لو قدر لك أن تختار أن تعرف كيف ستموت، هل كنت ستفعل؟ بعد ما يقارب الثلاثين عاماً من زواج سعيد ومستقر، هل ترغبين في اكتشاف أن زوجك خانك مع إحداهن قبل أكثر من عشر سنوات؟ وأنت هل تحب أن تعرف أن زوجتك كانت على علاقة بأحد أقربائك قبل الزواج؟ جميع الذين طرحت عليهم هذه الأسئلة كانت إجابتهم الأولى هي: أمممم، آااااا. ثم غرقوا في تفكير مضطرب انتهى بالغالبية منهم بأن يجيبوا عن الأسئلة بـ«لا». وبكل اطمئنان.
تقدم كثير من الدراسات السيكيولوجية فرضيات بأن ثمة معلومات مهمة جداً للبشر، ولكنها غير مرغوبة. لأنها قد تثير فيهم مشاعر حزن وألم لا يودون مكابدتها. أو لأنها ستفرض عليهم خيارات وردود أفعال لا يفضلون الانخراط فيها. أو لأنها ستقلب حياتهم رأساً على عقب ولن يكون حالهم قبل معرفة المعلومة كحالهم بعد معرفتها. لذلك يلجأ الإنسان ودون وعي منه إلى التغافل المدروس أو التغافل الاختياري.
كثيرون لا يرغبون في خوض تجربة تحليل «DNA»، لأنهم شبه واثقين بأن الشفرة الوراثية ستثبت أن جذورهم القديمة لا علاقة لها بما يدعونه اليوم. وكثيرون لا يحبذون «نبش»، تاريخهم الأسري لأنهم يخشون ألا يكون التاريخ بالإيجابية التي هم عليها اليوم. والبعض يخاف من إجراء الفحوص الطبية كي لا يكتشف مرضا أو احتمالية إصابته بمرض ما. نحن لا نريد أن نعرف ما يزعجنا. سيكون الوضع أقرب إلى تمكننا من امتلاك قدرة خارقة على سماع الأصوات الداخلية لمن حولنا، وإدراكنا السوء الذي يضمرونه لنا، واصطيادنا حكايات إضرارهم بنا. إنها معرفة مؤلمة لا حاجة لنا بها.
وقد يكون بعض البشر على العكس من ذلك، ولأسباب تخصهم، يفرطون في عمليات البحث والتقصي لمعرفة كل شيء. إنهم يسألون عن كل أحد يتعاملون معه. يبحثون عن أسراره، يسألون عن خصوصياته. يتتبعون آثار كل قصة أو حدث يقع. يجمعون المعلومات من مصادر عدة ويوازنونها ويرجحون تفاصيلها. بعضهم ولأسباب وظيفية يعتقدون أن امتلاكهم معرفة فائضة سيساهم في تعزيز السلطة بين أيديهم. وهذا صحيح. لكنه لن يمنحهم الراحة والسكينة التي ينعم بها من يتغافل عن كثير من المعلومات التي تقع بين يديه دون سعي منه.
المعرفة ليست دائماً مصدراً للسعادة. أحياناً تكون سبباً في الشقاء. ليس من النافع أن نعرف كل شيء. إن جهلنا بكثير من الأمور هو أحد أسباب بقائنا أسوياء وأحد دعامات حفاظنا على سلامتنا العقلية. فكثير من المعلومات والمعارف ستشكل خطراً جسيماً على مسيرة حياتنا الاجتماعية والنفسية، ولكن الأخطر من تصنيفنا لسوء هذه المعارف هو الأثر المدمر الذي قد تسببه لمعرفتنا الداخلية أو ما يسمى بـ «الحقيقة الذاتية». فالحقيقة الذاتية هي نتاج معالجتنا للمعارف الخارجية، ونتاج تصادمها وتصارعها وانصهارها مشكلة بعد ذلك ذواتنا وكينوناتنا ووعينا. وإن اختراق معلومات قاسية وغير منسجمة مع حقائقنا الذاتية قد يسبب لنا انهيارات يصعب تجاوزها، وأحيانا يصعب علاجها.
