«اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وبارك لنا فيما أعطيت» دعاء كنا نستهل به صباحنا المدرسي كل صباح حتى حفظناه عن ظهر قلب، البركة إن حلت ضاعفت من تنعم الفرد بعطايا رب العالمين، إن كانت نعمة العافية أو المال والأبناء، ومقال الخميس الماضي كان يتحدث عن انعكاس «البركة» على نعمة «الأبناء» فتجد تربيتهم سهلة وطريقهم مستقيماً ولا يلقون على كاهلك عبئاً وتجدهم بارين بك، أما اليوم فاخترت أن أتحدث عن «البركة» إن حلت في موقع آخر غير الأبناء، عن بركة الله سبحانه وتعالى في المكان أي في «المسكن»، حينها تنعكس البركة في استيعاب البيت لتلبية احتياجاتنا أياً كان حجمه وموقعه حتى لو كان صغيراً، والعكس صحيح، فإن اختفت البركة من السكن ممكن أن يضيق عليك بيتك الواسع فلا تتمتع بمساحاته ولا تعرف كيف توظف حجمه الواسع.
جاءت فكرة بركة المسكن حين مشاهدتي لافتتاح «نزل السلام» في المحرق، وقد شهد حفل الافتتاح حضوراً كثيفاً بحرينياً إماراتياً، باعتبار تمويل هذا المشروع كان بدعم إماراتي سخي وبمناسبة عام زايد الذي عم خيره على كل البقاع رحمه الله وطيب الله ثراه.
البيت لعائلة «فتح الله المرباطي» في المحرق في الحالة تحديداً، وعمر هذا البيت اليوم 75 عاماً إذ بني عام 1945، وهو في مساحته وتصميمه يشبه العديد من بيوتات البحرين القديمة للعوائل الكبيرة. بيت ذو طابقين به ست غرف نوم صغيرة ومطبخ وفناء داخلي «حوش» وسطح صغير ملاصق، و«لواوين» جمع «ليوان» أي بلكونات تطل على الفناء الداخلي، وبلكونات خشبية خارجية لها نوافذ تسمى «عقاصي» تطل على شارعين تسمح لأهل البيت بالنظر للشارع ولا تكشف داخل البيت.
البيت تحول الآن إلى فندق ضمن مشروع «طريق اللؤلؤ» ليكمل هذا البيت وبقية البيوت التابعة للمشروع رواية تحكي قصة الغوص والمحار، قصة اللؤلؤ البحريني.
وأنت تتجول في البيت بعد تجديده وترميمه وإخراجه بالصورة النهائية التي رآها الحضور تؤكد حقيقة هامة هي فحوى مقالي اليوم، أن بيوتنا القديمة رغم صغر مساحتها «500 كم مربع» قياساً ببيوتنا اليوم إلا أنها فيها بركة، حُجرها صغيرة جداً لكن استطاعت أن تضم أسرة بأكملها ومساحة الأرض صغيرة جداً ومع ذلك تفي بكل أغراضنا، بيت كهذا عاش فيه أفراد يزيدون عن العشرة وأعمارهم مختلفة من الجد إلى الأحفاد وفر لهم الأمن لأطفالهم ولنسائهم وشيوخهم الكبار، وفر لهم الظل و«البراد» بتصميمه وهندسته، وفر لهم الألفة والمحبة والعلاقات الأسرية المترابطة التي جعلت أبناء العم يكبرون سوياً ويملكون في ذاكرتهم مخزوناً من الحب المتراكم. مزايا كثيرة تفتقدها فللنا وبيوتنا الكبيرة اليوم، لأن كثيراً من بيوتنا الحديثة ليس فيها بركة.
لا ارتدادات، بل البناء هو سور البيت ذاته، وفناؤه داخله، وأشجاره وارفة الظل، احتفظ المجدد بذات التصميم مع تغيرات طفيفة، وما تغير في التصميم إلا تغطية السقف بالزجاج واحتفظت الغرف بمساحتها، جددت الحمامات على أحدث طراز بتصميم داخلي للمبدع عمار بشير الذي أطلق عليه اسم «الساحر» وبعض التغيرات الطفيفة كتحويل المطبخ القديم في الطابق الثاني إلى غرفة نوم، والمحصلة النهائية فناء داخلي رائع لم يغب الأخضر عنه بأشجار الترنج ورائحته الزكية، وسطح صغير غطاه الأخضر ليمنحه خصوصية، وظل مديد، وفناء تحول إلى قاعة للفندق.
