لا يزال العقم التهديفي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم يتواصل ويخلف وراءه إهدار العديد من النقاط التي تتضاءل معها آمال المنتخب في تحقيق أهدافه، وفي مقدمتها التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022!

صحيح أن المنافسة على مركزي الصدارة والوصافة في المجموعة الثالثة لا تزال قائمة، ولكنها بدأت تتراجع بالنسبة لمنتخبنا بعد فقدانه لأربع نقاط في الجولتين الرابعة والخامسة كانت اثنتان منها متاحة أمام منتخب هونج كونج..

في المجمل خسرنا ست نقاط من أصل النقاط الخمس عشرة، والسبب الرئيس في ذلك يعود إلى العقم التهديفي، وغياب النزعة الهجومية مع غياب الحلول الفنية التي يختص بها الجهاز الفني للفريق..

هذا العقم التهديفي ليس وليد الساعة فهو كان الخلل الأبرز في مشوار منتخبنا الوطني لكرة القدم منذ رحيل جيل «سيدكا» و«ستريشكو»، وقد استبشرنا خيراً بقدوم البرتغالي «سوزا» الذي نجح في تكوين توليفة منسجمة من اللاعبين الواعدين وإدماجهم مع بعض من أصحاب الخبرة ليتولد لدينا منتخباً تنافسياً على المستوى القاري، ولكن ظاهرة العقم الهجومي والتهديفي لا تزال قائمة ولم يتمكن «سوزا» من إيجاد الحلول الناجعة لها رغم كل ما تم توفيره للمنتخب من دعم مادي ولوجستني!

بعد التعادل الخاسر أمام هونج كونج قال «سوزا» إن الفريق لم يجد الحلول الهجومية لفك حصار دفاع هونج كونج المتكتل، وهذا من صلب عمله، وبعد التعادل السلبي مع العراق خارج الديار أبدى «سوزا» رضاه عن أداء الفريق رغم أن الأداء الهجومي كان سلبياً للغاية، وقد استغرب الكثيرون من التغييرات المتأخرة جداً التي لجأ إليها «سوزا» في الدقائق الخمس الأخيرة من زمن المباراة مع أنها كانت واجبة في وقت مبكر من الشوط الثاني!

لست هنا بصدد القاء كل اللوم على المدرب « سوزا « فهو - كما ذكرت – نجح في بناء الخط الدفاعي بناءً جيداً بدليل أن شباكنا لم تتلق في التصفيات «الآسيومونديالية» سوى هدف واحد وهذا إنجاز إيجابي، بينما في الجانب الهجومي ظل الخلل قائماً بدليل أننا لم نحرز سوى ثلاثة أهداف في خمس مباريات، أحدها جاء من ركلة جزاء، وحدث ذلك رغم تعدد فرص التسجيل في المباريات الخمس وبالأخص مباراتي كمبوديا وهونج كونج..

اللاعبون يتحملون جزءاً من مسؤولية هذا الخلل التهديفي، وبالأخص أصحاب الخبرة منهم سواء أولئك المتواجدون في خط المقدمة أو في منطقة المناورات الذين لم نلمس منهم محاولات لإيجاد الحلول الناجعة كالتسديد من خارج منطقة الجزاء رغم تمتع البعض منهم بالتسديدات القوية المتقنة!

الآن وقد طوينا الجولة الخامسة من التصفيات وأمامنا ما يقارب من الأربعة أشهر لاستئناف المنافسات نأمل أن يعمل الجهاز الفني في المرحلة المقبلة على إيجاد الحلول الكفيلة بالقضاء على العقم التهديفي، وأمامنا بعد أيام قليلة خوض معترك دورة كأس الخليج العربي الرابعة والعشرين وهي فرصة جادة لإصلاح ما يمكن إصلاحه مع تمنياتنا للمنتخب وجهازيه الإداري والفني بالتوفيق في العرس الكروي الخليجي..