لها إلى لبنان سوى احتلال الأرض. وما يحصل هذه الأيام من احتجاجات ومظاهرات يخرج فيها ألوف الناس أمر يجعلنا نبحث عن الأسباب والمسببات، وماذا يريد الناس، وكيف يجب التعامل مع الوضع؟!
قد لا يعرف بعضكم أن الشرارة فيما يحصل، أو بالأحرى الانهيار الجليدي الصغير المؤدي لانهيار جليدي عظيم كان سببه أمر صغير جداً، وهو حينما تم الإعلان عن فرض رسوم على مكالمات تطبيق «الواتس آب» المجانية، الأمر الذي كان بمثابة نقطة انطلاقة للناس للخروج والتعبير عن غضبها واستيائها من الوضع الاقتصادي والضرائب وغيرها، ما معناه أن موضوعاً صغيراً هنا فتح الأبواب على مواضيع كبيرة، وملفات معقدة، ووصلت المسألة بالحكومة للتراجع عن فرض الرسوم عل مكالمات «الواتس آب»، لكن الناس لم يتراجعوا، لأنه بالنسبة لهم الموضوع أكبر من هذه المكالمات، بل الموضوع يمس ملفات حساسة وهامة للمواطن اللبناني، والذي وصل به الأمر للمطالبة بالتغيير السياسي.
حتى الميليشيات المحتلة للجنوب، حينما خرج العميل الإيراني لحزب الله حسن نصر الله بخطاب للجماهير اللبنانية، رد عليه اللبنانيون بأنه أحد أكبر أسباب تردي الأوضاع في بلادهم، فالحقيقة أن هذا الحزب ليس سوى جزء من الجيش الإيراني المحتل لأرض عربية، يتعامل مع الوضع في لبنان وكأنه حكومة بداخل حكومة، بالتالي ركوب حسن نصر الله الموجة لم ينفع، فالناس ملت الشعارات الواهية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية.
أهل مكة أدرى بشعابها، وما نحن إلا مراقبون، القلق من تضرر بلد عربي وشعب عربي، بغض النظر عن اتجاهات ما يحصل، لكن مربط الفرس فيما نقوله هنا يتمثل بأن العمل لأجل تحقيق مصلحة الناس وتسهيل حياتهم وتعديل الاقتصاد الذي يخدمهم ومحاربة الفساد، كلها أمور تمثل دعائم للدولة القوية، كلها ضمانات تمنع التراكمات التي يستاء منها المجتمع، والتي لو زادت ووصلت لمرحلة خطرة فإنها لن تسفر إلا عن انفجار، يطالب فيه الناس بالتغيير كيفما كان وكيفما اتفق، وقد تكون تداعياته وآثاره مكلفة وتحتاج لسنوات حتى يعود الجميع لنقطة الصفر.
هكذا هي الانهيارات، قد تحدثها شرارة صغيرة، لكنها قد تتحول لكارثة كبيرة تسحب معها الجميع، وتنتهي بدمار شامل وآثار كارثية تحتاج لسنوات وأموال وجهود حتى ترمم وتعود لسابق عهدها على الأقل.
النار من مستصغر الشرر، وأحياناً تكون النار الضخمة نتيجة تراكم شرارات عديدة، ووقود مكدس ينتظر شعلة صغيرة لتفجره.
قد يصدق هذا التشبيه على ما يحصل هذه الأيام في لبنان الشقيق، هذا البلد العربي الذي نحبه ونحترم شعبه، وله في قلوب الخليجيين مكانة أثيرة، فرغم كونه وجهة سياحية محببة، يبقى جزءاً من كياننا العربي الذي يجب الحفاظ عليه.
نعرف ما مر به لبنان على امتداد عقود، نعرف حجم التشعبات والتعقيدات السياسية والاقتصادية، ونعرف تماماً أن جنوبه محتل من ميليشيات موالية لإيران، ولا انتماء لها إلى لبنان سوى احتلال الأرض. وما يحصل هذه الأيام من احتجاجات ومظاهرات يخرج فيها ألوف الناس أمر يجعلنا نبحث عن الأسباب والمسببات، وماذا يريد الناس، وكيف يجب التعامل مع الوضع؟!
قد لا يعرف بعضكم أن الشرارة فيما يحصل، أو بالأحرى الانهيار الجليدي الصغير المؤدي لانهيار جليدي عظيم كان سببه أمر صغير جداً، وهو حينما تم الإعلان عن فرض رسوم على مكالمات تطبيق «الواتس آب» المجانية، الأمر الذي كان بمثابة نقطة انطلاقة للناس للخروج والتعبير عن غضبها واستيائها من الوضع الاقتصادي والضرائب وغيرها، ما معناه أن موضوعاً صغيراً هنا فتح الأبواب على مواضيع كبيرة، وملفات معقدة، ووصلت المسألة بالحكومة للتراجع عن فرض الرسوم عل مكالمات «الواتس آب»، لكن الناس لم يتراجعوا، لأنه بالنسبة لهم الموضوع أكبر من هذه المكالمات، بل الموضوع يمس ملفات حساسة وهامة للمواطن اللبناني، والذي وصل به الأمر للمطالبة بالتغيير السياسي.
حتى الميليشيات المحتلة للجنوب، حينما خرج العميل الإيراني لحزب الله حسن نصر الله بخطاب للجماهير اللبنانية، رد عليه اللبنانيون بأنه أحد أكبر أسباب تردي الأوضاع في بلادهم، فالحقيقة أن هذا الحزب ليس سوى جزء من الجيش الإيراني المحتل لأرض عربية، يتعامل مع الوضع في لبنان وكأنه حكومة بداخل حكومة، بالتالي ركوب حسن نصر الله الموجة لم ينفع، فالناس ملت الشعارات الواهية، في ظل تردي الأوضاع المعيشية.
أهل مكة أدرى بشعابها، وما نحن إلا مراقبون، القلق من تضرر بلد عربي وشعب عربي، بغض النظر عن اتجاهات ما يحصل، لكن مربط الفرس فيما نقوله هنا يتمثل بأن العمل لأجل تحقيق مصلحة الناس وتسهيل حياتهم وتعديل الاقتصاد الذي يخدمهم ومحاربة الفساد، كلها أمور تمثل دعائم للدولة القوية، كلها ضمانات تمنع التراكمات التي يستاء منها المجتمع، والتي لو زادت ووصلت لمرحلة خطرة فإنها لن تسفر إلا عن انفجار، يطالب فيه الناس بالتغيير كيفما كان وكيفما اتفق، وقد تكون تداعياته وآثاره مكلفة وتحتاج لسنوات حتى يعود الجميع لنقطة الصفر.