- مستشار الأمن الوطني البريطاني: تنافسات جيوسياسية بالمنطقة
- أنور قرقاش: 2020 تنافسات عظمى في الشرق الأوسط
..
ياسمين العقيدات
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، إن الهجمات على بقيق وخريص تؤكد أن إيران يجب ألا تنجو بفعلتها، مشيراً إلى أن وعود وزير الخارجية الإيراني لمملكة المتحدة بأن السفن لن تتوقف، هو أمر سيئ، كون الوزير لا يعرف ما يقول.
وأضاف خلال الجلسة الثانية لحوار المنامة السبت بعنوان، "الدبلوماسية الدفاعية، واستقرار المنطقة"، بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي د.أنور قرقاش، ومستشار الأمن الوطني البريطاني، مارك سدويل أن هناك مفتشين ومحققين من الأمم المتحدة والدول الصديقة شاركوا بالتحقيقات التي سيتم الإعلان عن نتائجها قريباً.
وأكد الجبير أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية هي من صنع إيراني وأن الهجوم جاء من الشمال وليس من الجنوب، مضيفاً: "وبالتالي نحن نحمل المسؤولية لإيران ونتوقع أن يتخذ المجتمع الدولي بعض الخطوات لجعل إيران تدفع ثمن ذلك".
وتابع: "نحن لا نريد الحرب، فهي مدمرة للجميع ولكن في الوقت نفسه لا يمكن لإيران أن تنجو بفعلتها، وبالتالي بالتشاور مع شركائنا وحلفائنا، علينا أن نعرف ما هي الخطوات التي ستتخذ بعد انتهاء هذه المشاورات".
وأكد الجبير أن ما هو مطروح هو هل إيران مستعدة للتخلي عن مبدأ تصدير الثورة، وهو مبدأ متجسد في دستورها، وهل إيران مستعدة للقبول بمبدأ سيادة الدول، وهل تدعي أن كل الشيعة ملك لها، مضيفاً "هذا الأمر فعلاً سخيف حيث سنقول أن الكاثوليكيين هم ملك لإيطاليا".
وتابع: "نحن لن نقبل بذلك في المنطقة، ويبقى السؤال هو هل إيران مستعدة لاحترام القانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وكل ما طرحناه مبادئ، إذا وافقت عليها نستطيع إقامة حوار، ولكن كيف سنتحدث مع شخص ينوي تدميرنا".
وقال الجبير: "الولايات المتحدة وإسرائيل ترفضان التحدث عن منظمة التحرير الفلسطينية لأن هذه المنظمة وعدت بتدمير إسرائيل، وعندما تخلى الرئيس السابق ياسر عرفات عن هذا المبدأ وافقت إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغن على الحوار، وإذا ما طلبنا ذلك من الفلسطينيين، ألا يمكننا طلب الأمر نفسة من الإيرانيين؟".
وأكد أن مبادئ العلاقات الدولية يستند إلى سيادة الدول وإلى النظام الدولي القائم على القواعد، مشدداً على أنه "لا يمكننا القبول بأن تدمر وتختفي هذه المبادئ كما فعلت ألمانيا تحت حكم هتلر أو الاتحاد السوفييتي تحت الشيوعيين أو من قبل إيران".
وقال: "إيران لديها تاريخ رائع والشعب الإيراني رائع ويستحق الأفضل، ونحن مستعدون للمساعدة من خلال توضيح الرسالة التالية للحكومة الإيرانية، إذا ما كنتم تريدون أن تكونوا عضواً في الأسرة الدولية عليكم أن تتصرفوا بناءً على هذه النية وأن تحترموا المبادئ التي تحترمها الأسرة الدولية".
وقال إن "فكرة إن العقوبات سترفع عن إيران هي فكرة سخيفة، فإيران لم تفعل أي شيء كي نصل إلى هذه المرحلة".
