أكد سفير مملكة البحرين لدى جمهورية مصر العربية، والمندوب الدائم لمملكة البحرين لدى جامعة الدول العربية الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة، أن من أهم أهداف التنمية المستدامة بالمملكة تتمثل في أن التعليم الأساسي مجاني وإلزامي، فيما تبلغ نسبة الأمية 2.5% فقط.

وأضاف أن البحرين قدمت التقرير الوطني الطوعي الأول أمام المنتدى السياسي رفيع المستوى في يوليو 2018، والذي استعرض إنجازات المملكة في مجال التنمية المستدامة والجهود المبذولة لتحقيقها بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المفدى، معرباً عن سعادته بالمشاركة في الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، مشيراً سعي مملكة البحرين لتحقيق التنمية.

جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة بعنوان: "الدول العربية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في عالم متغير"، والمنعقدة ضمن فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في جمهورية مصر العربية.

وأكد الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة في كلمته، أن مملكة البحرين استطاعت تحقيق الهدف الأول من التنمية المستدامة والذي يتمثل في القضاء على الفقر وكذلك الهدفان الثاني والثالث خلال العشر سنوات الماضية، وتقوم الحكومة الحالية ببناء 5 مدن حديثة وجديدة لتوفير المزيد من فرص السكن للمواطنين.

وأشار إلى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، بالإعلان عن يوم الخامس من أبريل يوماً دولياً للضمير، لتعزيز ثقافة السلم من أجل المساعدة على تحقيق السلام والتنمية المستدامة.

وأكد السفير الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة أن البحرين استشرفت مسبقاً في البدء في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة عبر وضع الترتيبات المؤسسية اللازمة والتي تمثلت في إنشاء اللجنة الوطنية للمعلومات والسكان برئاسة وزير شؤون مجلس الوزراء وعضوية الجهات المعنية، وأخذت اللجنة على عاتقها مهمة متابعة أهداف التنمية المستدامة وتوطينها وتنفيذها عبر برامج الحكومة بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني والهيئات الأكاديمي.

وأوضح أن برنامج الحكومة الحالي 2019-2022 يشتمل على أهداف عامة تتقاطع مع المجالات الرئيسية لأهداف التنمية المستدامة لتحقيقها من خلال تعزيز الثوابت الأساسية للدولة والمجتمع، والاستدامة المالية والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى تأمين البيئة الداعمة للتنمية المستدامة.

وعن الإنجازات التي حققتها المملكة، قال إن البحرين استطاعت تجاوز الهدف الأول والمتمثل في القضاء على الفقر المدقع من خلال نمو اقتصادي ورفع متوسط دخل الأسرة بنسبة 47% خلال السنوات العشر الماضية، مشيراً إلى أن جميع المواطنين بالمملكة يتمتعون بالرعاية الصحية الجيدة والحصول على العلاج والأدوية مجاناً، وحصول جميع الأطفال على التحصينات والتطعيمات اللازمة، ما أدى إلى انخفاض وفيات الأمومة، وتدني وفيات الأطفال إلى ما دون المستويات العالمية، وانخفاض معدل الإصابة بالأمراض المعدية والوفيات المبكرة، وارتفاع العمر المتوقع عند الولادة إلى نحو 77 عاماً.

وفيما يتعلق بتوفير السكن المناسب، نص الدستور على أن "تعمل الدولة على توفير السكن لذوي الدخل المحدود من المواطنين"، وتعكف الحكومة وفقاً للدستور على تنفيذ خمس مدن إسكانية جديدة مجهزة بالبنية التحتية والمرافق الحديثة بأفضل المعايير العالمية وبالتالي توفير السكن الملائم لأكثر من 36 ألف أسرة بحرينية من فئات الدخل المحدود.

أما فيما يخص هدف المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، أشار السفير إلى أن مملكة البحرين تمتلك تجربة ثرية في هذا المجال بدأت منذ ما يقارب المائة عام بمشاركة المرأة في العملية السياسية.

وأكد أن هذه التجربة رسخها الدستور وتم إنشاء المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل سبيكة قرينة عاهل البلاد المفدى لضمان المساواة وإرساء قواعد العدالة وتكافؤ الفرص في ظل شراكة حقيقة ودائمة.

وفيما يخص توفير العمل اللائق، اعتمدت البحرين سياسة نشطة لزيادة فرص العمل النوعية مما أسهم في انخفاض معدل البطالة إلى حوالي 4% خلال السنوات العشر الماضية، كما تم إنشاء هيئة تنظيم سوق العمل لتعزيز البيئة القانونية والتنظيمية التي تكفل حقوق العمالة الوافدة وأصحاب الأعمال.

وأكد السفير أن البحرين اتخذت إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره، وهو الهدف الثالث عشر من أهداف التنمية المستدامة بالمملكة.

وأشار إلى الجهود المبذولة لحماية البيئة والموارد الطبيعية والحفاظ عليها، حيث تسعى البحرين إلى ضمان استدامة عملية التطوير في جميع المجالات بما يتوافق مع دستورها وميثاق العمل الوطني، من خلال تحقيق التوازن بين حماية البيئة ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح أن مملكة البحرين أنشأت العديد من المؤسسات والهيئات واللجان الحكومية لوضع البرامج والسياسات والاستراتيجيات لتحقيق المستدامة، كما تم تشريع عدد من القوانين واللوائح بأبعادها المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة، والتوقيع على اتفاقيات دولية متعددة الأطراف، ومنها اتفاق باريس لتغير المناخ.

وأوضح، أنه تم إنشاء "هيئة الطاقة المستدامة" لتحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وهي خطوات تؤكد التزام المملكة بمعالجة المتغيرات المناخية.

وأكد الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة على أن أهداف التنمية المستدامة 2030 السبعة عشر هي دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار، وتمت صياغتها على 5 مكونات أساسية مهمة هي الإنسان والكوكب والازدهار والسلام والشراكة.

ولفت إلى أن تنفيذ هذه الأهداف يتطلب توسيع الشراكات المحلية والعالمية في كافة المجالات، مشيرًا إلى إطار الشراكة الاستراتيجية بين مملكة البحرين ومنظمات الأمم المتحدة ومن ضمنها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، وأنه تم إنشاء المركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستثمار في عام 2001، ومن خلاله وضعت آليات ومحاور برنامج تنمية المؤسسات وتحفيز الاستثمار، المعروف دولياً.

وأكد أن النموذج البحريني لريادة الأعمال أصبح يطبق حالياً 52 دولة حول العالم من خلال شراكات مع عدد من البنوك التنموية.

فيما قدم رئيس منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في البحرين هاشم حسين، عرضاً موجزاً لأهم الإنجازات التي تمت بالمملكة في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة والابتكار وتشجيع الإبداع والتعاون مع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين.