قبل أسبوع من تظاهرات شعبية غاضبة في لبنان، أكد سعد الحريري أنّ حكومته تقف ضد أي أنشطة عدائية تستهدف دول الخليج العربي، وأضاف اتخذنا قراراً بعدم التدخل في النزاعات العربية، ولكن حزب الله ينتهك ذلك بوصفه جزءاً من النظام الإقليمي وليس بصفته أحد أطراف الحكومة اللبنانية. فهل يستحق لبنان رغم جحود الحزب إلا رد التحية بأجمل منها ودعمه سياسياً واقتصادياً في أزمته الراهنة!
- يجب الإقرار أن دول الخليج قصرت في التعامل الإيجابي مع الانتفاضة العراقية قبل شهر، فلم نستثمر أو لم نتعاطى مع ما حدث في بغداد بقدر الأهمية التي يمثلها العراق لأمن الخليج، وحان الأوان للتكفير عن ذلك القصور بالتعامل مع الأزمة اللبنانية بما فيه مصلحة للشعب اللبناني والخليجي معاً.
- لقد كان من ذرائع صعوبة التعامل الإيجابي في الانتفاضة العراقية أن «الحشد الشعبي» كان في وجه «الحشد الشيعي» ولا مجال للخليجيين لخوض غمار التعامل مع بيئة يتفق طرفاها على أنك تمثل تحدياً مشتركاً، لكن في لبنان هناك لا مركزية في الانتفاضة طائفياً وجغرافياً ويمكن العمل المناسب بحرية أكبر مما كان الحال عليه في العراق، ليس من باب التدخل كأجنبي بل التدخل لصالح اللبناني الصالح.
- يعول لبنان على الخليج بحكم أن أزمته اقتصادية بالدرجة الأولى، وحتى كتابة هذه السطور يترقب اللبنانيون والعرب انتهاء مهلة الساعات الـ72 التي حددها الحريري يوم الجمعة الماضي، للبقاء أو الاستقالة.
- لم تفقد دول الخليج زمام الفعل الواعي تجاه لبنان، لكن الدول الخليجية فتر حماسها لمساعدة بيروت بسبب النفوذ المشرعن قسراً، والذي يتمتع به الحزب مدعوماً من طهران، وما من سبيل لكبح نفوذ إيران مادامت المساعدات الخليجية تقدم كجرعة أكسجين تطيل حياة الحزب. بل أن منهجية الخليجيين الجديدة تتضمن عدم الصدام مع حزب الله بل زيادة جرعة شجاعة الحكومة اللبنانية وهي تتكفل بالحزب.
- لقد خرج الناس في لبنان كما خرجوا في بغداد وكما سيخرجون في صنعاء جراء فساد صانع القرار وتحكم دولة خارجية بالقرار السياسي.
ففي بيروت -لدى بعض صناع القرار- لبنان ليس وطناً بل خريطة يتم تقاسم النفوذ عليها. فأين يقف الخليج من تلك الخريطة!
- ليس لأن دول مجلس التعاون الخليجي لاعب إقليمي فارق مقاعد المتفرجين ويجب أن يكون له دور في كل حدث إقليمي، بل لأن لبنان يكاد يكون خليجي الروح من كثرة التقارب بين الطرفين، ناهيك عن سنين وحجم الرهانات الخليجية التي ضخت هناك منذ مؤتمر الطائف.
- لا يمكن تجاوز حقيقة أن لبنان ميدان المعركة الذي خسرنا فيه العديد من الجولات مع طهران، ولا يجب ترك الأمور على تلك الحالة السلبية ففي الساحة اللبنانية هناك سيطرة لحزب الله وإيران من خلفه. وهناك قرار خليجي للعودة والانخراط بالكامل بلبنان لمواجهة إيران بكل مكان.
- حتى الآن لم تظهر دول الخليج ما هو لصالح لبنان لا على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي، فقد سلطت بعض دول الخليج سيف طلب مغادرة رعاياها لبنان فوراً وعدم السفر إليه لإرهاق صناعة السياحة هناك، أما على المستوى الشعبي فقد فر الكثير من ملاك العقارات الخليجيين لطرابزون والبوسنة الهرسك بحس رأسمالي، فيما نرى أن عودة الخليجيين بالودائع المصرفية أو الاستثمارات أو السياحة، ليست في صالح لبنان فحسب بل لاستعادة مكانة الخليجيين أنفسهم.
* بالعجمي الفصيح:
ينظر «حزب الله» للمتظاهرين والصهاينة و «داعش» على حد سواء، فقد تحدث عن أمجاده بتحرير الجنوب من الصهاينة، وتحرير الجرود من «داعش». ومتوعداً بتحرير شوارع بيروت من المتظاهرين، وسيرسل راكبي الدرجات النارية السوداء كالنمل بتكتيكات الباسيج، فيما تلعلع آلتهم الإعلامية لمخاتلة الوعي وإضعاف الممانعة الاجتماعية. فأين الخليج من ذلك؟!
