أكد مشاركون في الملتقى العلمي "المرأة البحرينية وعلوم المستقبل" الذي ينظمه المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع "بولتيكنك البحرين" تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس، أهمية الجهود التي يبذلها المجلس من أجل استكشاف وتعزيز حضور المرأة البحرينية في مجال علوم المستقبل، مؤكدين أن البحرين لديها فرصة مواتية لتتحول إلى مركز لصناعة وتطوير البرمجيات، خاصة مع وجود طاقات وكفاءات واعدة من الشباب والفتيات.

ودعا المشاركون في ختام أعمال الملتقى إلى دعم جهود المجلس الأعلى للمرأة في هذا الصدد من قبل جميع الجهات المعنية بالتخطيط والتعليم والتدريب والابتكار، مشيرين إلى أهمية البناء على الإنجازات التي تحققها المرأة البحرينية في مجالات علوم المستقبل مثل التكنولوجيا المالية والذكاء الصناعي وصولاً إلى علوم الفضاء وغيرها، بما يؤكد قدرتها على المساهمة الفاعلة في جعل البحرين بيئة للتطوير والابتكار والاختراع في الشرق الأوسط.

وواصل الملتقى العلمي "المرأة البحرينية وعلوم المستقبل" فعالياته الأربعاء في مقر "بوليتكنك البحرين" بعقد جلسة تحت عنوان "التشريعات والسياسات والأطر المؤسسية اللازمة لمواكبة مجالات علوم المستقبل". وأكدت الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية بمجلس التنمية الاقتصادية مها مفيز، خلال الجلسة، أن البحرين لديها منظومة متقدمة متكاملة من التشريعات الجاذبة لمختلف أنواع الأنشطة التجارية والاقتصادية الحديثة. واستعرضت مفيز عدداً من التوجهات ذات الصلة مثل الانتقال إلى الحوسبة السحابية، وتوفير بنية تحتية شجعت شركات عملاقة مثل أمازون لخدمات الإنترنت على اتخاذ البحرين مقراً إقليمياً لها، وقوانين السماح للشركات الأجنبية بتخزين معلوماتها في البحرين، وقانون حماية البيانات الشخصية، إضافة إلى السماح بتأسيس سجل افتراضي، وإنشاء حاضنات ومسرعات أعمال، وخليج البحرين للتكنولوجيا المالية، وغيرها.

وتحدثت المدير العام لمعهد البحرين للتدريب د.سماح العجاوي عن تطوير السياسات الداعمة لزيادة مشاركة خريجي المسارات الفنية والمهنية في مجالات العمل المستقبلية، مؤكدة أهمية رفع نسبة حضور الفتيات في التعليم الفني والمهني، كما هي نسبة حضورها في التعليم الأكاديمي. وأشارت إلى وجود نماذج ناجحة لفتيات بحرينيات تمكن من إثبات قدرتهن في مجالات مهنية صعبة.

وأكدت د.العجاوي عدم وجود فجوة في السياسات بين المرأة والرجل في البحرين، مشيرة إلى ضرورة تعزيز الوعي بين الأهل والطلاب بأهمية دخول المجالات التي تحمل تحدياً للمرأة لكنها تنطوي على كثير من الفرص أمامها.

فيما أكد رئيس مكتب "اليونيدو" للاستثمار والتكنولوجيا د.هاشم حسين أن البحرين تولي أهمية للإسراع بتوفير بيئة مناسبة لدعم الابتكار، وتطوير التشريعات ذات الصلة بحماية الملكية الفكرية، وتسهيل تسجيل براءات الاختراع، بما يتكامل مع ما تقدمه البحرين من دعم لرواد الأعمال والمؤسسات الناشئة.

ولفت إلى أن القطاع الخاص يتحمل جانباً كبيراً من مسؤولية التوجه نحو علوم المستقبل، وتوفير وظائف للخريجات والخريجين في هذ المجال، مضيفاً أن "استثمار مؤسسات القطاع الخاص في علوم المستقبل ليس ترفاً أو عملاً خيرياً، بل ضرورة قصوى من أجل الحفاظ على تنافسية تلك المؤسسات وربحيتها".

