الشارقة - عبدالله مال الله

شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب 38 الأربعاء، انطلاق فعاليات الدورة السادسة من "مؤتمر المكتبات" السنوي، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، بشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية، خلال الفترة من 6 إلى 7 نوفمبر الجاري.

وانطلق حفل الافتتاح بكلمة ألقاها رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد العامري، رحب خلالها بالحضور، والمشاركين، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 400 من أمناء المكتبات، والخبراء، والمتخصصين، في مجال المكتبات من مختلف أنحاء العالم.

وقال العامري: "نلتقي هذا العام في حدثين مهمين، الأول هو نيل الشارقة للقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، والثاني انعقاد الدورة الـ38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب باعتباره تظاهرة ثقافية، حرصنا على أن تحتفي باللقب الثقافي الأرفع على مستوى العالم، اللقب الذي جاء تتويجاً لجهود كبيرة قدمتها الشارقة، ومؤسساتها طوال ما يزيد عن أربعة عقود، ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي جعلت من الثقافة، والمعرفة، والإبداع لغة أساسية نتخاطب بها مع شعوب العالم بأسره".

وأضاف: "نجتمع في الدورة السادسة من مؤتمر المكتبات، الذي يعزز في كلّ عام من مستويات الشراكة والتعاون، التي تربطنا مع جمعية المكتبات الامريكية، ومختلف العاملين في هذا القطاع المهم حول العالم، لنمضي عاماً آخراً في تفعيل الجهود من أجل النهوض بالكتاب، الذي نؤمن بأنه الوعاء الأهم لبناء المجتمعات، ونقل المعارف، والخبرات الإنسانية".

وأوضح رئيس هيئة الشارقة للكتاب أن دور النشر المشاركة في المعرض، وضيوفه من المثقفين والكتاب والناشرين، تترجم مساعي الهيئة الرامية إلى مواصلة الارتقاء بصناعة المعرفة، وتوفير كل ما يلزم من أجل تفعيل دور المكتبات، بالاستفادة من الخيارات التكنولوجية، لتطوير واقع أعمال المكتبيين، بالاستناد إلى الوعي، والإيمان المطلق، بأن محو الأمية، يبدأ من التركيز على أهمية الكتاب، وترسيخ قيمة العلم، والإبداع، في نفوس الجميع.

من جانبها ثمنت رئيس جمعية المكتبات الأمريكية واندا كاي براون، دور هيئة الشارقة للكتاب، التي تسعى إلى تعزيز تعاونها وشراكاتها الدولية في مجال الارتقاء بالكتاب، وأكدت على دور المكتبات الريادي في تطوير المجتمعات، واصفة أمناءها بمحرك التغيير، وأداة التحول الذي سيطرأ على المكتبات.

ودعت براون أمناء المكتبات والعاملين في المجال إلى تطوير خبراتهم، والاستفادة من المؤتمر، وإطلاق شغف العمل في مجال الكتب، وعدم التردد في التقييم الذاتي، والنقد الهادف، من خلال معرفة مواطن القوة والضعف، والتحديات، من أجل تجاوزها وتحقيق تطور ملموس في بيئة العمل.

فيما أشاد مدير مكتب العلاقات الدولية لجمعية المكتبات الأمريكية مايكل داولينج، بالشراكة التي تجمعهم بهيئة الشارقة للكتاب، والتي أدت إلى تحقيق العديد من الإنجازات على صعيد تطوير عمل المكتبات.

ولفت إلى أن حضور ما يزيد عن 400 شخص من أربع قارت، ومتحدثين من 8 دول، يعد أحد تلك الإنجازات، داعياً الجميع إلى الاستفادة من الجلسات والندوات التي سيعقدها المؤتمر طيلة يومين.

وشهدت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر تنظيم 4 جلسات رئيسة وعدد من الاجتماعات المصاحبة، ابتدأت بجلسة حملت عنوان "ما وراء الواقع: توسيع خدمات مكتبتك لتصبح افتراضية"، قدمها مدير برنامج الاكتشافات في جامعة ميشيغان الأمريكية كين فارنوم، تطرق فيها إلى توظيف الواقع الافتراضي في تطوير مجال المكتبات.

تبعتها جلسة بعنوان "قيمة المكتبات في قياس النتائج"، قدمها مدير مكتبة ناشفيل العامة الأمريكية كنت أوليفر، حول دور المكتبات في توفير بيانات دقيقة فيما يتعلق بمخرجات الأعمال والتوجهات الثقافية والتعليمية، وتطوير البرامج أو إنشاء برامج إضافية.

واختتم اليوم الأول من المؤتمر فعالياته بجلستي "المكتبات التي تعزز التسامح في مجتمعاتها"، تحدث خلالها إيمان بوشليبي، مدير مكتبات الشارقة العامة، وتناول جهود مكتبات الشارقة العامة في تعزيز مفهوم التسامح، وغرس قيمه لدى أفراد المجتمعات، واحترام التعددية الثقافية.

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان: "منحة التدريس والتعلم: التقييم من خلال بحث ممارس"، فتناول فيها المتحدث شارون مادير إمكانية انخراط أمناء المكتبات في منح التعلم والتعليم.

وتضمن برنامج المؤتمر مجموعة من الندوات الجانبية منها: "كيف تحث الأفراد على استخدام المكتبة العامة"، و"تحول مكتبتك المدرسية"، و"المكتبات وحرية التعبير"، و "أفضل أمناء المكتبات المدرسية لهذا العام: مشاركة القصص والدروس ومفاتيح النجاح".

كما قدم البرنامج ندوة بعنوان " العروض السريعة للمكتبات"، و"أمناء المكتبات المدرسية يساعدون المعلمين في التدريس"، و"تحول تعليم علم المكتبات للسوق العالمي"، و"التعاون بين المكتبات العامة والمكتبات المدرسية: يجعل الجميع أفضل".

واستبق المؤتمر برنامج أعماله دورته السادسة بتنظيم ثلاث من ورش العمل في 5 نوفمبر، شملت ورشة "التخطيط والتقييم وإيصال تأثير المكتبات: وضع معايير للمكتبات في التعليم العالي موضع التنفيذ"، وورشة "مفاهيم وتطبيقات جديدة للفهرس"، إضافة إلى ورشة "بناء التعاطف، والتفاهم، والتسامح، من خلال المجموعات، والمناهج، والواقع الافتراضي".