أكد رئيس مركز المعلومات الأوروبي الخليجي ميتش بيلفر نجاح البحرين في التصدي للهجمات السيبرانية، عبر استراتيجية ردع إلكتروني متطور، مضيفاً "استطاعت المملكة التصدي للتحديات والتهديدات في مجال الأمن السيبراني بشكل مذهل تفوق على الآليات المعتمدة لكثير من الدول الغربية والأوروبية في تصديها لخطر الإرهاب السيبراني وأعمال القرصنة الإلكترونية، ما يجعل خبرة المملكة فريدة في هذا النوع من الجرائم الارهابية، ويمكن نقلها إلى دول أخرى تواجه ذات الأخطار والتهديدات".

وتحدث بيلفر في الجلسة الثانية من مؤتمر التكنولوجيا العسكرية في الشرق الاوسط، الثلاثاء، في مركز البحرين الدولي للمعارض، ضمن فعاليات النسخة الثانية من معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع (بايدك) 2019، بحضور شخصيات رسمية ومتخصصين في الشؤون الأمنية والدفاعية والأمن السيبراني.

وشارك في الجلسة، التي حملت عنوان "استراتيجيات الدفاع السيبراني"، مستشار الأمانة العامة لمجلس الوزراء الياباني، مدير الاستراتيجية الدولية في مركز التأهب واستراتيجية الحوادث للأمن السيبراني هديتوشي أوغاوا، ومدير معهد جاك دي غوردن للسياسات العامة في كلية ستيفن جيه غرين للشؤون الدولية والعامةب جامعة فلوريدا الدولية بالولايات المتحدة برايان فونسيكا، ورئيس مركز المعلومات الأوروبي الخليجي في إيطاليا ميتشل بيلفر.

وتناولت الجلسة في محاورها آثار التكنولوجيا العسكرية على الاستراتيجيات الراهنة للدفاع السيبراني باستعراض تجارب الدول والمؤسسات الدفاعية من خلال ثلاثة مضامين رئيسية شملت أهمية الأمن السيبراني في ضوء ثورة الاتصالات الحديثة، واستراتيجيات الدول الكبرى في مجال الدفاع السيبراني والدروس المستفادة منها، ودور التعاون الاقليمي والدولي في مجال الأمن السيبراني.

وتحدث هديتوشي أوغاوا عن الأهمية الكبرى التي توليها الحكومة اليابانية للأمن المعلوماتي والاتصالات عبر تخصيص قطاعات تتبع رئاسة الوزراء مباشرة معنية بالأمن الالكتروني والردع السيبراني.

وأبرز أوغاوا الحاجة الملحة لتوطيد التعاون بين الحكومات والقطاعات العسكرية لتنظيم الأمن الالكتروني من خلال وضع استراتيجيات وطنية تعمل جنباً إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والعمليات العسكرية لإحداث التأثير المطلوب في الردع والدفاع، وأيضاً الهجوم المضاد بكل الوسائل سواء الالكترونية أم العسكرية إن اقتضت الحاجة وفقاً للمعايير التي أقرتها الأمم المتحدة لتحديد سلوك الدول تجاه الردع الالكتروني العام 2015.

ودعا إلى تكثيف التعاون الدولي في مجالات الأمن السيراني، بما يتوافق مع متطلبات وحاجات كل دولة، منوهاً بأن المؤتمر الحالي في البحرين يشكل أحد أوجه التعاون الدولي في هذا المجال.

فيما استعرض برايان فونسيكا جهود الولايات المتحدة في وضع الخطط الوطنية الاستراتيجية الدفاعية للأمن السيبراني منذ التسعينيات وحتى الآن، موضحاً أن هجمات 2011 كانت علامة فارقة وناقوس خطر لفت الانتباه إلى أهمية حماية الفضاء الالكتروني من عبث التنظيمات الإرهابية والأفراد المهددين للأمن المعلوماتي عبر أعمال القرصنة والهجمات السيبرانية وسوء استخدام التقنية الذكية الحديثة، الأمر الذي وضعت معه وزارة الدفاع الأمريكية استراتيجيتها الشاملة للأمن الأكتروني في المجال العسكري بتحديد خطة الدفاع النشط وأتبعتها باستراتيجية الهجوم المتقدم على الخصوم والانتقال من استراتيجية الدفاع الإلكتروني إلى الهجوم الإلكتروني لتحقيق الردع المطلوب.



تجربة البحرين في صد التنظيمات الإرهابية

في حين استشهد ميتشل بيلفر في كلمته بتجربة البحرين الناجحة في التصدي للإرهاب الالكتروني ومحاصرته، خصوصاً في أعقاب أحداث العام 2011، "حيث تمكنت التنظيمات الإرهابية في البحرين وخارجها من استباحة الفضاء الإلكتروني والعبث بأمنه بكل الطرق لاستهداف البحرين وزعزعة أمنها واستقرارها وبث الفوضى والعنف على أرضها".

وأكد بيلفر أن البحرين استطاعت التصدي للتحديات والتهديدات في مجال الأمن السيبراني بشكل مذهل تفوق على الآليات المعتمدة لكثير من الدول الغربية والأوروبية في تصديها لخطر الإرهاب السيبراني وأعمال القرصنة الإلكترونية، ما يجعل خبرة المملكة فريدة في هذا النوع من الجرائم الارهابية، ويمكن نقلها إلى دول أخرى تواجه ذات الأخطار والتهديدات.

ولفت بيلفر إلى ضرورة دعم وتعزيز قطاعات الدفاع الإلكتروني والأمن المعلوماتي التابعة للأجهزة العسكرية والأمنية في الدول والحكومات لتحقيق الردع المناسب والحماية المستقبلية.