كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن المواطنة والانتماء، ولا أعلم شخصياً إذا كان هذا الموضوع يستحق كل هذا الاهتمام، أم لا؟؟ لربما لأنني لا أتخيل أن الوطنية «تلقن» أو «تعلم» أو لربما لأنني لم أتلقن الوطنية يوماً بشكل مباشر، بل كانت الوطنية جزءاً من تنشئتي الأسرية، وبعدها ما تعلمته بأسلوب غير مباشر في المدرسة، وما لمسته من العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع البحريني المتحاب والمتسامح.
حرصت والدتي أطال الله في عمرها مع والدي رحمه الله في تعزيز مفهوم المواطنة والانتماء لدينا بطرق مختلفة، بدءاً من اختيار اسمي ذي العلاقة الوطيدة بالبيئة البحرينية وهو اشتقاق من مفردة «لؤلؤة»، حيث اشتهرت مملكة البحرين بصيد واستخراج أجود أنواع اللؤلؤ نزولاً عند طريقة تربيتها البسيطة في تعليمنا حب الوطن وحكامه.
لا أعتقد بأن تربيتنا كانت مبنية على منهجية علمية من أجل ترسيخ عنصري الانتماء والمواطنة، فلقد كان والدي يربينا عليها بالفطرة أو بمعنى أصح يربوننا بالأسلوب الذي تربيا عليه. وقد نجحا مثل ما نجح جميع البحرينيين آنذاك في تعزيز الانتماء والمواطنة في نفوس أبنائهم.
حتى في المدرسة، لم نتعلم المواطنة من خلال مقرر دراسي، كان جميع مقرراتنا محشوة بالمواطنة غير المباشرة، كان درس العربي عن النخلة، حب الوطن .. إلخ، وكانت مسألة الرياضيات عن عدد أعلام مملكة البحرين، وكانت حصة النشيدة عبارة عن فقرة غنائية في حب الوطن، وكان درس الفن عبارة عن رسم علم الوطن، واحتفالات العيد الوطني.. وهكذا.
كان دخولنا في المرشدات، يشبه التجنيد، فمازلت أتذكر القسم، ومفتاح العلم، ودوري في نشر مفاهيم الالتزام والاحترام والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن..
لم تكن المواطنة يوماً حرفاً يكتب في كتاب، ولا محاضرة تلقى في مؤتمر، ولم تكن المواطنة كلمة بل كانت فعل خالص من قبل كل من يحمل جنسية هذا الوطن الغالي.
قال سيدي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، في أحد خطاباته الملكية السامية «إن المواطنة أفعال وإخلاص، وإن الإخلاص للوطن لا يختلف عليه اثنان، إذ نظل كلنا على متن سفينة واحدة غالية نسعى لخيرها، اسمها البحرين»، وقد لخص حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله، لنا التطبيق الأمثل للمواطنة، فالكلام عن المواطنة سهل، ولكن الفعل به هو ما يؤكد المواطنة الحقة. والأفعال لا تأتي إلا من خلال سلوك تربى الفرد عليه حتى بات جزءاً أصيلاً من سلوكياته وأفعاله.
دار حوار ساخن في أحد الملتقيات التي كانت تتحدث عن المواطنة والانتماء، وقالت إحدى الأكاديميات من صديقاتي «إن العالم يتحدث عن المواطن العالمي global citizen ونحن ما زلنا نصر على أن نتكلم عن المواطنة والانتماء، ودافعت عن فكرتها بأن العالم اليوم يتجه نحو إلغاء المصطلحات القديمة وإحلال الأفكار الجديدة عوضا عنها!!
لم أتفق مع ما أثارته صديقتي، فعلى الرغم من إيماني بالانفتاح العالمي، وانسلاخ الحدود الجغرافية «افتراضياً» إلا أنني أؤمن بأهمية تعزيز مبدأ المواطنة والانتماء بأي طريقة.
* رأيي المتواضع:
ملتقى جديد يحمل اسم «البحرين، انتماء ومواطنة» يناقش عبر جلساته الأربع مواضيع هامة حول دور الأسرة والتعليم والأسرة والفن، ودور الشباب في تعزيز مفهوم المواطنة.
