حوار - شوق العياضي (طالبة إعلام في جامعة البحرين)
أعلن رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى محمد عبداللطيف بن جلال أن الاتحاد بصدد افتتاح مدرسة باسم سمو الشيخ فيصل بن خالد للموهوبين في ألعاب القوى، لافتاً إلى إنشاء ملعب دولي متكامل لألعاب القوى في 2020 بتكلفة 3 ملايين دينار.
وقال بن جلال في حوار لـ"الوطن" إن أولمبياد طوكيو 2020 سيكون امتحاناً حقيقياً لاستعدادات اتحاد ألعاب القوى، لافتاً إلى أن الاتحاد هدفه وضع اسم البحرين في اللعبة عالمياً من خلال الاهتمام باللاعبين والتأهيل المستمر للمنافسات العالمية.
ولفت بن جلال إلى أن العنصر النسائي متفوق على الرجال في الإنجاز، مشيراً إلى أن 70٪ من البطولات التي يحرزها البحرينيون تذهب للنساء و30٪ للرجال.
وعن تحفيز اللاعبين، قال بن جلال إن "اللاعب عندما يفوز بميدالية ذهبية يحصل على 120000 دولار، سيارة ومنزل وزيادة في الراتب (..) باختصار أي لاعب يحقق الميدالية الذهبية أو الفضية أو البرونزية في الأولمبياد أو بطولة العالم فمجرى حياته كله يتغير".
وفي ما يلي نص الحوار:
رئاسة الاتحاد البحريني لألعاب القوى ومسؤولية جديدة لك فما شعورك تجاه ذلك؟
رئاسة الاتحاد لم تحدث أي تغيير نهائياً وهذا بسبب خدمتي لنائب الرئيس لمدة 16 سنة وهذا بسبب وجود سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة حفظه الله فهو الذي كان يتابع الأمور الرئيسية في الاتحاد، أما أنا فكنت أدير جميع الأمور الثانوية، فلم يختلف علي المنصب كثيراً لكنه تشريف ومسؤولية كبيرة أن أتسلم رئاسة الاتحاد بعد سمو الشيخ خالد بن حمد.
الآن كونك رئيس الاتحاد فما التغيير الفعلي الذي تحاول أن تحدثه في الاتحاد؟
منذ تأسيس اتحاد العاب القوى حتى الآن وهو اتحاد منجز وقوي. التغييرات التي نحاول إحداثها هي تحقيق إنجازات أكبر من الإنجازات السابقة، فمنذ تأسيس الاتحاد لم يمر علينا إخفاق واحد، بل كنا نحقق إنجازاً وراء إنجاز عملاً بمقولة صاحب السمو الملكي ولي العهد حفظه الله "إن الإنجاز يولد الإنجاز". فنحن نتطلع دائماً إلى تحقيق أكبر الإنجازات وخاصة في أولمبياد طوكيو 2020، فنحن ذاهبون لإيصال الكلمة الأخيرة في الدورة الانتخابية الأخيرة لنا وهل سنستمر أم لا. و بعد طوكيو سنحدد إن كان لدينا شيء نقدمه أم لا فإذا لم يكن لدينا فسنفسح المجال لوجوه جديدة.
ما أبرز الخطط المستقبلية للاتحاد؟
إنشاء ملعب دولي متكامل خاص فقط بألعاب القوى. وسينطلق العمل فيه بداية 2020 وبتكلفة تقدر بـ3 ملايين دينار.
أين تنظمون معسكرات تحضير اللاعبين قبل البطولات؟
طبعاً ألعاب القوى تختلف اختلافاً كلياً عن الألعاب الجماعية الأخرى فالاستعدادات تختلف من لعبة إلى أخرى. أي لعبة فيها سرعة تكون استعداداتها في البحرين دائماً إلا إن كان الجو حاراً جداً فيكون الاستعداد في تركيا أو أوروبا. أما لعبة المسافات فلا يوجد لها أي معسكر في البحرين نهائياً لأنها تعتمد على المرتفعات ويتم الاستعداد على المرتفعات في منطقة أفران بالمغرب، والجبل الأخضر في عمان، وفي الطائف بالسعودية، بحيث يكون الارتفاع عن سطح البحر حوالي 2800 متر. كل لعبة لها مكانها الخاص من الرمي والسرعة والقفز، وكل لاعب له مدرب خاص به.
كيف كانت تحضيراتكم لبطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة الأسبوع الماضي؟
التحضيرات لم تكن لبطولة العالم فقط فالتحضيرات لدينا مستمرة دون توقف. لاعب القوى لا يقطع التحضيرات لكنها تختلف حسب البطولة فالخليجية تختلف عن العربية والآسيوية والعالمية والاولمبياد. والاختلاف يكون بعدد اللاعبين، فالبطولة العربية يكون فيها عدد اللاعبين نحو 50. أما في الآسيوية فيكون العدد من 40 إلى 50 لاعباً، وفي العالمية لا يتجاوز عدد اللاعبين 7 إلى 8 لاعبين يكونون قادرين على المنافسة فغالبا ما تكون بطولات العالم صعبة ويصعب فيها تحقيق ميداليات كثيرة، أما العربية أو الآسيوية فتكون أسهل ونحقق فيها دائماً أكثر من 50 ميدالية ملونة.
