في مقال أمس، تناولت موضوع تعدد التخصصات باختلاف الدرجات العلمية التي يمكن للمرء أن يحصل عليها خلال مراحل دراساته العليا، ولكن لأننا اليوم في ثورة عظيمة تتسارع فيها الاكتشافات والابتكارات، فكان حري بي الوقوف إلى ما هو أعمق في التأسيس بالتعليم من الحديث عن الدراسات العليا وحدها، إذ بات مهماً جداً إعادة النظر في المحتوى التعليمي وطرق تقديمه للطلاب، ليواكب ما يتعرض له هؤلاء الطلبة في خارج المدرسة، لاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال مواكبتهم للمستجدات التقنية واختبارها بشكل مباشر عبر الاستهلاك والتعاطي.
وبينما نتحدث اليوم عن أهمية تضمين أسس كثير من العلوم الجديدة في المناهج التعليمية للطلاب في مراحل التعليم الأساسي، وتنمية المهارات المعرفية لديهم بدلاً من الاستمرار في التلقين المتواصل غير المجدي، ما يعني إعادة النظر في واضعي المناهج واختيار واضعي مناهج جدد من المدربين لما لديهم من مهارات مختلفة، والاهتمام في المبدعين والمعنيين بالابتكار لما قد يفضوه من لمسات بالغة الأهمية في تقديم قفزة نوعية للتعليم تتماشى مع قفزات العالم الضوئية في أغلب المجالات لاسيما العلمية منها.
أما الأهم من ذلك، فقد اعتدنا أن يتخرج أحدنا من الجامعة حاملاً شهادته بإحدى التخصصات التي تدرسها الجامعة، ومن الأمور الجميلة التي استفاد منها طلبة بعض التخصصات في جامعة البحرين، إمكانية دراسة تخصص آخر رافد للتخصص الرئيس ليكون تخصصاً فرعياً، ولكن في أغلب الأوقات كان يشجع المرشدين الأكاديميين على تخصص فرعي بعينه أو اثنين يرتبطون بشكل مباشر بالتخصص الرئيس، بل أن أنظمة القسم الأكاديمي أيضاً تحصر نطاق اختيار الطالب للتخصص الفرعي في مجموعة محدودة جداً من التخصصات في نطاق الكلية، وهو الأمر الذي أجده بحاجة لإعادة نظر، ذلك أنه كلما كان هناك بون شاسع بين التخصصين كلما كانت احتمالات الربط بينهما بطريقة أو بأخرى مدعاة لمزيد من الابتكار في علوم أو مجالات لم نتوصل إليها بعد. ففي مقال سابق عقد ربط بين الميثولوجيا والتقنيات الطبية الحديثة المتعلقة بالهندسة البشرية، الأمر الذي قد يراه البعض جنوناً، ولكنه ممكن وربما يفتح أبواباً وآفاقاً أوسع للمستقبل.
أذكر عندما تخصصت في البكالوريوس في علم الاجتماع، أخذ أغلب زملائي من علم النفس والخدمة الاجتماعية تخصصاً فرعياً رافداً، بينما اخترت اللغة العربية تخصصاً فرعياً، ولطالما تساءل كثيرين عن جدوى تلك الدراسة وأهميتها، وأنا من أولئك المتسائلين إلى أن تعمقت في البحث عن روابط ووجدت على أرفف المكتبات كتباً تشير إلى ما يسمى علم اجتماع الأدب، ما دعاني للبحث في هذا المجال أكثر ليكون مشروع تخرجي في الجامعة دراسة «صورة المرأة في العقل الذكوري الجاهلي: دراسة تحليلية للمعلقات السبع الجاهليات الطوال».
* اختلاج النبض:
قد لا نكون في ظروفنا المتعددة الراهنة في الخليج والوطن العربي مهيئين لمواكبة المستجدات من خلال مراكز الأبحاث أو شركات إنتاج التقنيات وتبنيها، ولكن ما زال أمامنا الفرصة للإيمان بالشباب، ومنحهم الفرصة للمزاوجة بين التخصصات والعلوم، والخروج بموضوعات جديدة ومشاريع تخرج أو أطروحات تكون باكورة لتخصصات ريادية فاعلة تفيد العالم أجمع.
وبينما نتحدث اليوم عن أهمية تضمين أسس كثير من العلوم الجديدة في المناهج التعليمية للطلاب في مراحل التعليم الأساسي، وتنمية المهارات المعرفية لديهم بدلاً من الاستمرار في التلقين المتواصل غير المجدي، ما يعني إعادة النظر في واضعي المناهج واختيار واضعي مناهج جدد من المدربين لما لديهم من مهارات مختلفة، والاهتمام في المبدعين والمعنيين بالابتكار لما قد يفضوه من لمسات بالغة الأهمية في تقديم قفزة نوعية للتعليم تتماشى مع قفزات العالم الضوئية في أغلب المجالات لاسيما العلمية منها.
أما الأهم من ذلك، فقد اعتدنا أن يتخرج أحدنا من الجامعة حاملاً شهادته بإحدى التخصصات التي تدرسها الجامعة، ومن الأمور الجميلة التي استفاد منها طلبة بعض التخصصات في جامعة البحرين، إمكانية دراسة تخصص آخر رافد للتخصص الرئيس ليكون تخصصاً فرعياً، ولكن في أغلب الأوقات كان يشجع المرشدين الأكاديميين على تخصص فرعي بعينه أو اثنين يرتبطون بشكل مباشر بالتخصص الرئيس، بل أن أنظمة القسم الأكاديمي أيضاً تحصر نطاق اختيار الطالب للتخصص الفرعي في مجموعة محدودة جداً من التخصصات في نطاق الكلية، وهو الأمر الذي أجده بحاجة لإعادة نظر، ذلك أنه كلما كان هناك بون شاسع بين التخصصين كلما كانت احتمالات الربط بينهما بطريقة أو بأخرى مدعاة لمزيد من الابتكار في علوم أو مجالات لم نتوصل إليها بعد. ففي مقال سابق عقد ربط بين الميثولوجيا والتقنيات الطبية الحديثة المتعلقة بالهندسة البشرية، الأمر الذي قد يراه البعض جنوناً، ولكنه ممكن وربما يفتح أبواباً وآفاقاً أوسع للمستقبل.
أذكر عندما تخصصت في البكالوريوس في علم الاجتماع، أخذ أغلب زملائي من علم النفس والخدمة الاجتماعية تخصصاً فرعياً رافداً، بينما اخترت اللغة العربية تخصصاً فرعياً، ولطالما تساءل كثيرين عن جدوى تلك الدراسة وأهميتها، وأنا من أولئك المتسائلين إلى أن تعمقت في البحث عن روابط ووجدت على أرفف المكتبات كتباً تشير إلى ما يسمى علم اجتماع الأدب، ما دعاني للبحث في هذا المجال أكثر ليكون مشروع تخرجي في الجامعة دراسة «صورة المرأة في العقل الذكوري الجاهلي: دراسة تحليلية للمعلقات السبع الجاهليات الطوال».
* اختلاج النبض:
قد لا نكون في ظروفنا المتعددة الراهنة في الخليج والوطن العربي مهيئين لمواكبة المستجدات من خلال مراكز الأبحاث أو شركات إنتاج التقنيات وتبنيها، ولكن ما زال أمامنا الفرصة للإيمان بالشباب، ومنحهم الفرصة للمزاوجة بين التخصصات والعلوم، والخروج بموضوعات جديدة ومشاريع تخرج أو أطروحات تكون باكورة لتخصصات ريادية فاعلة تفيد العالم أجمع.