في إطار جهود مشتركة لنشر رياضة الشطرنج داخل المدارس، احتضن مركز رعاية الطلبة الموهوبين ورشة الشطرنج الأولى لتأهيل مجموعة من معلمي المدارس الحكومية والخاصة لبدء برنامج الشطرنج داخل المدرسة كنشاط إثرائي وابداعي للطلبة.

وفي كلمتها الافتتاحية رحبت بدور بوحجي رئيس مركز رعاية الطلبة الموهوبين بالحضور وتفاعل المدارس الإيجابي للمشاركة في هذه النوعية من البرامج التي تهدف إلى تطوير ملكات الإبداع ومهارات التفكير لدى الطلبة ونجاح المركز في ادراج دورات تدريب المعلمين في الشطرنج ضمن نظام تمهن للترقي الوظيفي.

وكانت كلمة علي السليطي رئيس لجنة الشطرنج بالاتحاد البحريني للألعاب الذهنية والإلكترونية للمتدربين تأكيدا على عزم اللجنة دعم الشطرنج داخل المدارس وتوفير ما يلزم لنجاحه مذكرا أنه عبر التاريخ كان الاهتمام بالشطرنج سمة من سمات ازدهار كل الحضارات بما فيها الحضارة العربية، منوها بالحضور الكثيف رغم اقتصار الدعوات على عدد محدود كمرحلة أولية وتمهيدا كذلك لترشيح المتميزين لحضور دورات احترافية دولية.

وبمشاركة 27 معلما ومعلمة ابتدأ البرنامج المعد من أكاديمية البحرين للشطرنج والذي أشرف عليه الأستاذ والمدرب الدولي محمد تيسير بعرض تاريخ اللعبة وتطورها ودور العرب والمسلمين في نشرها لجميع أنحاء العالم عن طريق الأندلس، وتم تقديم أساسيات الشطرنج وحركة القطع ورمزية اللعبة التي كان يستخدمها الأباطرة والملوك في إعداد الأمراء والقادة في العصور القديمة.

تخللت الورشة مناقشات وتفاعل كبير جدا من المعلمين والآفاق الكبيرة للشطرنج داخل المدرسة كعامل مساعد لتطوير أداء الطلبة وزيادة تحصيلهم العلمي وارتباط الشطرنج بالإبداع والتفكير الاستراتيجي المنطقي، التحليل، التركيز، الذاكرة، الالتزام والابتكار.

وتم عرض تجربة إسبانيا في إدخال الشطرنج للمدارس لزيادة معدلات أداء الطلبة في مادة الرياضيات بعد أن وقف المسؤولون على تأخر إسبانيا مقارنة بباقي الدول الأوروبية.

ومن بين الملاحظات التي شكلت عاملا مهما جدا لحماسة المعلمين هو تكلفة إدماج اللعبة داخل المدرسة، حيث لا تكلفة تقريبا، فالصفوف المدرسة الحالية والمكتبات وأي فضاء هو كاف لممارسة الشطرنج وتكلفة رقعة الشطرنج لا تتجاوز بضعة دنانير، بإلاضافة إلى أن الشطرنج هو رياضة ذهنية ويمكن ممارسته من طرف الجميع أولاد وبنات ، ذوي الهمم، ذوي الإعاقة البصرية ولا يشكل العمر أو الجنس أو الحالة الجسمانية أي حاجز.

وفي النهاية تم اجراء مباريات تدريبية بين المدرسين وتقديم شروحات تطبيقية لبعض الاستراتيجيات المهمة في بداية اللعب، حيث كان حماس المدرسين والاهتمام الكبير والتعاطي الإيجابي مع الشطرنج كان من أبرز سمات هذه الورشة والتي لن تكون الأولى أو الوحيدة، الشطرنج هو رياضة للعقل وتدريب للصغار والكبار على مهارات التفكير التي يزخر بها الشطرنج " لعبة الملوك وملكة الألعاب".