تعبير المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي عن أسفه ورفضه لما صرح به معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية بخصوص نقل أسلحة ومتفجرات من إيران إلى البحرين حق لا ينازعه فيه أحد، حيث الأكيد أنه سيأسف وسيعبر عن رفضه لما قيل عن بلاده، فهذا أمر طبيعي، لكن قوله بأن الموضوع مجرد ادعاءات قول مردود عليه، فالبحرين لا تدعي حصول شيء لم يحصل، والبحرين لم تقل إن إيران فعلت ذلك إلا لأنها متأكدة من هذا القول ويتوفر لديها ما يكفي من أدلة وبراهين، فمثل هذه الأمور لا يفوتها العالم، والأكيد أن المعنيين فيه يسألون البحرين عنه ويطالبونها بتوفير الأدلة على ما تقول كي لا يعدوه هم أيضاً ادعاء.

وزير الخارجية لم «يزعم» وهو لا «يتوهم» كما أعلن موسوي ولكنه قال حقيقة وجاء بمفيد، ومثل هذا المفيد لا يصنف في باب الزعم والادعاء، وهو لو لم يكن حقيقة لما جاء به ولما تطرق لهذا الأمر من الأساس، فالبحرين بعيدة عن هذا الأسلوب وليست في حاجة إليه. البحرين تقول ما حصل وما يتوفر لديها عليه الدليل والبرهان.

الخطأ الآخر الذي وقع فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية هو قوله «لا شأن لنا مع هذا البلد»، فهذا القول المثير للضحك يؤكد أن قائله يفترض في العالم الغباء، حيث العالم كله رأى ويري ما فعلته وتفعله إيران الملالي منذ أكثر من أربعين سنة وكيف أنها تعمل كل ما يعينها على الإساءة إلى البحرين، ويكفي ما فعلته في فبراير 2011 والذي يعتبر معه أمر نقل الأسلحة والمتفجرات حدثاً بسيطاً.

اتهامات البحرين لإيران لا تفتقد للموضوعية كما قال موسوي الذي لم ينسَ أيضاً دوره في الترهيب بالقول بأن إيران «دولة كبيرة»، فلولا أنها موضوعية وحقيقية ويتوفر ما يؤكدها لما تحدثت عنها، فالبحرين لا تعادي الآخرين وهي تمتلك هامشاً كبيراً لاستيعاب أخطائهم، وهي بطبيعتها متسامحة.

الخطأ الثالث أو لعله العاشر الذي ارتكبه موسوي في معرض رده على تصريحات وزير الخارجية هو قوله «نريد الخير لجميع بلدان المنطقة، وخاصة البحرين.. وإيران تريد الحوار مع هذه الدول وإقامة علاقات حسنة معها»، ذلك أنه ليس صحيحاً أبداً أن إيران تريد الخير لبلدان المنطقة وليس صحيحاً أنها لا تعادي جيرانها، فما قامت به في الأربعين سنة الماضية كله يدحض هذا القول وكله يؤكد بأنها تعمل من أجل تحقيق غايات معينة أساسها السيطرة على كامل المنطقة وجعل دولها تابعة لها. أما الحوار الذي تتحدث عنه فلا قيمة له ولا أحد في المنطقة يرحب به لأسباب عديدة أولها أن دول المنطقة تدرك الغاية منه وتعرف أن إيران غير جادة فيما تقول وإنها متعالية ولا ترى في الدائرة سوى نفسها.

للمعلومة فإن دول المنطقة، ومنها البحرين سعت خلال الأربعين سنة الماضية إلى إقامة علاقات حسنة مع إيران لكن كل مساعيها خابت بسبب التصرفات الإيرانية التي أساسها التدخل في شؤون جيرانها، والأكيد أن أحداً في المنطقة، وفي البحرين على وجه الخصوص لا ينسى التهديدات الكثيرة باحتلال البحرين وبتكرار الادعاء بأن البحرين تابعة لإيران وفرع لها، ولا ينسى الدور الذي لعبته في أحداث 2011 والدعم غير المحدود الذي لاتزال تقدمه لمن تعتبرهم «معارضة».

كثيرة هي الأخطاء التي وقعت فيها إيران مثلما هي كثيرة الأخطاء التي وقع فيها عباس موسوي وهو يحاول الرد على تصريحات معالي وزير الخارجية بشأن نقل النظام الإيراني الأسلحة والمتفجرات إلى البحرين.