عرض متحف ومعهد بوسطن للفنون الجميلة في الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة أكثر من 400 قطعة أثرية نادرة في معرض للآثار النوبية، في احتفالية رمزية بمناسبة مرور 3000 ألف عام من عمر الحضارة "الكوشية" التي شغلت الحيز الجغرافي الواقع على ضفاف نهر النيل في منطقة وادي حلفا في المنطقة التي تعرف ببلاد النوبة أقصى شمال السودان.

وشكل متحف بوسطن للفنون الجميلة أولى البعثات التي عملت مع مصلحة الآثار عبر عالم الآثار الأمريكي جورج أندرو رايزنر الذي عمل في الحفريات الأثرية في مدينة كرمة السودنية العام 1913، ثم انتقل إلى حفر المقابر النوبية. وانتقلت البعثة إلى الجبل المقدس في البركل ونورى والبجرواية حيث توجد سبعة أهرامات صغيرة.

وحصل العالم الأمريكي جورج أندرو رازنر، على تلك الآثار وفق قانون كان سائداً في عهد الاستعمار الإنجليزي، يقر مناصفة الآثار المكتشفة بين مصلحة الآثار السودانية والبعثة الأمريكية المكتشفة.

وذكر المتحف في احتفالية كبيرة أنه سيتم إعادة تعريف الحضارة النوبية من خلال استشكاف بعض طرائق التفكير والآفاق والاتجاهات التي أماطت عنها اللثام الكشوف الآثارية والأبحاث التاريخية الحديثة التي أجريت في العقود القليلة الماضية.

ويبدو أن ما خلفه النوبيون وراءهم يغلب عليه الطابع المادي، كالأهرامات والمعابد والمذابح والأماكن المقدسة.

وتحاول هذه الفعالية استكشاف بعض المنظورات والسرديات التاريخية، من خلال مشاركة علماء وباحثين وفنانين وموسيقيين وأعضاء مجتمع متحف بوسطن، حيث تم عرض أكثر من 400 قطعة أثرية تعود الى حقبة مملكة كوش (1550-2400 ق.م)، في فترة الاحتلال المصري لأرض النوبة (1070-1550 ق.م).

ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن بولاية ماساشوستس، أحد أكبر المتاحف في الولايات المتحدة، ويستقبل أكثر من مليون زائر سنوياً، ويضم أكثر من 450 عملاً فنياً، وأنشئ العام 1870. وهو ثاني متحف بعد متحف الخرطوم القومي يحتوي أكبر تجمع للآثار النوبية.