السؤال الذي سرعان ما يشاغب من يصل إلى أذنيه إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد الماضي عن «اكتشاف حقل نفط ضخم في خوزستان جنوب غربي إيران مساحته 2400 كم مربع باحتياطي يبلغ 53 مليار برميل» وقوله «إذا استخرجت شركة النفط الإيرانية 1% من هذا الحقل فإن عائدات إيران من النفط ستزيد 32 مليار دولار» هو هل سيعود ذلك بالنفع والخير على الشعب الإيراني الذي يعاني منذ 40 سنة ووصل حد اتخاذ عدد غير قليل منه المقابر موئلاً والبحث عن الطعام في حاويات القمامة أم على الميليشيات التي أسسها النظام الإيراني ونثرها في العديد من الدول؟
المثير أن روحاني لم يتطرق إلى مسألة الخير الذي يمكن أن يعود من هذا الاكتشاف على الإيرانيين وتهرب منه بالحديث عن أن «البلاد تمر بوضع تاريخي مهم للغاية في الوقت الراهن» وأن الشعب الإيراني «يقف موحداً في مواجهة ضغوط القوى الأجنبية» وأنه «على الرغم من كل محاولات أمريكا والأعداء ضد شعبنا فإنه بات أكثر استعداداً اليوم وأكثر من أي وقت مضى للتضحية في سبيل اعتلاء بلده مكانة مرموقة» واكتفى بالإشارة إلى أن إيران «واجهت خلال العام الماضي ضغوطاً من القوى الأجنبية» وأن «شعبنا مر بأيام عصيبة خلال العامين الماضي والحالي».. وأنه «كانت الضغوط الاقتصادية على بلدنا كبيرة»، وكأنه يريد أن يقول «مبروك علينا اكتشاف هذا الحقل الضخم الذي سيكون عائده لإنقاذ النظام من السقوط وليس للشعب».
العارفون بطبيعة النظام الإيراني وتفكيره لا يترددون عن القول بأنه طالما تحدث المسؤولون فيه عن أمريكا وقالوا إنها «تشعر بخيبة أمل وتدرك جيداً أن شعبنا العظيم وقف صامداً أمام الضغوط الأمريكية» وطالما تحدثوا عن التفوق الإيراني في مجال النووي والاتفاق المتعلق به وتطوير أنظمة الصواريخ وإنتاج الأسلحة، وزادوا بأن أدخلوا موضوع تحرير القدس واستعادة فلسطين عنوة في وسط الكلام، فإن هذا يعني أنهم لا يفكرون في منفعة الشعب الإيراني وأن على هذا الشعب فيما يخص الاكتشاف الجديد أن «يمش بوزه» فهذا الحقل كما حال سابقيه ليس لهم.
الحقيقة التي صار يدركها الشعب الإيراني المظلوم هي أن النظام المستولي على السلطة في بلاده لو أعطي مال قارون مضاعفاً مليار مرة واحتاج تخزين ذلك المال في مساحة تزيد عن 2400 كم مربع فإنه لن يناله منه تومان واحد، فما يهم نظام الملالي هو دعم الميليشيات التي أوجدها في كل مكان وتأسيس ميليشيات أخرى جديدة في كل حين، وهذا يعني باختصار أن الأموال التي ستأتي من الاكتشاف النفطي الجديد سيتم صرفها على «حزب إيران في لبنان» وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق وميليشيات «أنصار الله» في اليمن ومنظمتي «حماس والجهاد الإسلامي» في فلسطين... وفي سوريا وفي كل مكان صار للنظام الإيراني فيه ميليشيات تعينه على استعادة إمبراطورية فارس المفقودة.
لن ينال الشعب الإيراني من ذلك الاكتشاف سوى الحسرة والألم والمزيد من القهر، فعائدات هذا الحقل كما غيره -وكما هو حال كل الثروات في إيران- لن تعود عليه بالنفع وإنما سيتم توظيفها في الشر وفي دعم كل ما يمكن أن يزيد من حالة عدم الاستقرار في البلاد العربية، فالنظام الإيراني يعرف جيداً أن في استقرار هذه الدول نهايته، تماماً مثلما أن في توقفه عن دعم تلك الميليشيات نهايته.