مؤتمر مهم، يناقش مواضيع هامة، تمس وطننا الغالي، آمل أن يتم اختيار المتحدثين فيه بعناية فائقة، وآمل أن نرى وجوهاً بحرينية تناقش هذه المحاور الهامة بموضوعية، مع عدم إغفال التوصيات القابلة للتنفيذ والموجهة إلى الجهات المعنية والمرتبطة بمؤشرات قياس، على الرغم من إيماني بأن «المواطنة» لا تقاس.. ومعيارها الوحيد هو «الفعل الوطني»..
حرصت والدتي أطال الله في عمرها مع والدي رحمه الله في تعزيز مفهوم المواطنة والانتماء لدينا بطرق مختلفة، بدءاً من اختيار اسمي ذي العلاقة الوطيدة بالبيئة البحرينية وهو اشتقاق من مفردة «لؤلؤة»، حيث اشتهرت مملكة البحرين بصيد واستخراج أجود أنواع اللؤلؤ نزولاً عند طريقة تربيتها البسيطة في تعليمنا حب الوطن وحكامه.
لا أعتقد بأن تربيتنا كانت مبنية على منهجية علمية من أجل ترسيخ عنصري الانتماء والمواطنة، فلقد كان والدي يربينا عليها بالفطرة أو بمعنى أصح يربوننا بالأسلوب الذي تربيا عليه. وقد نجحا مثل ما نجح جميع البحرينيين آنذاك في تعزيز الانتماء والمواطنة في نفوس أبنائهم.
حتى في المدرسة، لم نتعلم المواطنة من خلال مقرر دراسي، كان جميع مقرراتنا محشوة بالمواطنة غير المباشرة، كان درس العربي عن النخلة، حب الوطن .. إلخ، وكانت مسألة الرياضيات عن عدد أعلام مملكة البحرين، وكانت حصة النشيدة عبارة عن فقرة غنائية في حب الوطن، وكان درس الفن عبارة عن رسم علم الوطن، واحتفالات العيد الوطني.. وهكذا.
كان دخولنا في المرشدات، يشبه التجنيد، فمازلت أتذكر القسم، ومفتاح العلم، ودوري في نشر مفاهيم الالتزام والاحترام والاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن..
لم تكن المواطنة يوماً حرفاً يكتب في كتاب، ولا محاضرة تلقى في مؤتمر، ولم تكن المواطنة كلمة بل كانت فعل خالص من قبل كل من يحمل جنسية هذا الوطن الغالي.
قال سيدي حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، في أحد خطاباته الملكية السامية «إن المواطنة أفعال وإخلاص، وإن الإخلاص للوطن لا يختلف عليه اثنان، إذ نظل كلنا على متن سفينة واحدة غالية نسعى لخيرها، اسمها البحرين»، وقد لخص حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله، لنا التطبيق الأمثل للمواطنة، فالكلام عن المواطنة سهل، ولكن الفعل به هو ما يؤكد المواطنة الحقة. والأفعال لا تأتي إلا من خلال سلوك تربى الفرد عليه حتى بات جزءاً أصيلاً من سلوكياته وأفعاله.
دار حوار ساخن في أحد الملتقيات التي كانت تتحدث عن المواطنة والانتماء، وقالت إحدى الأكاديميات من صديقاتي «إن العالم يتحدث عن المواطن العالمي global citizen ونحن ما زلنا نصر على أن نتكلم عن المواطنة والانتماء، ودافعت عن فكرتها بأن العالم اليوم يتجه نحو إلغاء المصطلحات القديمة وإحلال الأفكار الجديدة عوضا عنها!!
لم أتفق مع ما أثارته صديقتي، فعلى الرغم من إيماني بالانفتاح العالمي، وانسلاخ الحدود الجغرافية «افتراضياً» إلا أنني أؤمن بأهمية تعزيز مبدأ المواطنة والانتماء بأي طريقة.
* رأيي المتواضع:
ملتقى جديد يحمل اسم «البحرين، انتماء ومواطنة» يناقش عبر جلساته الأربع مواضيع هامة حول دور الأسرة والتعليم والأسرة والفن، ودور الشباب في تعزيز مفهوم المواطنة.
مؤتمر مهم، يناقش مواضيع هامة، تمس وطننا الغالي، آمل أن يتم اختيار المتحدثين فيه بعناية فائقة، وآمل أن نرى وجوهاً بحرينية تناقش هذه المحاور الهامة بموضوعية، مع عدم إغفال التوصيات القابلة للتنفيذ والموجهة إلى الجهات المعنية والمرتبطة بمؤشرات قياس، على الرغم من إيماني بأن «المواطنة» لا تقاس.. ومعيارها الوحيد هو «الفعل الوطني»..