وتابع: "الفكرة من العقوبات هي أن يتم تغيير السلوك الإيراني، وهذا الأمر لم ينجح في الماضي فلم سينجح الآن؟ ومفتاح الاستقرار في هذه المنطقة هو الرد والموقف السريع من قبل الأسرة الدولية للتأكد من أن الجميع سيمتثل لقواعد القانون الدولي، وهكذا يمكننا أن نحدث تغيراً في سلوك إيران".
وقال: "لما أرادت إيران أن تستمر على هذا المسار التدميري فإن العقوبات ستتشدد ولا تخفف، وبالتالي نحن لا نريد إلا أن نرى إيران أن تتحول إلى عضو مقبول في الأسرة الدولية وللقيام بذلك عليها أن تقوم بما ذكرته على مستوى المبادئ الثلاث".
وأكد الجبير أن هناك أكثر من 110 دول أدانت الهجمات الإيرانية على المنشآت النفطية في السعودية وهذه رسالة قوية للنظام الإيراني، وهناك أيضاً 18 دولة أرسلت ممثلين عنها في اجتماع اعتمد مبدأ الرد على الأرض، وفي البحر ونحن نعمل مع شركائنا وحلفائنا لإنشاء نظام يأمن الردع في الخليج ويمنع إيران من شن هجمات مجدداً.
وأضاف أن دول الخليج لم تجرِ أي تصعيد من إيران، لكي تخففه، ولكن إيران هي من تعمل على التصعيد.
وقال إن "70% من سكان المملكة أعمارهم تحت الـ30 عاماً، لمنح الفرصة للشباب، ولتكون السعودية دولة مزدهرة".
وأكد على أن "قرار الحرب ليس حكيماً بكل تأكيد، ولكن هناك بكل تأكيد ردة فعل تجاه ما تقوم به إيران".
2020 تنافسات عظمى في الشرق الأوسط.
قرقاش: العالم ينتقل إلى نظام جديد
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية د.أنور قرقاش، إن العالم ينتقل إلى نظام جديد عند دخول عام 2020، يمكن التنافس مع القوى العظمى، وهذا التنافس يظهر جلياً ويزداد خاصة في الشرق الأوسط.
وتابع: "المزيد من الانقسامات تكررت خلال العقدين الماضيين، كما أن هناك تدخلات في الشؤون العالمية خصوصاً من الأتراك والإيرانيين في كافة المنطقة العربية".
وأشار إلى وجود العديد من التحديات التي تؤثر على المستقبل فيما يتعلق بالتعاون وتوفير فرصة للدول الإقليمية للنظر إلى الداخل وإعادة تقييم استراتيجياتها لا سيما وضع السياسات التي تعتمدها.
وقال: "يجب أن نرى كيف يمكن للشرق الأوسط أن يتخطى التحديات وكيف يمكننا أن نستخدم الدبلوماسية لبناء نظام عالمي أو إقليمي يوفر السلام والاستقرار لدول المنطقة، وما هي الأشياء التي نحتاجها لنتمكن من النجاح".
وتابع: "ليس غريباً علينا اتخاذ القرارات الصعبة في المنطقة، والظروف والأزمات والتصعيد الذي شهدناه في المنطقة مؤخراً يتطلب الدبلوماسية الفعالة، ونظام عالمي قائم على القوانين، وهذه الدبلوماسية يمكنها أن تساعدنا على معرفة كيف يمكن لهذه الأزمات أن تظهر".
وأشار قرقاش إلى أن على إيران استغلال الفرصة لتصحيح وضعها مع كافة الدول.
وحول الاجتياح التركي لشمال سوريا، قال قرقاش: "الاحتلال التركي لشرق شمال سوريا مسألة تتطلب العمل بشكل حازم وفعال".
وقال إن "هناك بعض الأمور التي تدعو إلى التفاؤل، حيث هناك عدد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة وأوروبا والاتحاد الأفريقي، تحاول أن تتطلع إلى دور دبلوماسي معزز لمعالجة تحديات هذه المنطقة".
وأكد أن اتفاق الرياض تمت هندسته بطريقة ناجحة ويعتبر حجر أساس للفترة المقبلة، وهذا مثال واضح جداً لما يمكن للدبلوماسية أن تؤديه في استقلال المنطقة.