منطقة الحقيقة الذاتية هي أشبه بحزام الزلازل والبراكين النائم فينا. والعبث به واستثارته لا يمكن وصفه إلا بمرور كارثة طبيعية على دواخلنا ستخلف خسائر فادحة لا يحمد عقباها. لذلك،،، انعموا بالغفلة، واستمتعوا بالجهل. واختاروا متى تتغابون بذكاء. ففي التغافل حكمة وذكاء وسيادة وقوة.
تقدم كثير من الدراسات السيكيولوجية فرضيات بأن ثمة معلومات مهمة جداً للبشر، ولكنها غير مرغوبة. لأنها قد تثير فيهم مشاعر حزن وألم لا يودون مكابدتها. أو لأنها ستفرض عليهم خيارات وردود أفعال لا يفضلون الانخراط فيها. أو لأنها ستقلب حياتهم رأساً على عقب ولن يكون حالهم قبل معرفة المعلومة كحالهم بعد معرفتها. لذلك يلجأ الإنسان ودون وعي منه إلى التغافل المدروس أو التغافل الاختياري.
كثيرون لا يرغبون في خوض تجربة تحليل «DNA»، لأنهم شبه واثقين بأن الشفرة الوراثية ستثبت أن جذورهم القديمة لا علاقة لها بما يدعونه اليوم. وكثيرون لا يحبذون «نبش»، تاريخهم الأسري لأنهم يخشون ألا يكون التاريخ بالإيجابية التي هم عليها اليوم. والبعض يخاف من إجراء الفحوص الطبية كي لا يكتشف مرضا أو احتمالية إصابته بمرض ما. نحن لا نريد أن نعرف ما يزعجنا. سيكون الوضع أقرب إلى تمكننا من امتلاك قدرة خارقة على سماع الأصوات الداخلية لمن حولنا، وإدراكنا السوء الذي يضمرونه لنا، واصطيادنا حكايات إضرارهم بنا. إنها معرفة مؤلمة لا حاجة لنا بها.
وقد يكون بعض البشر على العكس من ذلك، ولأسباب تخصهم، يفرطون في عمليات البحث والتقصي لمعرفة كل شيء. إنهم يسألون عن كل أحد يتعاملون معه. يبحثون عن أسراره، يسألون عن خصوصياته. يتتبعون آثار كل قصة أو حدث يقع. يجمعون المعلومات من مصادر عدة ويوازنونها ويرجحون تفاصيلها. بعضهم ولأسباب وظيفية يعتقدون أن امتلاكهم معرفة فائضة سيساهم في تعزيز السلطة بين أيديهم. وهذا صحيح. لكنه لن يمنحهم الراحة والسكينة التي ينعم بها من يتغافل عن كثير من المعلومات التي تقع بين يديه دون سعي منه.
المعرفة ليست دائماً مصدراً للسعادة. أحياناً تكون سبباً في الشقاء. ليس من النافع أن نعرف كل شيء. إن جهلنا بكثير من الأمور هو أحد أسباب بقائنا أسوياء وأحد دعامات حفاظنا على سلامتنا العقلية. فكثير من المعلومات والمعارف ستشكل خطراً جسيماً على مسيرة حياتنا الاجتماعية والنفسية، ولكن الأخطر من تصنيفنا لسوء هذه المعارف هو الأثر المدمر الذي قد تسببه لمعرفتنا الداخلية أو ما يسمى بـ «الحقيقة الذاتية». فالحقيقة الذاتية هي نتاج معالجتنا للمعارف الخارجية، ونتاج تصادمها وتصارعها وانصهارها مشكلة بعد ذلك ذواتنا وكينوناتنا ووعينا. وإن اختراق معلومات قاسية وغير منسجمة مع حقائقنا الذاتية قد يسبب لنا انهيارات يصعب تجاوزها، وأحيانا يصعب علاجها.
منطقة الحقيقة الذاتية هي أشبه بحزام الزلازل والبراكين النائم فينا. والعبث به واستثارته لا يمكن وصفه إلا بمرور كارثة طبيعية على دواخلنا ستخلف خسائر فادحة لا يحمد عقباها. لذلك،،، انعموا بالغفلة، واستمتعوا بالجهل. واختاروا متى تتغابون بذكاء. ففي التغافل حكمة وذكاء وسيادة وقوة.