(بوابة العين الإخبارية): اعتبرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، أن اعتراف الإدارة الأمريكية بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بعدما كانت تعتبرها واشنطن "غير شرعية" منذ عام 1978، تعد هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتهية ولايته، الذي فشل في تشكيل ائتلاف حكومي والمتورط في فوضى سياسية وقضايا فساد، كما اعتبرتها انعطاف تاريخي للسياسة الخارجية الأمريكية.

وتحت عنوان "المستوطنات الإسرائيلية: ترامب يهرع لإنقاذ نتنياهو"، رأت الصحيفة الفرنسية أن قرار الرئيس الأمريكي الأخير بشأن المستوطنات الإسرائيلية بمثابة هدية لنتنياهو بعد فشل ترامب في تقديم خطة سلام في الشرق الأوسط.

وأشارت "لاكروا" إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قوله: "لقد توصلت الولايات المتحدة إلى استنتاج تاريخي مفاده أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا تعارض في حد ذاته مع القانون الدولي"، واعتبرت أن ذلك التصريح بمثابة انعطاف تاريخي للسياسة الأمريكية.

وأوضحت "لاكروا" أن تلك الخطوة الأمريكية تأتي في الوقت الذي تعاني فيه إسرائيل من أزمة سياسة لا نهاية لها، مشيرة إلى سرعة نتنياهو، الذي يعتمد سياسياً على المستوطنين في جذب أصوات اليمين المتطرف والأحزاب الدينية، بتوجيه الشكر لترامب على ما وصفه بـ "تصحيح الظلم التاريخي"، على حد زعمه.

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن نتنياهو خلال حملته الانتخابية الأخيرة، تعهد بضم "المنطقة الاستراتيجية لوادي الأردن" في الضفة الغربية، كما "أن الرئيس الأمريكي قديد العون إلى نتنياهو لتنفيذ تعهداته من خلال أطروحاته المثيرة للجدل، منها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

ووفقاً لـ"لاكروا" فإن المستشار الخاص لنتنياهو، روفن عازار، تدخل مع الإنجيليين الأمريكيين لانتزاع تصريح بومببو، بينما يشهد ترامب أجواء انتخابات رئاسية مقبلة الأمر الذي شجعه على اتخاذ الخطوة لكسب أصوات اليهود الأمريكيين، الذين يمثلون 2% من الناخبين، ورغم ضآلة نسبتهم إلا أن أصواتهم ستكون حاسمة في ولايات مثل فلوريدا وبنسلفانيا، عن طريق اقتراع ممثلي الولايات.

وأوضحت "الصحيفة الفرنسية أن فشل ترامب في تمرير "خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط" المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، خيبت آمال نتنياهو الذي كان يعتمد عليها لمساعدته خلال حملته الانتخابية، ولكن بعد تأجيلها بشكل متكرر، ومع إجراء انتخابات تشريعية في إسرائيل مرتين خلال 6 أشهر، اضطر نتنياهو إلى الاستسلام واليأس والإعلان عن فشله في تشكيل ائتلاف حكومي.

في الوقت نفسه، لم يستطع حزبه "الليكود"، "يمين" التقدم على "الأزرق الأبيض"، "يمين الوسط"، لمنافسه بيني جانتس في الحصول على عدد مقاعد كافية لتشكيل الحكومة بتكليف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الذي من المفترض أن يعلن، قبل منتصف الليل الأربعاء، ما إذا تمكن جانتس بعمل ائتلاف لتشكيل الحكومة، بحسب الصحيفة.

وأوصى ريفيلين بأن يشكل جانتس ونتنياهو حكومة وحدة وطنية، بالتناوب بعد عامين بشكل منصف.

ورأت "لاكروا" أنه في الوقت الراهن فإن نتنياهو يتمتع بجميع صلاحياته أمام منافسه تحت مسمى "رئيس الوزراء المؤقت"، وذلك للتخفي وراء ذلك اللقب حتى نهاية محاكمته، في قضايا الفساد المتهم فيها، أمام المدعي العام الإسرائيلي أفيشاي ماندلبليت، موضحة أن"هذه الصيغة ستسمح لنتنياهو بحفظ ماء الوجه"

ويندد نتنياهو بما وصفه بـ"مطاردة الساحرات"، ولكن في حالة إعادة اختياره لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة مجددا، فبصفته رئيسًا للوزراء، يمكن أن يحصل على حصانة، ولكن في حال توجيه المدعى العام رسمياً اتهامات لنتنياهو "بالفساد" و"الاحتيال" و"خيانة الأمانة"، فإنه دخوله السجن سيكون أمراً حتمياً، وفقاً للصحيفة.

من جهة أخرى، وصفت الصحيفة الفرنسية أفيجدور ليبرمان "اليميني القومي"، بـ"سيد اللعبة" مع حصوله على ثمانية مقاعد لا غنى عنهم لأي أغلبية، سواء من جانب جانتس أو نتنياهو، حيث هدد ليبرمان المتنافسين بالموافقة قبل مساء الأربعاء على تشكيل حكومة موحدة، وإلا سيتصرف كما يشاء.