وقال: "نحن نعمل على وضع حجر الأساس في عملنا المشترك لنتمكن من الوصول إلى حل سياسي في اليمن، وفي السودان لنا دور ناجح وفعال، والدول تستطيع أن تتطلع إلى دور مهم جداً في إنجاح الدبلوماسية و جعلها ناجحة".
وتابع: "إذا ما أردنا من الدبلوماسية أن تكون ناجحة كأداة لصنع الاستقرار في المنطقة نحن بحاجة إلى الحد من التشنجات وأن يكون هناك عنصر لتفادي النزاعات وحلها".
وأشار إلى أهمية تسليط الضوء على أهمية المنطقة الاقتصادية المشتركة، حيث إن دول مجلس التعاون على سبيل المثال رفعت التبادل التجاري من 6 مليارات دولار عام 2003، وأصبح الآن 30 مليار دولار .
وتابع: "نحن بحاجة إلى أن نضع رؤية إيجابية للاستقرار ورؤية أوسع، حيث نرى من حولنا المزيد من الذين ينزلون إلى الشوارع في إيران والعراق ولبنان، ولذلك نحن بحاجة إلى أن نعمل على الدبلوماسية وهندسة رؤية تتعلق بالاستقرار".
وقال "إننا نواجه سياسة إيرانية توسعية بدأت منذ 30 سنة وهذه السياسة واحدة، تحاول ضرب الاستقرار بالمنطقة".
وقال إن المواجهة لا تعني حرباً، وإنما مواجهة التوسع الإيراني، مشدداً على أن الجوار لا يتحمل المزيد من المواجهات.
وشدد على وجود رابط بين الأهداف الدبلوماسية الخارجية والدفاعية، مبيناً أن الدفاع لا يعني دائماً التنافس مع الخصوم، ولكن يجب أن تكون هناك مساحة عمل مشتركة لنتمكن من تخطي المشاكل ونعطي الدبلوماسية فرصة ونضع الدبلوماسية كخيار".
وشدد على أن المنطقة بحاجة إلى التعامل مع القضايا بشأن الخطة المشتركة، مبيناً أن القضايا العالقة مع إيران وبرنامجها للصواريخ البالستية، هي مواضيع خطيرة جداً وتضر بالاستقلال في المنطقة.
وأكد أن العالم يحاول الحد من التدخلات الإيرانية ومواجهة الإرهاب والتطرف وإيجاد حلول في اليمن وتخطي المشاكل الإقليمية.
وقال إن "الدول الإقليمية بحاجة إلى أن تضطلع بدورها المناسب في حمل أعباء مشاكل المنطقة والوضع اليمني كان اختباراً مهماً جداً، حيث لو نظرنا إليه في نهاية المطاف، نرى بان التوازن الاستراتيجي واجه تحديات كبيرة، ونحن لانزال في نفس التحديات الاستراتيجية، وهذا يعود بشكل أساسي إلى أن دول المنطقة تعهدت في أن تدافع عن الوضع القائم الاستراتيجي".
وتابع: "نحن بحاجة إلى الإصلاح الإيجابي الذي يتطلع إليه شباب المنطقة، فلبنان مثلاً لديه نظام انتخابي، والعراق لديه نظام انتخابي ولديهما أحزاب سياسية، ولكن الواضح أن هذه المقارنة الطائفية لا تنجح أي أن المنطقة بحاجة إلى هيكلة حوكمة مختلفة شاملة تعالج القضايا المتعلقة بالفساد".
وقال إن "العالم العربي يجب أن يكون قوياً، فنحن لا نستطيع أن نتحمل انتظار استقرار المنطقة لفترة طويلة فقد عانينا لفترة طويلة جداً".
وتابع: "نحن نفهم أن عالمنا اليوم ليس كما كان سائداً في الثمانينات، فهناك تحديات فرضت، ولها تأثير كبير في الاستقرار".