* كاتب وأكاديمي كويتي
- يجب الإقرار أن دول الخليج قصرت في التعامل الإيجابي مع الانتفاضة العراقية قبل شهر، فلم نستثمر أو لم نتعاطى مع ما حدث في بغداد بقدر الأهمية التي يمثلها العراق لأمن الخليج، وحان الأوان للتكفير عن ذلك القصور بالتعامل مع الأزمة اللبنانية بما فيه مصلحة للشعب اللبناني والخليجي معاً.
- لقد كان من ذرائع صعوبة التعامل الإيجابي في الانتفاضة العراقية أن «الحشد الشعبي» كان في وجه «الحشد الشيعي» ولا مجال للخليجيين لخوض غمار التعامل مع بيئة يتفق طرفاها على أنك تمثل تحدياً مشتركاً، لكن في لبنان هناك لا مركزية في الانتفاضة طائفياً وجغرافياً ويمكن العمل المناسب بحرية أكبر مما كان الحال عليه في العراق، ليس من باب التدخل كأجنبي بل التدخل لصالح اللبناني الصالح.
- يعول لبنان على الخليج بحكم أن أزمته اقتصادية بالدرجة الأولى، وحتى كتابة هذه السطور يترقب اللبنانيون والعرب انتهاء مهلة الساعات الـ72 التي حددها الحريري يوم الجمعة الماضي، للبقاء أو الاستقالة.
- لم تفقد دول الخليج زمام الفعل الواعي تجاه لبنان، لكن الدول الخليجية فتر حماسها لمساعدة بيروت بسبب النفوذ المشرعن قسراً، والذي يتمتع به الحزب مدعوماً من طهران، وما من سبيل لكبح نفوذ إيران مادامت المساعدات الخليجية تقدم كجرعة أكسجين تطيل حياة الحزب. بل أن منهجية الخليجيين الجديدة تتضمن عدم الصدام مع حزب الله بل زيادة جرعة شجاعة الحكومة اللبنانية وهي تتكفل بالحزب.
- لقد خرج الناس في لبنان كما خرجوا في بغداد وكما سيخرجون في صنعاء جراء فساد صانع القرار وتحكم دولة خارجية بالقرار السياسي.
ففي بيروت -لدى بعض صناع القرار- لبنان ليس وطناً بل خريطة يتم تقاسم النفوذ عليها. فأين يقف الخليج من تلك الخريطة!
- ليس لأن دول مجلس التعاون الخليجي لاعب إقليمي فارق مقاعد المتفرجين ويجب أن يكون له دور في كل حدث إقليمي، بل لأن لبنان يكاد يكون خليجي الروح من كثرة التقارب بين الطرفين، ناهيك عن سنين وحجم الرهانات الخليجية التي ضخت هناك منذ مؤتمر الطائف.
- لا يمكن تجاوز حقيقة أن لبنان ميدان المعركة الذي خسرنا فيه العديد من الجولات مع طهران، ولا يجب ترك الأمور على تلك الحالة السلبية ففي الساحة اللبنانية هناك سيطرة لحزب الله وإيران من خلفه. وهناك قرار خليجي للعودة والانخراط بالكامل بلبنان لمواجهة إيران بكل مكان.
- حتى الآن لم تظهر دول الخليج ما هو لصالح لبنان لا على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي، فقد سلطت بعض دول الخليج سيف طلب مغادرة رعاياها لبنان فوراً وعدم السفر إليه لإرهاق صناعة السياحة هناك، أما على المستوى الشعبي فقد فر الكثير من ملاك العقارات الخليجيين لطرابزون والبوسنة الهرسك بحس رأسمالي، فيما نرى أن عودة الخليجيين بالودائع المصرفية أو الاستثمارات أو السياحة، ليست في صالح لبنان فحسب بل لاستعادة مكانة الخليجيين أنفسهم.
* بالعجمي الفصيح:
ينظر «حزب الله» للمتظاهرين والصهاينة و «داعش» على حد سواء، فقد تحدث عن أمجاده بتحرير الجنوب من الصهاينة، وتحرير الجرود من «داعش». ومتوعداً بتحرير شوارع بيروت من المتظاهرين، وسيرسل راكبي الدرجات النارية السوداء كالنمل بتكتيكات الباسيج، فيما تلعلع آلتهم الإعلامية لمخاتلة الوعي وإضعاف الممانعة الاجتماعية. فأين الخليج من ذلك؟!
* كاتب وأكاديمي كويتي