تساءلت الصغيرة مندهشة كيف تشاركنا تلميذة لا تتحدث اللغة العربية في مقاعد الدراسة؟! سؤالها عاد بعجلة الزمن للوراء سنوات عديدة، تذكرت زميلات لنا في الدراسة هن يشتركن معنا في مقاعد الفصل الدراسي لكنهن في عزلة عنا، فأهم وسيلة للتواصل معهن وهي اللغة، تكاد أن تكون معدومة. فتجدهن يقلبن المذكر مؤنثاً، والمؤنث مذكراً، ويحترن كيف يجمعن المفرد، وأذكرهن يقفن حائرات أمام القصائد التي تطلب المعلمة شرحها وكأنهن يحاولن فك طلاسم، وكم يئسن فهم شرح المعلمة بسبب عدم إتقانهن لمهارات اللغة العربية من استماع، وتحدث وقراءة وكتابة، وأذكرهن يتجمعن في الفسحة هناك خلف المقصف يتحدثن بلغة غريبة لا نعرفها ولا نفهمها، وقلما نجدهن ينسجمن معنا في الأنشطة اللاصفية أو يتبادلن معنا الزيارات في المنزل كما تفعل جميع الطالبات، كل هذا بسبب مشكلة واحدة ألا وهي أنهن غير ناطقات باللغة العربية، وكم أتساءل: أهن مستحقات للشفقة أم اللوم والعتاب؟!! لست أدري!!!! وأتساءل أهن سبب المشكلة؟ أم أن السبب في المشكلة النظام والوضع المحيط بهن؟!.. أيضاً لست أدري!!! وكم كنت أتساءل ماذا يفعل المغتربون العرب في الدول الأجنبية أتراهم يعانون من نفس المشكلة؟ في ذلك الوقت لم أكن أدري فعلاً!!!!
كنت أظن أن تلك المشكلة أمر عرضي في المجتمع، لكن بعد مرور السنين علمت من بعض المعلمات أن هذه الظاهرة موجودة حتى أن بعض المدارس اضطرت لفتح فصول لتدريس اللغة العربية للتلميذات غير الناطقات باللغة العربية قبل بدء الدوام المدرسي. أتلك الظاهرة مشكلة أم أنها أمر طبيعي في المجتمعات؟!! حينها لم أكن أدري!!! لكنني أدركت الإجابة بعدما عرفت أن الجامعات التي تعتمد اللغة الإنجليزية في تدريسها للمقررات الدراسية تشترط لقبول الطالب أن يتقن اللغة الإنجليزية، ليس هذا فحسب بل إن إتقان اللغة الإنجليزية شرط من شروط الموافقة على منح الجنسية، وهنا وجدت جواب السؤال القديم الذي كان يراودني، كيف يتعايش المغتربون العرب في الدول الأجنبية؟ إنهم يحرصون على إتقان الأجنبي للغة العربية ليس هذا فحسب!!!! فهم يحرصون على أن يحقق الأجنبي مستوى معين من الإتقان فلا يكتفون بأن يتعلم الأجنبي اللغة عن طريق مخالطة الناس فقط، بل هم ينشرون المعاهد المتخصصة لتدريس اللغة في جميع أنحاء العالم، ويشرفون على مستوى أدائها، ليس هذا فحسب!!!! فلمزيد من الضوابط لإتقان اللغة الإنجليزية هم لا يقبلون نتائج إمتحانات تلك المعاهد بل يوفرون امتحانات محكمة معتمدة صادرة من مراكز لغوية متخصصة لقياس مدى إتقان غير الناطق باللغة الإنجليزية لجميع مهارات اللغة من تحدث أو استماع أو كتابة أو قراءة مثل اختبارات الأيلتس «IELTS»، أو اختبار الـتوفل «TOEFL»، أما عن الدرجة المطلوبة لاجتياز هذا الامتحان فقد تُقبل ست درجات من عشر درجات أو سبع بل أن البعض لا يقبل إلا الدرجة كاملة، كل هذا لأنهم يحرصون على التواصل الصحيح بين أفراد المجتمع في جميع الأوساط، سواء في الأوساط الأكاديمية أم في الأوساط الاجتماعية، أم في أوساط العمل، فاللغة بمهاراتها الأربع هي أهم وسيلة للتواصل بين أفراد المجتمع وبالتالي يتحقق الانسجام والتناغم الاجتماعي، كما يحرصون على أن يتقن الأجنبي لغتهم فلا ينتشر اللحن في اللغة «أي الأخطاء» فتشيع تلك الأخطاء حتى يتأثر بها الناطقين الأصليين باللغة الإنجليزية، جهود جبارة بذلها أبناء تلك المجتمعات كل هذا لإيمانهم بأهمية الحفاظ على لغتهم. ولا نملك هنا إلا أن نقف لهم احتراما لاحترامهم للغتهم.