وأضاف: "لدينا موارد محدودة، ولكننا نتحلى بالابتكار، ولكن مواردنا لديها حدود، ولذلك علينا أن نعمل بشكل جماعي، وليس كما كنا نعمل قبل 30 عاماً".
وأشار إلى أن النقاشات منذ فترة تتمحور حول الدور الأمريكي في المنطقة، وعلينا أن نتقاسم العبء في المنطقة، وعلينا أن نتأكد أن هذه الشراكة تتوسع وأكثر قوة".
وشدد على أن "بلدان الخليج، لطالما سعت لتوفير الأفضل لشعوبها، ونقاشاتهم تدور حول الإسكان والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات، والنقاشات حول المواضيع الاجتماعية والاقتصادية".
وأكد أن السوق الخليجي يعمل كسوق مشتركة مع العالم، بغض النظر عن الخلافات الموجودة.
التنافس الجيوسياسي
وقال مستشار الأمن الوطني البريطاني مارك سيدويل، إنه يجب التركيز على المسائل التي تثير القلق كاليمن، والتوتر مع إيران وعملية السلام المجمدة في الشرق الأوسط وما يحصل في سوريا وانتشار الإرهاب وعدم الاستقرار في مختلف أرجاء المنطقة.
وأشار إلى وجود تغير في النظام العالمي، حيث إن هناك استراتيجية مختلفة تم التنبيه إليها، فضلاً عن التحول من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ والصين التي سيكون لديها دور كبير في الاقتصاد وفي مجالات مختلفة.
وقال سيدويل إن "هناك تنافساً جيوسياسياً في هذه المنطقة من العالم، بالإضافة إلى ملاحظة التغير في طبيعة التنافس والنزاعات والتهديدات والتي أصبحت متعددة، وهناك رسائل برزت مجدداً عبر استخدام الأسلحة الكيماوية والقرصنة والهجمات المسلحة واستخدام الميليشيات والهجمات السيبرانية ونشر المعلومات الخاطئة وغيرها".
وتابع: "كنا نأمل أن تختفي هذه المشاكل ولكن دائماً ما تظهر من جديد ولهذا من المهم أن نشير لها، وكما رأينا الهجمات على منشآت أرامكو وجميعنا كنا واضحين حول هذه الهجمات وكانت هذه الهجمات مسلحة معادية".
وأضاف سيدويل: "يجب أن نفكر في كيفية ردع هذه التهديدات لاحتوائها، في حين أننا نواجه كمية واسعة من الأنشطة تقام في المنطقة الرمادية، فضلاً عن التغيرات الديموغرافية الكبيرة، فالتغير الديموغرافي في كل مكان في العالم باستثناء أفريقيا".
وقال إن "هذه المسألة ستؤدي لمشكلة أخرى في توفير فرص عمل مناسبة بالنسبة اليهم، ونحن سنواجه مشكلة كبيرة في البحث عن فرص عمل وعن مستوى معيشي أفضل".
وتابع: "رأينا انعدام الاستقرار داخل البلدان وخارجها وعدم المساواة داخل البلدان وخارجها، والتغير المناخي لديه تأثير كبير على هذه المنطقة".
وقال إن "البحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية لديها تنوع اقتصادي، مبتعدين تماماً عن الاعتماد بشكل أساسي على النفط والمواد الخام لاختبار أنواع مختلفة من النمو الاقتصادي".
وأشار إلى أن "ذلك يعني خيارات متاحة أمامنا فنحن فكرنا في كل هذه الجوانب، ولدينا أفكار تعود إلى فترة طويلة وتم تطويرها على مدى طويل عبر الاستفادة من القدرات العسكرية و الفكرية وغيرها".
وقال: "يتم استثمار 2% من مدخول المملكة في الدفاع والتنمية الدولية، ولدينا أيضاً وكالات استخباراتية وعسكرية، ونحن نشن حملات تهم الأجيال الصاعدة، ولدينا مؤسسات تتحاور مع الأشخاص وتحاول بث الثقة عبر الشراكات والتحالفات".
