بناءً على النتائج المتميزة لتجربة دمج الطلبة ذوي اضطراب التوحد في المدارس الحكومية الابتدائية، وجه ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم إلى الانتقال بهذه التجربة إلى المدارس الإعدادية، بدءًا من العام الدراسي 2019/2020، وذلك لأول مرة في تاريخ مملكة البحرين التعليمي.
وأكد الوزير خلال زيارته مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية للبنين، المُطبقة للتجربة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للتوعية باضطراب التوحد، أن هذه الخطوة التطويرية تأتي في إطار اهتمام الوزارة بتوفير التعليم المناسب للجميع، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وتجسيدًا لما جاء في دستور المملكة وقانون التعليم.
وأوضح الوزير أنه بناءً على هذا القرار ستتاح الفرصة للطلبة ذوي اضطراب التوحد لاستكمال الدراسة النظامية في التعليم الإعدادي، والحصول على خدمات تربوية وتعليمية متطورة في مدارس الدمج، بعد إنهائهم المرحلة الابتدائية بنجاح، مشيرًا إلى أنه ستتم تهيئة المدارس الإعدادية المختارة لتطبيق هذه التجربة بجميع المتطلبات اللازمة، بما في ذلك الكوادر المؤهلة، والصفوف الخاصة، والبرامج التربوية والتعليمية المناسبة، مع عقد اللقاءات التعريفية مع الهيئات الإدارية والتعليمية بشأن هذه التجربة التربوية الجديدة، استعدادًا لاستقبال الطلبة.
ونوه الوزير بما تحقق من نجاح مبهر خلال الأعوام الماضية، إذ ارتفع عدد المدارس الابتدائية المخصصة لدمج طلبة التوحد من 3 مدارس في العام 2010، تضم 11 طالبًا وطالبة فقط، إلى 16 مدرسة في العام الحالي، تضم 109 طلاب وطالبات، من ضمنهم 37 طالبًا وطالبة تم نقلهم بصورة كلية من الصفوف الخاصة إلى العادية، نتيجةً لما حققوه من نقلة نوعية أكاديميًا وسلوكيًا واجتماعيًا.
هذا وقام الوزير خلال الزيارة بالاطلاع على البرامج التربوية والتعليمية المقدمة لذوي اضطراب التوحد في صفوف خاصة مصممة وفق معايير تربوية عالمية، ينقسم كلٍ صف منها إلى عدة أركان، بهدف إبعاد الطلبة عن المشتتات المعيقة لعملية تعليمهم، والمحافظة على سلامتهم، ومنها ركن للتدريس الفردي، وآخر للتدريس والعمل الجماعي، وركن للتعلّم باللعب، وآخر لتنمية الحواس، وركن للمهارات الحياتية، كما يحوي كل صف أدوات للتعلّم الإلكتروني كالسبورة الذكية والحواسيب.
ومن أبرز البرامج التعليمية المقدمة للطلبة في صفوف التوحد، برنامج تطوير التواصل الاجتماعي واللغوي باستخدام الصور، وبرنامج تعزيز السلوكيات الاجتماعية الإيجابية، وبرنامج تنظيم الوقت باستخدام الجداول المصورة، وبرنامج التخاطب الهادف إلى تقوية الجانب اللغوي، وذلك لتهيئة الطلبة للدمج الجزئي ومن ثم الكلي في الصفوف العادية.
يذكر أن الوزارة تطبق سياسة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلّم في 81 مدرسة حكومية موزعة على مختلف المحافظات، تضم إلى جانب ذوي اضطراب التوحد، المئات من الطلبة من فئات الإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون، والصم، إضافةً إلى احتضان العديد من المدارس لذوي الإعاقات البصرية والسمعية والجسدية، وذوي صعوبات التعلم أو بطء التعلم، ومرضى السرطان والسكلر الذين صنفتهم الوزارة ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة، ووفرت لهم كافة التسهيلات المعينة لهم على استكمال دراستهم.