من النبض إلى الوزن مروراً بساعات النوم والسعرات الحرارية، طرحت عدة إكسسوارات إلكترونية في السوق سنة 2014 لتشجيع المستخدمين على تجميع معلومات عن أنفسهم.معرفة المعلومات الشخصية أمر قديم ويشمل الوزن والضغط ومستوى السكري... لكنه بات اليوم أكثر انتشاراً ويكتسي طابعاً إلكترونياً لا سابق له بفضل أجهزة يحملها المستخدم مزودة بتقنيات استشعار موصولة بالإنترنت تخزن المعلومات وتحللها.وسلطت الأضواء سنة 2014 على الساعات الذكية "سمارت ووتش" التي قدمتها ماركات "سامسونغ" و"هواوي" و"موتورولا" و"إل جي" و"سوني" خصوصا، لتتقدم على "آبل" التي كشفت أنها تعتزم طرح نموذجها الخاص "آبل ووتش" في مطلع العام 2015.وقال دان ليدجر أحد المحللين في مجموعة "إنديفر بارتنرز" لوكالة فرانس برس إن "آبل ستساعد على رفع الوعي في السوق الشعبية إزاء منافع الساعة الذكية".وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد "جي إف كاي" في سبتمبر في أوساط مستهلكين صينيين وكوريين وألمان وبريطانيين وأميركيين، أن 25% من الشراة المحتملين للساعات الذكية يهتمون في المقام الأول بتتبع النشاطات التي توفرها هذه الساعة في إطار تدريب رياضي أو مراقبة طبية.ويندرج قياس النبض والضغط والمسافات المقطوعة والسعرات المحروقة أيضا في قلب وظائف أساور "اللياقة البدنية" الإلكترونية التي تسوقها مجموعات عدة مثل "جووبون" و"فيتبيت" و"نايكي" منذ بضع سنوات. وتقيم هذه الأساور أيضا في بعض الحالات نوعية النوم بالاستناد إلى تحركات مستخدمها ليلا.وتقوم بعض الأجهزة الأخرى بتحسين وضعية الجلوس، مثل جهاز "لومو ليفت" من "بادي تيك" الذي يحدث رجات في الظهر عندما لا يجلس الشخص بشكل سليم، في حين أن مشروع سوار "أركي" الذي حشد من أجله أكثر من 100 ألف دولار على منصة التمويل التشاركي "كيكستارتر"، يحلل ويحسن طريقة المشي.ويتعاون عملاق الإنترنت "غوغل" مع مجموعة "نوفارتيس" الصيدلانية في إطار مشروع عدسات لاصقة تقيس باستمرار نسبة السكر في الدم عند واضعيها. وزود بعض صانعي ملابس الرياضيين والرضع قطعهم بأجهزة لقياس دقات القلب والحرارة والتنفس.وتتطلب هذه الوظائف التي تزداد تطورا عددا متزايدا من أجهزة استشعار الحركة والضجة والحرارة. وتوقعت مجموعة "آي أتش أس" للأبحاث أن تبلغ السوق العالمية لأجهزة الاستشعار المدمجة في الإكسسوارات الموصولة 466 مليون وحدة بحلول العام 2019، أي أكثر بسبع مرات من المعدل المسجل سنة 2013. ومن المتوقع أن تزداد مبيعات هذه الإكسسوارات ثلاث مرات خلال الفترة عينها لتصل إلى 135 مليونا.لكن هذه الأرقام لا تزال بعيدة كل البعد عن مبيعات الهواتف الذكية التي شملت مليار وحدة هذا العام، والتي توفر تطبيقات تسمح بقياس هذه المعطيات.وكشف المحلل جي.بي غاونر من مجموعة "فوريستر" أن "80% من الإكسسوارات المعروضة اليوم سوف تبوء بالفشل بطريقة ما"، لافتا إلى أن المستهلكين لا يبحثون عن البيانات الإحصائية بحد ذاتها بل عن وسيلة تسمح لهم بتحسين نمط عيشهم.وذكر دان ليدجر من جهته بأن ثلث شراة أساور اللياقة البدنية توقفوا عن استخدامها بعد ستة أشهر من شرائها، مشددا على أن هذه الإكسسوارات "ليست ضرورية" اليوم، لكنها قد تجذب مزيداً من المستهلكين في خلال السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة بفضل تطوير خدماتها.وهو توقع خصوصا أن "تختفي أجهزة الاستشعار أكثر فأكثر داخل الألبسة والحلي" وأن يكون "لها تصميم أكثر حيادية" يجذب محبي الابتكارات الإلكترونية كما الجمهور العريض.