وأشار إلى وجود شراكات كبيرة ومتنوعة على مستوى الشراكات الأمنية والدفاعية التي ستستمر بالعمل خلال الفترة المقبلة.
وقال إنه "من الجيد أن نتوصل إلى خطة عمل جيدة شاملة تتمحور حول كل النقاط التي تعاني منها دول المنطقة جراء التصرفات الإيرانية كزعزعة استقرار الدول الأخرى وتصدير التوترات المذهبية".
وأضاف" "أننا حاولنا إعادة البعض من أطفال ممن انتسبوا إلى داعش إلى بريطانيا، ونواجه تحديات كبيرة معهم. يمكننا أن نعيد الأجانب المنتسبين إلى داعش إلى المملكة المتحدة ومحاكمتهم هناك، وبكل تأكيد سنعمل مع حلفائنا على ذلك".
وتابع "نعتقد أن المشاركة في الأمن البحري أمر هام، كونه يتعلق بأمن وحرية الملاحة في المنطقة، وليس موجهاً لإيران، ونحن في بريطانيا لا نعتبر مشاركتنا في هذا التحالف الدولي من أجل إيران مباشرة".
- أنور قرقاش: 2020 تنافسات عظمى في الشرق الأوسط
..
ياسمين العقيدات
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية عادل الجبير، إن الهجمات على بقيق وخريص تؤكد أن إيران يجب ألا تنجو بفعلتها، مشيراً إلى أن وعود وزير الخارجية الإيراني لمملكة المتحدة بأن السفن لن تتوقف، هو أمر سيئ، كون الوزير لا يعرف ما يقول.
وأضاف خلال الجلسة الثانية لحوار المنامة السبت بعنوان، "الدبلوماسية الدفاعية، واستقرار المنطقة"، بمشاركة وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي د.أنور قرقاش، ومستشار الأمن الوطني البريطاني، مارك سدويل أن هناك مفتشين ومحققين من الأمم المتحدة والدول الصديقة شاركوا بالتحقيقات التي سيتم الإعلان عن نتائجها قريباً.
وأكد الجبير أن الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية هي من صنع إيراني وأن الهجوم جاء من الشمال وليس من الجنوب، مضيفاً: "وبالتالي نحن نحمل المسؤولية لإيران ونتوقع أن يتخذ المجتمع الدولي بعض الخطوات لجعل إيران تدفع ثمن ذلك".
وتابع: "نحن لا نريد الحرب، فهي مدمرة للجميع ولكن في الوقت نفسه لا يمكن لإيران أن تنجو بفعلتها، وبالتالي بالتشاور مع شركائنا وحلفائنا، علينا أن نعرف ما هي الخطوات التي ستتخذ بعد انتهاء هذه المشاورات".
وأكد الجبير أن ما هو مطروح هو هل إيران مستعدة للتخلي عن مبدأ تصدير الثورة، وهو مبدأ متجسد في دستورها، وهل إيران مستعدة للقبول بمبدأ سيادة الدول، وهل تدعي أن كل الشيعة ملك لها، مضيفاً "هذا الأمر فعلاً سخيف حيث سنقول أن الكاثوليكيين هم ملك لإيطاليا".
وتابع: "نحن لن نقبل بذلك في المنطقة، ويبقى السؤال هو هل إيران مستعدة لاحترام القانون الدولي ومبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وكل ما طرحناه مبادئ، إذا وافقت عليها نستطيع إقامة حوار، ولكن كيف سنتحدث مع شخص ينوي تدميرنا".
وقال الجبير: "الولايات المتحدة وإسرائيل ترفضان التحدث عن منظمة التحرير الفلسطينية لأن هذه المنظمة وعدت بتدمير إسرائيل، وعندما تخلى الرئيس السابق ياسر عرفات عن هذا المبدأ وافقت إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغن على الحوار، وإذا ما طلبنا ذلك من الفلسطينيين، ألا يمكننا طلب الأمر نفسة من الإيرانيين؟".