هذا التصميم «القديم» الذي يوفر كل احتياجات الأسرة البحرينية لا تحتاج إلى هدمه بل إلى ترميمه، هذه الرسالة التي يقدمها مشروع طريق اللؤلؤ، فكلفة ترميم أي بيت قديم لن تزيد عن كلفة هدمه وبناء جديد، فإن حظي بمن يملك ذوقاً رفيعاً في التصميم الداخلي، فان المسكن حتى وإن كان صغيراً في مساحته إلا أنه يثبت أن البركة تمنح المكان فسحة وتضفي عليها جمالاً إن وجدت، وإلا كيف تمكنا من إيجاد ست غرف نوم وغرفة طعام وغرفة جلوس ومطبخ وفناء يتوسط البيت وسطح مزروع في 500 كم مربع؟ إنها البركة، هذه هي الرسالة التي قدمها لنا بيت فتح الله المرباطي في المحرق.
جاءت فكرة بركة المسكن حين مشاهدتي لافتتاح «نزل السلام» في المحرق، وقد شهد حفل الافتتاح حضوراً كثيفاً بحرينياً إماراتياً، باعتبار تمويل هذا المشروع كان بدعم إماراتي سخي وبمناسبة عام زايد الذي عم خيره على كل البقاع رحمه الله وطيب الله ثراه.
البيت لعائلة «فتح الله المرباطي» في المحرق في الحالة تحديداً، وعمر هذا البيت اليوم 75 عاماً إذ بني عام 1945، وهو في مساحته وتصميمه يشبه العديد من بيوتات البحرين القديمة للعوائل الكبيرة. بيت ذو طابقين به ست غرف نوم صغيرة ومطبخ وفناء داخلي «حوش» وسطح صغير ملاصق، و«لواوين» جمع «ليوان» أي بلكونات تطل على الفناء الداخلي، وبلكونات خشبية خارجية لها نوافذ تسمى «عقاصي» تطل على شارعين تسمح لأهل البيت بالنظر للشارع ولا تكشف داخل البيت.
البيت تحول الآن إلى فندق ضمن مشروع «طريق اللؤلؤ» ليكمل هذا البيت وبقية البيوت التابعة للمشروع رواية تحكي قصة الغوص والمحار، قصة اللؤلؤ البحريني.
وأنت تتجول في البيت بعد تجديده وترميمه وإخراجه بالصورة النهائية التي رآها الحضور تؤكد حقيقة هامة هي فحوى مقالي اليوم، أن بيوتنا القديمة رغم صغر مساحتها «500 كم مربع» قياساً ببيوتنا اليوم إلا أنها فيها بركة، حُجرها صغيرة جداً لكن استطاعت أن تضم أسرة بأكملها ومساحة الأرض صغيرة جداً ومع ذلك تفي بكل أغراضنا، بيت كهذا عاش فيه أفراد يزيدون عن العشرة وأعمارهم مختلفة من الجد إلى الأحفاد وفر لهم الأمن لأطفالهم ولنسائهم وشيوخهم الكبار، وفر لهم الظل و«البراد» بتصميمه وهندسته، وفر لهم الألفة والمحبة والعلاقات الأسرية المترابطة التي جعلت أبناء العم يكبرون سوياً ويملكون في ذاكرتهم مخزوناً من الحب المتراكم. مزايا كثيرة تفتقدها فللنا وبيوتنا الكبيرة اليوم، لأن كثيراً من بيوتنا الحديثة ليس فيها بركة.
لا ارتدادات، بل البناء هو سور البيت ذاته، وفناؤه داخله، وأشجاره وارفة الظل، احتفظ المجدد بذات التصميم مع تغيرات طفيفة، وما تغير في التصميم إلا تغطية السقف بالزجاج واحتفظت الغرف بمساحتها، جددت الحمامات على أحدث طراز بتصميم داخلي للمبدع عمار بشير الذي أطلق عليه اسم «الساحر» وبعض التغيرات الطفيفة كتحويل المطبخ القديم في الطابق الثاني إلى غرفة نوم، والمحصلة النهائية فناء داخلي رائع لم يغب الأخضر عنه بأشجار الترنج ورائحته الزكية، وسطح صغير غطاه الأخضر ليمنحه خصوصية، وظل مديد، وفناء تحول إلى قاعة للفندق.
هذا التصميم «القديم» الذي يوفر كل احتياجات الأسرة البحرينية لا تحتاج إلى هدمه بل إلى ترميمه، هذه الرسالة التي يقدمها مشروع طريق اللؤلؤ، فكلفة ترميم أي بيت قديم لن تزيد عن كلفة هدمه وبناء جديد، فإن حظي بمن يملك ذوقاً رفيعاً في التصميم الداخلي، فان المسكن حتى وإن كان صغيراً في مساحته إلا أنه يثبت أن البركة تمنح المكان فسحة وتضفي عليها جمالاً إن وجدت، وإلا كيف تمكنا من إيجاد ست غرف نوم وغرفة طعام وغرفة جلوس ومطبخ وفناء يتوسط البيت وسطح مزروع في 500 كم مربع؟ إنها البركة، هذه هي الرسالة التي قدمها لنا بيت فتح الله المرباطي في المحرق.