وأكد رئيس جمعية الذكاء الاصطناعي د.جاسم حاجي دور وسائل الإعلام في تحفيز التوجه نحو مجالات علوم المستقبل، مشيراً إلى ضرورة نشر الوعي بالإجراءات المتعلقة بتسجيل الابتكارات العلمية وسبل التسويق لها محلياً ودولياً.

وقال د.حاجي إن "الثورة الصناعية الرابعة أتاحت مزيداً من الفرص أمام المرأة للعمل والابتكار، وعززت مبدأ تكافؤ الفرص، حيث يمكن لأي كان العمل عن بعد والمشاركة في تطوير مشاريع على مستوى العالم"، لافتاً إلى أن "الابتكارات العالمية الكبيرة في ظل هذه الثورة باتت تأتي من رائدات ورواد أعمال شباب في أعمار مبكرة". وأضاف أن البحرين لديها فرصة مواتية لتتحول إلى مركز لصناعة وتطوير البرمجيات، خاصة مع وجود طاقات وكفاءات واعدة من الشباب والفتيات.



توجيه الطالبات إلى علوم المستقبل

وأدار آخر جلسات الملتقى بعنوان "التعليم والتدريب النوعي والبحث العلمي- إدارة المعرفة" عميد كلية الهندسة بجامعة البحرين د.فؤاد الأنصاري. وتحدثت المدير العام لمراجعات المؤسسات التعليمية والتدريبية بهيئة جودة التعليم والتدريب د.هيا المناعي في الجلسة عن دور وجهود المؤسسات التعليمية في التحفيز والتوجه نحو الإبداع والابتكار ومجالات علوم المستقبل من خلال تطوير المناهج وآليات الإرشاد والتوجيه للطالبات في مختلف مستويات التعليم بما ينعكس على توجهاتهن نحو وظائف ملائمة لسوق العمل.

وأكدت د.المناعي أن "هيئة جودة التعليم والتدريب تعمل على التأكد من أن البرامج التعليمية والتدريبية المقدمة تضمن حصول الطالبات والطلبة على الحد الأدنى من المهارات الأساسية في سوق العمل"، مضيفة أن "تلك البرامج تحصل على تقييم أعلى في حال تضمنت تزويد الطلاب بالمعارف المتقدمة التي تتطلبها علوم المستقبل، وتشجعهم على الإبداع والابتكار".

وتحدثت الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز البحرين هناء سرواني عن نموذج المؤسسة كشريك داعم للمؤسسات التعليمية وصانعي السياسات في التركيز على تحفيز التعلم والإبداع والابتكار في مجالات علوم المستقبل والتنمية الاقتصادية، لافتة إلى أن "المؤسسة تعمل من خلال ما تنظمه من برامج ودورات على استشراف متطلبات علوم المستقبل وتوعية نحو ثمانية آلاف شاب وشابة بحرينية من المتطوعين في المؤسسة بهذا الخصوص".

فيما أكد نائب الرئيس التنفيذي للموارد والمعلومات في بوليتكنك البحرين الشيخ علي بن عبدالرحمن آل خليفة أهمية بناء وتفعيل شبكات توجيه وإرشاد معرفية تدعم بناء قدرات الطلبة الخريجين والمبتكرين والمبدعين بحسب متطلبات سوق العمل، مشيراً إلى أن "بوليتكك البحرين تحرص كل الحرص على مواءمة برامجها التعليمية مع سوق العمل من خلال لقاءات مستمرة مع أصحاب الأعمال، إضافة إلى إلزام الطلاب بعمل مشاريع تخرجهم داخل الشركات والمؤسسات بما يكسبهم المهارة العملية اللازمة".

ولفتت الأستاذ المساعد في قسم إدارة الابتكار والتقنية بجامعة الخليج العربي د.عفاف بوغوى إلى أهمية دعم وتشجيع البحوث العلمية وتطوير مختبرات الابتكار في المجالات الإبداعية لطلاب المدارس والجامعات والمعاهد الفنية، مشيرة إلى أهمية استثمار مخرجات البحوث العلمية في زيادة مشاركة الطالبات والطلاب بعلوم المستقبل.