فما بالنا لا نجتهد لتعليم الأجانب اللغة العربية مع أن مئات الآلاف من الأجانب يعملون في دولنا، بل مئات الآلاف منهم يقيمون فيها، وكثير منهم من يرغب في الإقامة الدائمة فيها، فلِمَ لم ننشر معاهد تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، ونضع لها الضوابط والأسس للحفاظ على مستواها، ما بالنا نكتفي بجهود فردية فنجد بعض المجموعات الدراسية البسيطة التي تنظمها بعض الجمعيات، ولِمَ لم نضع الامتحانات المحكمة المعتمدة وقبولها كشرط من شروط العيش في دولنا، ولِمَ لا نخصص روضات للأطفال غير الناطقين باللغة العربية حتى يكتسبوا اللغة قبل التحاقهم بالمدرسة وتكون إلزامية، ألا يساعد ذلك على المزيد من الاندماج والتعايش للأجانب في المجتمع بل إن تدريس الأجنبي للغة العربية يعتبر حماية له، فكم وقع الأجانب في مشاكل وفي مخالفات قانونية بسبب عدم إتقانهم للغة العربية، خاصة وأن معظم الجهات الحكومية تعتمد اللغة العربية كلغة أساسية لها، فدستور البحرين قد نص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للمملكة.
ولك أن تتخيل كم عدد المعاهد التي نحتاجها لتدريس اللغة العربية لهذا العدد من الأجانب لغير الناطقين بها، ألا يفتح ذلك سوق عمل جديداً وبالتالي سيفتح فرص عمل جديدة؟!
ولك أن تتخيل أن مئات الآلاف من الأجانب الذين يقيمون في دول الخليج العربي يتقنون اللغة العربية إتقاناً صحيحاً، ألا يعد ذلك انتشاراً للغة العربية؟! وألا يعد ذلك عزة للغة وعزة لنا؟! فكم عز أقوام بعز لغات.... ودمتم أبناء لسان الضاد سالمين.