المؤسف أن كل عوائد هذا الاكتشاف الذي تفاخر به حسن روحاني واعتبره مخرجاً من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه إيران سيتم توظيفه في أعمال الشر، فما يهم النظام الإيراني هو حماية نفسه والتمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في إيران فترة أطول.
المثير أن روحاني لم يتطرق إلى مسألة الخير الذي يمكن أن يعود من هذا الاكتشاف على الإيرانيين وتهرب منه بالحديث عن أن «البلاد تمر بوضع تاريخي مهم للغاية في الوقت الراهن» وأن الشعب الإيراني «يقف موحداً في مواجهة ضغوط القوى الأجنبية» وأنه «على الرغم من كل محاولات أمريكا والأعداء ضد شعبنا فإنه بات أكثر استعداداً اليوم وأكثر من أي وقت مضى للتضحية في سبيل اعتلاء بلده مكانة مرموقة» واكتفى بالإشارة إلى أن إيران «واجهت خلال العام الماضي ضغوطاً من القوى الأجنبية» وأن «شعبنا مر بأيام عصيبة خلال العامين الماضي والحالي».. وأنه «كانت الضغوط الاقتصادية على بلدنا كبيرة»، وكأنه يريد أن يقول «مبروك علينا اكتشاف هذا الحقل الضخم الذي سيكون عائده لإنقاذ النظام من السقوط وليس للشعب».
العارفون بطبيعة النظام الإيراني وتفكيره لا يترددون عن القول بأنه طالما تحدث المسؤولون فيه عن أمريكا وقالوا إنها «تشعر بخيبة أمل وتدرك جيداً أن شعبنا العظيم وقف صامداً أمام الضغوط الأمريكية» وطالما تحدثوا عن التفوق الإيراني في مجال النووي والاتفاق المتعلق به وتطوير أنظمة الصواريخ وإنتاج الأسلحة، وزادوا بأن أدخلوا موضوع تحرير القدس واستعادة فلسطين عنوة في وسط الكلام، فإن هذا يعني أنهم لا يفكرون في منفعة الشعب الإيراني وأن على هذا الشعب فيما يخص الاكتشاف الجديد أن «يمش بوزه» فهذا الحقل كما حال سابقيه ليس لهم.
الحقيقة التي صار يدركها الشعب الإيراني المظلوم هي أن النظام المستولي على السلطة في بلاده لو أعطي مال قارون مضاعفاً مليار مرة واحتاج تخزين ذلك المال في مساحة تزيد عن 2400 كم مربع فإنه لن يناله منه تومان واحد، فما يهم نظام الملالي هو دعم الميليشيات التي أوجدها في كل مكان وتأسيس ميليشيات أخرى جديدة في كل حين، وهذا يعني باختصار أن الأموال التي ستأتي من الاكتشاف النفطي الجديد سيتم صرفها على «حزب إيران في لبنان» وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق وميليشيات «أنصار الله» في اليمن ومنظمتي «حماس والجهاد الإسلامي» في فلسطين... وفي سوريا وفي كل مكان صار للنظام الإيراني فيه ميليشيات تعينه على استعادة إمبراطورية فارس المفقودة.
لن ينال الشعب الإيراني من ذلك الاكتشاف سوى الحسرة والألم والمزيد من القهر، فعائدات هذا الحقل كما غيره -وكما هو حال كل الثروات في إيران- لن تعود عليه بالنفع وإنما سيتم توظيفها في الشر وفي دعم كل ما يمكن أن يزيد من حالة عدم الاستقرار في البلاد العربية، فالنظام الإيراني يعرف جيداً أن في استقرار هذه الدول نهايته، تماماً مثلما أن في توقفه عن دعم تلك الميليشيات نهايته.
المؤسف أن كل عوائد هذا الاكتشاف الذي تفاخر به حسن روحاني واعتبره مخرجاً من الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه إيران سيتم توظيفه في أعمال الشر، فما يهم النظام الإيراني هو حماية نفسه والتمكن من السيطرة على مقاليد الحكم في إيران فترة أطول.