لم تغير التحركات الدبلوماسية النشطة والمتفائلة مؤخراً من موقف طرفي الصراع في سوريا، فلا يزال الأسد يرى أن الحل في محاربة الإرهاب في آخر تصريحاته خلال زيارة لرئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني لسوريا.ويريد الأسد، حسب قوله، المضي قدماً في سيناريو المصالحات التي طبقت في ريف دمشق وحمص القديمة بعد حصار وتجويع أجبر مقاتلي الجيش الحر على الخروج، وهذا ما يدفع المعارضة للتمسك بموفقها الرافض تماماً للتفاوض على بقائه. لذلك لن تكون مهمة المبعوث الأممي إلى سوريا سهلة خصوصاً عندما يصل إلى نقطة إقناع أطراف الصراع بالالتزام بتطبيق خطته.وتشمل أطراف الصراع ليس فقط قوات النظام المتمثلة بجيشه وقوات المعارضة المتمثلة بالجيش الحر، بل عشرات الأطراف الأخرى الخارجة عن سيطرة الطرفين تقاتل على الأرض السورية وتحديداً في حلب التي يريد ستيفان دي ميستورا أن تنطلق خطته منها.ففي حلب، هناك جبهة النصرة التابعة للقاعدة والتي لا تعترف بوجود معارضة سياسية، بل تكن عداء للفصائل المنضوية تحت سلطة الجيش الحر. وهناك تنظيم "داعش" المتطرف الغني عن التعريف، والذي سيعمل على استغلال أي وقف للقتال ليسيطر على مناطق جديدة ومعابر حدودية. ويوجد أيضاً مجموعات مسلحة لا تتبع أي طرف ويقاتل في صفوفها مرتزقة ومجرمون يرتكبون عمليات الخطف والسرقة، إضافة إلى مجموعات محلية موالية للنظام كقوات الدفاع الوطني وميليشيات حزب الله ومجموعات عراقية ولبنانية شيعية تقاتل لصالح الأسد.وتتعثر مبادرة دي ميستورا، التي تلقى أصداء إيجابية من حيث المبدأ، بشدة عند البحث في شروط التطبيق والتي يمكن أن تكون شروطاً بعيدة المدى، خصوصاً أن الوضع العسكري الميداني وصل إلى مرحلة توازن يصعب معها الحسم على أي طرف.