كنت أظن أن تلك المشكلة أمر عرضي في المجتمع، لكن بعد مرور السنين علمت من بعض المعلمات أن هذه الظاهرة موجودة حتى أن بعض المدارس اضطرت لفتح فصول لتدريس اللغة العربية للتلميذات غير الناطقات باللغة العربية قبل بدء الدوام المدرسي. أتلك الظاهرة مشكلة أم أنها أمر طبيعي في المجتمعات؟!! حينها لم أكن أدري!!! لكنني أدركت الإجابة بعدما عرفت أن الجامعات التي تعتمد اللغة الإنجليزية في تدريسها للمقررات الدراسية تشترط لقبول الطالب أن يتقن اللغة الإنجليزية، ليس هذا فحسب بل إن إتقان اللغة الإنجليزية شرط من شروط الموافقة على منح الجنسية، وهنا وجدت جواب السؤال القديم الذي كان يراودني، كيف يتعايش المغتربون العرب في الدول الأجنبية؟ إنهم يحرصون على إتقان الأجنبي للغة العربية ليس هذا فحسب!!!! فهم يحرصون على أن يحقق الأجنبي مستوى معين من الإتقان فلا يكتفون بأن يتعلم الأجنبي اللغة عن طريق مخالطة الناس فقط، بل هم ينشرون المعاهد المتخصصة لتدريس اللغة في جميع أنحاء العالم، ويشرفون على مستوى أدائها، ليس هذا فحسب!!!! فلمزيد من الضوابط لإتقان اللغة الإنجليزية هم لا يقبلون نتائج إمتحانات تلك المعاهد بل يوفرون امتحانات محكمة معتمدة صادرة من مراكز لغوية متخصصة لقياس مدى إتقان غير الناطق باللغة الإنجليزية لجميع مهارات اللغة من تحدث أو استماع أو كتابة أو قراءة مثل اختبارات الأيلتس «IELTS»، أو اختبار الـتوفل «TOEFL»، أما عن الدرجة المطلوبة لاجتياز هذا الامتحان فقد تُقبل ست درجات من عشر درجات أو سبع بل أن البعض لا يقبل إلا الدرجة كاملة، كل هذا لأنهم يحرصون على التواصل الصحيح بين أفراد المجتمع في جميع الأوساط، سواء في الأوساط الأكاديمية أم في الأوساط الاجتماعية، أم في أوساط العمل، فاللغة بمهاراتها الأربع هي أهم وسيلة للتواصل بين أفراد المجتمع وبالتالي يتحقق الانسجام والتناغم الاجتماعي، كما يحرصون على أن يتقن الأجنبي لغتهم فلا ينتشر اللحن في اللغة «أي الأخطاء» فتشيع تلك الأخطاء حتى يتأثر بها الناطقين الأصليين باللغة الإنجليزية، جهود جبارة بذلها أبناء تلك المجتمعات كل هذا لإيمانهم بأهمية الحفاظ على لغتهم. ولا نملك هنا إلا أن نقف لهم احتراما لاحترامهم للغتهم.
فما بالنا لا نجتهد لتعليم الأجانب اللغة العربية مع أن مئات الآلاف من الأجانب يعملون في دولنا، بل مئات الآلاف منهم يقيمون فيها، وكثير منهم من يرغب في الإقامة الدائمة فيها، فلِمَ لم ننشر معاهد تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، ونضع لها الضوابط والأسس للحفاظ على مستواها، ما بالنا نكتفي بجهود فردية فنجد بعض المجموعات الدراسية البسيطة التي تنظمها بعض الجمعيات، ولِمَ لم نضع الامتحانات المحكمة المعتمدة وقبولها كشرط من شروط العيش في دولنا، ولِمَ لا نخصص روضات للأطفال غير الناطقين باللغة العربية حتى يكتسبوا اللغة قبل التحاقهم بالمدرسة وتكون إلزامية، ألا يساعد ذلك على المزيد من الاندماج والتعايش للأجانب في المجتمع بل إن تدريس الأجنبي للغة العربية يعتبر حماية له، فكم وقع الأجانب في مشاكل وفي مخالفات قانونية بسبب عدم إتقانهم للغة العربية، خاصة وأن معظم الجهات الحكومية تعتمد اللغة العربية كلغة أساسية لها، فدستور البحرين قد نص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للمملكة.
ولك أن تتخيل كم عدد المعاهد التي نحتاجها لتدريس اللغة العربية لهذا العدد من الأجانب لغير الناطقين بها، ألا يفتح ذلك سوق عمل جديداً وبالتالي سيفتح فرص عمل جديدة؟!
ولك أن تتخيل أن مئات الآلاف من الأجانب الذين يقيمون في دول الخليج العربي يتقنون اللغة العربية إتقاناً صحيحاً، ألا يعد ذلك انتشاراً للغة العربية؟! وألا يعد ذلك عزة للغة وعزة لنا؟! فكم عز أقوام بعز لغات.... ودمتم أبناء لسان الضاد سالمين.