بعض ما قاله أمين عام «حزب إيران في لبنان» في خطابه الذي وجهه للمتظاهرين في لبنان أخيراً صحيح. من ذلك قوله إن لبنان يمر بأوضاع حساسة ودقيقة، ومنه قوله إن الحوار في هذه المرحلة بين الأطراف ذات العلاقة مهم، ومنه كذلك قوله إن الاستجابة الفورية لطلبات المتظاهرين والتي منها إسقاط الحكومة وتغيير الرئيس والدعوة إلى انتخابات مبكرة سيؤدي إلى حصول فراغ ينتج عنه الكثير من الأذى للبنانيين، فهذه الأقوال يوافقه عليها الجميع، لكن بقية ما جاء في الخطاب لا يوافقه عليه إلا المنتمون للحزب والمؤيدون له. يكفي لرفض كل ذلك الطريقة الماكرة التي دخل بها على اللبنانيين، حيث أكد في بداية الخطاب أنه مع الحراك وأنه يدعو إلى الاستمرار فيه لكنه ختمه بدعوة أعضاء حزبه والمؤيدين له إلى ترك الساحات، الأمر الذي أكد الهواجس التي ملخصها أنه مكلف بإنهاء الحراك بأي طريقة وأن في ذلك مصلحة للحزب ولإيران.
دليل آخر على خبث الخطاب هو أنه جاء على ذكر ما قام به الحزب في السنوات الماضية وما تسبب فيه من آلام للبنان لكنه برر لذلك وقال إن الأمر مختلف والمقارنة بين ما قام به حزبه والحراك الشعبي الحالي ليست في محلها!
واضح أن نصرالله افترض في اللبنانيين والعالم الغباء، والأكيد أنه راهن على أن الحراك الشعبي العفوي سينتهي في التو والحال على اعتبار أن التابعين للحزب والمؤيدين له سيستجيبون لدعوته وسيتركون الساحات لتبدو خالية إلا من القلة وينتهي بذلك كل شيء. لكن هذا لم يحدث واستمر اللبنانيون في حراكهم حتى مع تخويفهم بأن الأمر قد ينتهي بحصول حرب أهلية، واستمروا حتى مع الجهد الكبير الذي بذلته الفضائيات السوسة التي طبلت له واستنفرت على أمل أن تقنع اللبنانيين بالعودة إلى بيوتهم وترك الأمر لـ»سيد المقاومة» كي يحل الأمور مع الحكومة.
المثير أن أمين عام «حزب إيران في لبنان» يعرف جيداً أن اللبنانيين الذين خرجوا بعد أن ضاقت بهم السبل لن يتراجعوا وأنهم لن يتراجعوا حتى مع تأكيده لهم بأن حراكهم لم يعد في أيديهم وأن هناك من يموله ليستفيد منه، والأمر نفسه فيما يخص إيران، فهي الأخرى تعرف جيداً أن اللبنانيين لم يعودوا يصدقوا رجلها في بلادهم وأنهم سيواصلون حراكهم.
لكن هذا الذي يوفر حالة من الاطمئنان يدعو أيضاً إلى القلق، فالنظام الإيراني الذي له مصالح في لبنان ويتعرض حزبه اليوم لرفض واسع من اللبنانيين والذي لم يتمكن رجله من تخويف المتظاهرين وجعلهم يعودوا إلى بيوتهم لن يتوقف عن التحرك وسيسعى جاهداً كي يستفيد من كل تطور، ذلك أن هكذا حراك يعني أنه وحزبه في لبنان ورجاله صاروا مهددين ويمكن أن ينفضحوا ويخسروا الكثير. لهذا فإنه ليس من المستبعد أن يوجه نصرالله أو نائبه خطاباً ثالثاً لعله يتمكن من الضحك على ذقون المتظاهرين.
في خطابه الأخير اجتهد نصرالله في تسخيف الحراك الشعبي فاعتبر احتجازهم لبعض الطرقات تطاولاً وخطأ كبيراً، ناسياً بأنه سبق لحزبه أن قام بهذا العمل، وغير ملتفت للاعتصام المفتوح الذي قام به هذا الحزب وعطل به الحياة لفترة طويلة جداً.