إنجاز سلوى عيد أفرح البحرينيين جميعاً، ماذا تقولون عن ذلك؟
إذا أردت أن أتكلم عن سلوى عيد لاحتجت إلى مجلد كامل. سلوى عيد باختصار بطلة من كوكب آخر ليس من كوكب الأرض. اللاعبة التي تحقق هذه النتائج وبهذه السرعة وبهذا العمر تعتبر من كوكب آخر. لقد تبنينا سلوى عيد منذ صغرها وهي بعمر التسع سنوات. وشعوري بالإنجاز لا يوصف لأن جلالة الملك المفدى وسمو الشيخ ناصر بن حمد وسمو الشيخ خالد بن حمد وجميع البحرينيين فرحوا بفوز سلوى. من يحقق هذه النتيجة بهذه القوه يعتبر أسطورة، وسلوى الآن تعتبر أسطورة ألعاب القوى البحرينية.
هل أنت راض كل الرضا عن نتائج اللاعبين في بطولة العالم لألعاب القوى؟
لا، أنا راض عن بعض اللاعبين. في ألعاب القوى يوجد قانون يسمى الثواب والعقاب، الثواب هو مكافأة اللاعب. اللاعب عندما يفوز بميدالية ذهبية يحصل على 120000 دولار، سيارة ومنزل وزيادة في الراتب والخ، أما العقاب فنقلل من راتبه ومعسكراته، إذ نكون واضحين مع اللاعبين منذ البداية، فالأمور واضحة جداً أمامهم. ويستثنى من ذلك المكافأة الخاصة التي تأتي من جلالة الملك المفدى. باختصار أي لاعب يحقق الميدالية الذهبية أو الفضية أو البرونزية في الأولمبياد أو بطولة العالم فمجرى حياته كله يتغير.
كيف ترى مشاركة الفتيات في ألعاب القوى؟
العنصر النسائي متفوق على الرجال في الإنجاز. وأكبر دليل أن التي حققت ميدالية أولمبية وعالمية هي مريم جمال، ورقية الغسرة حققت الآسياد في البطولة العربية، وسلوى عيد ناصر أسطورة الرياضة البحرينية، فجميع البطولات من الخليجية إلى العربية والعالمية تحسمها المرأة. البطولات 70٪ للنساء و30٪ للرجال.
كيف تستقدمون المدربين في ألعاب القوى؟
المدربون الذين نستعين بهم يكلفوننا الكثير، فإن كنت تريد أن يصبح اللاعب بطلاً يجب أن يكون لديك ثلاثة أشياء هي المال والموهبة وما يسمى "المزدوج" وهو المدرب والإداري، المدرب الذي يختص في معرفة كيفية الوصول الى الإنجاز. وهذا المدرب يصعب الوصول إليه بسبب تكلفته ومن شروطه عادة أن يأخذ نصف المبلغ الذي يحصل عليه اللاعب أو اللاعبة.
ما أهم مشاركاتكم المقبلة؟
أهم المشاركات أولمبياد طوكيو، سيكون عرساً رياضياً لم يحصل من قبل في العالم. تقنية جديدة لا أحد يستطيع توقع ما سيحصل لكن الأكيد أنها ستذهل العالم في 31 يوليو 2020. وهناك نصف الماراثون الذي سيقام في بولندا، وبطولة العالم للشباب في نيروبي، وبطولة العالم للصالات في الصين، لكن أهمها أولمبياد طوكيو 2020.
كيف تسير تحضيراتكم للأولمبياد؟
بدأت التحضيرات قبل أربع سنوات فالأولمبياد لا يعد له خلال سنة أو سنتين والصفوة تختار في شهر أبريل ومايو إذ تحدد من اللاعب أو اللاعبة القادرين على المنافسة في الأولمبياد.
ما التكلفة الإجمالية التقريبية للمشاركة في أولمبياد 2020 وما الخطة الاستراتيجية لصقل وإعداد اللاعبين لضمان الحصول على أفضل النتائج؟
التكلفة لا تقل عن 500 ألف دينار. وأهم الخطط التركيز على إعداد الموهوبين الذين يتم اكتشافهم في البحرين وخاصة في المدارس أو خارج البحرين وأهم هدف يركز عليه الاتحاد قبل الاولمبياد هو مدرسة الموهوبين فإذا تم العمل عليها واكتشفنا المواهب فهذا يدل على الاستمرارية في الإنجاز، لكن عندما نتوقف عن اكتشاف الموهوبين فهذا يدل على إعلان انسحابنا من الاتحاد ويدل على عدم إمكانيتنا لتقديم شيء آخر.
متى سنرى الإعداد الاستراتيجي لأطفال البحرين كي يكونوا أبطالاً في المنافسات العالمية؟
بدأ الإعداد وانتهى، وأكبر مثال رقية الغسرة إذ كانت طفلة، وعلي خميس وسلوى عيد ناصر اللذين حققا إنجازات للبحرين، جميعهم كانوا أطفالاً، وعلى هذا الأساس مدرسة الموهوبين التي نعمل عليها حالياً ستفتح قريباً باسم سمو الشيخ فيصل بن خالد آل خليفة للموهوبين لتكون مدرسة تربوية تعد وتكتشف المواهب.
هل تعتقد بأن الوقت حان الآن لانشاء أكاديمية لألعاب القوى للأطفال؟
الأكاديمية أنشئت منذ 12 سنة لكنها ليست بالمستوى المطلوب المحترف. الان ستبدأ الاحتراف من خلال جلب مدربين من خارج البحرين وموظفين إداريين من البحرين يكونون تربويين قادرين على مراقبة الأطفال والتعامل معهم بشكل جيد، لتكون مدرسة سمو الشيخ فيصل بن خالد مدرسة نموذجية للطفل البحريني.