أوقفت السلطات التونسية المدوّن ياسين العياري الذي كان القضاء العسكري أصدر بحقه الشهر الماضي حكما غيابيا بالسجن 3 سنوات نافذة بتهمة إهانة الجيش، وأودعته السجن فور عودته من فرنسا، بحسب ما افاد محاميه الخميس معتبرا أن المدون يلاحق في قضية رأي.وقال المحامي سمير بن عمر إن ياسين العياري (33 عاما) الذي يقيم بين تونس وفرنسا، تم إيقافه ليلة الأربعاء/الخميس في مطار تونس-قرطاج الدولي فور عودته من باريس و"نقله الى سجن المرناقية" قرب العاصمة تونس.وأضاف أن المدوّن لم يكن على علم بالحكم الغيابي "القاسي جدا" الصادر بحقه في 18 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من المحكمة العسكرية الابتدائية بتونس.وأورد أن المحكمة العسكرية عينت جلسة 6 كانون الثاني/يناير القادم لمحاكمة العياري بعد اعتراض محاميه على الحكم العسكري الغيابي الابتدائي.وقالت النيابة العسكرية في بيان ان العياري أدين من أجل "ثلب عدد من الضباط السامين والإطارات بوزارة الدفاع الوطني وقذفهم (ثلبهم) علنا ونسبة أمور غير حقيقية إليهم" و"نشر عدد من الإشاعات من شأنها إرباك الوحدات العسكرية والإيهام بوجود مشاكل خطيرة صلب المؤسسة العسكرية على غرار المزاعم المتعلقة بتقديم رئيس أركان جيش البر الحالي استقالته" و"اتهام عدد من القيادات بتجاوزات مالية وإدارية دون تقديم أي إثباتات على ذلك".وياسين العياري من بين نشطاء الانترنت والمدونين التونسيين المعروفين بمعارضة وانتقاد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطاحت به الثورة في 14 كانون الثاني/يناير 2011.وقد قتل والده الطاهر العياري وهو عقيد بالجيش التونسي خلال مواجهات جرت في مايو/أيار 2011 بين وحدة من الجيش واسلاميين متطرفين في الروحية من ولاية سليانة (شمال غرب). وخلال الفترة الاخيرة، وجه المدون عبر صفحته في فيسبوك انتقادات لاذعة للباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب نداء تونس المعارض للاسلاميين، والذي انتخب مؤخرا رئيسا لتونس.واعتبر سمير بن عمر ان ايقاف المدون وحبسه "يُمثِّل أول قضية لانتهاك حرية التعبير في عهد (الرئيس المنتخب) الباجي قائد السبسي".وقال بن عمر ان ياسين العياري "يدفع ثمن مواقفه السياسية".يذكر ان سمير بن عمر قيادي في حزب "المؤتمر" الذي أسسه الرئيس التونسي المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الخاسر في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.