نصرالله في خطابه الأخير امتدح المتظاهرين ووصف حراكهم بالإيجابي لكنه في نفس الوقت عمل على تخريب ما يقومون به بتوجيه الأوامر لأتباعه لترك الساحات وفعل كل ما يؤدي إلى إنهاء الحراك، حيث تم تسجيل العديد من الاعتداءات على المتظاهرين من قبل أتباعه.
أمين عام «حزب إيران في لبنان» وفر بخطابه ذاك المثال العملي على خبث هذا الحزب وخبث إيران.
دليل آخر على خبث الخطاب هو أنه جاء على ذكر ما قام به الحزب في السنوات الماضية وما تسبب فيه من آلام للبنان لكنه برر لذلك وقال إن الأمر مختلف والمقارنة بين ما قام به حزبه والحراك الشعبي الحالي ليست في محلها!
واضح أن نصرالله افترض في اللبنانيين والعالم الغباء، والأكيد أنه راهن على أن الحراك الشعبي العفوي سينتهي في التو والحال على اعتبار أن التابعين للحزب والمؤيدين له سيستجيبون لدعوته وسيتركون الساحات لتبدو خالية إلا من القلة وينتهي بذلك كل شيء. لكن هذا لم يحدث واستمر اللبنانيون في حراكهم حتى مع تخويفهم بأن الأمر قد ينتهي بحصول حرب أهلية، واستمروا حتى مع الجهد الكبير الذي بذلته الفضائيات السوسة التي طبلت له واستنفرت على أمل أن تقنع اللبنانيين بالعودة إلى بيوتهم وترك الأمر لـ»سيد المقاومة» كي يحل الأمور مع الحكومة.
المثير أن أمين عام «حزب إيران في لبنان» يعرف جيداً أن اللبنانيين الذين خرجوا بعد أن ضاقت بهم السبل لن يتراجعوا وأنهم لن يتراجعوا حتى مع تأكيده لهم بأن حراكهم لم يعد في أيديهم وأن هناك من يموله ليستفيد منه، والأمر نفسه فيما يخص إيران، فهي الأخرى تعرف جيداً أن اللبنانيين لم يعودوا يصدقوا رجلها في بلادهم وأنهم سيواصلون حراكهم.
لكن هذا الذي يوفر حالة من الاطمئنان يدعو أيضاً إلى القلق، فالنظام الإيراني الذي له مصالح في لبنان ويتعرض حزبه اليوم لرفض واسع من اللبنانيين والذي لم يتمكن رجله من تخويف المتظاهرين وجعلهم يعودوا إلى بيوتهم لن يتوقف عن التحرك وسيسعى جاهداً كي يستفيد من كل تطور، ذلك أن هكذا حراك يعني أنه وحزبه في لبنان ورجاله صاروا مهددين ويمكن أن ينفضحوا ويخسروا الكثير. لهذا فإنه ليس من المستبعد أن يوجه نصرالله أو نائبه خطاباً ثالثاً لعله يتمكن من الضحك على ذقون المتظاهرين.
في خطابه الأخير اجتهد نصرالله في تسخيف الحراك الشعبي فاعتبر احتجازهم لبعض الطرقات تطاولاً وخطأ كبيراً، ناسياً بأنه سبق لحزبه أن قام بهذا العمل، وغير ملتفت للاعتصام المفتوح الذي قام به هذا الحزب وعطل به الحياة لفترة طويلة جداً.
نصرالله في خطابه الأخير امتدح المتظاهرين ووصف حراكهم بالإيجابي لكنه في نفس الوقت عمل على تخريب ما يقومون به بتوجيه الأوامر لأتباعه لترك الساحات وفعل كل ما يؤدي إلى إنهاء الحراك، حيث تم تسجيل العديد من الاعتداءات على المتظاهرين من قبل أتباعه.
أمين عام «حزب إيران في لبنان» وفر بخطابه ذاك المثال العملي على خبث هذا الحزب وخبث إيران.