وأكد أن مبادئ العلاقات الدولية يستند إلى سيادة الدول وإلى النظام الدولي القائم على القواعد، مشدداً على أنه "لا يمكننا القبول بأن تدمر وتختفي هذه المبادئ كما فعلت ألمانيا تحت حكم هتلر أو الاتحاد السوفييتي تحت الشيوعيين أو من قبل إيران".
وقال: "إيران لديها تاريخ رائع والشعب الإيراني رائع ويستحق الأفضل، ونحن مستعدون للمساعدة من خلال توضيح الرسالة التالية للحكومة الإيرانية، إذا ما كنتم تريدون أن تكونوا عضواً في الأسرة الدولية عليكم أن تتصرفوا بناءً على هذه النية وأن تحترموا المبادئ التي تحترمها الأسرة الدولية".
وقال إن "فكرة إن العقوبات سترفع عن إيران هي فكرة سخيفة، فإيران لم تفعل أي شيء كي نصل إلى هذه المرحلة".
وتابع: "الفكرة من العقوبات هي أن يتم تغيير السلوك الإيراني، وهذا الأمر لم ينجح في الماضي فلم سينجح الآن؟ ومفتاح الاستقرار في هذه المنطقة هو الرد والموقف السريع من قبل الأسرة الدولية للتأكد من أن الجميع سيمتثل لقواعد القانون الدولي، وهكذا يمكننا أن نحدث تغيراً في سلوك إيران".
وقال: "لما أرادت إيران أن تستمر على هذا المسار التدميري فإن العقوبات ستتشدد ولا تخفف، وبالتالي نحن لا نريد إلا أن نرى إيران أن تتحول إلى عضو مقبول في الأسرة الدولية وللقيام بذلك عليها أن تقوم بما ذكرته على مستوى المبادئ الثلاث".
وأكد الجبير أن هناك أكثر من 110 دول أدانت الهجمات الإيرانية على المنشآت النفطية في السعودية وهذه رسالة قوية للنظام الإيراني، وهناك أيضاً 18 دولة أرسلت ممثلين عنها في اجتماع اعتمد مبدأ الرد على الأرض، وفي البحر ونحن نعمل مع شركائنا وحلفائنا لإنشاء نظام يأمن الردع في الخليج ويمنع إيران من شن هجمات مجدداً.
وأضاف أن دول الخليج لم تجرِ أي تصعيد من إيران، لكي تخففه، ولكن إيران هي من تعمل على التصعيد.
وقال إن "70% من سكان المملكة أعمارهم تحت الـ30 عاماً، لمنح الفرصة للشباب، ولتكون السعودية دولة مزدهرة".
وأكد على أن "قرار الحرب ليس حكيماً بكل تأكيد، ولكن هناك بكل تأكيد ردة فعل تجاه ما تقوم به إيران".
2020 تنافسات عظمى في الشرق الأوسط.
قرقاش: العالم ينتقل إلى نظام جديد
قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية د.أنور قرقاش، إن العالم ينتقل إلى نظام جديد عند دخول عام 2020، يمكن التنافس مع القوى العظمى، وهذا التنافس يظهر جلياً ويزداد خاصة في الشرق الأوسط.
وتابع: "المزيد من الانقسامات تكررت خلال العقدين الماضيين، كما أن هناك تدخلات في الشؤون العالمية خصوصاً من الأتراك والإيرانيين في كافة المنطقة العربية".
وأشار إلى وجود العديد من التحديات التي تؤثر على المستقبل فيما يتعلق بالتعاون وتوفير فرصة للدول الإقليمية للنظر إلى الداخل وإعادة تقييم استراتيجياتها لا سيما وضع السياسات التي تعتمدها.
وقال: "يجب أن نرى كيف يمكن للشرق الأوسط أن يتخطى التحديات وكيف يمكننا أن نستخدم الدبلوماسية لبناء نظام عالمي أو إقليمي يوفر السلام والاستقرار لدول المنطقة، وما هي الأشياء التي نحتاجها لنتمكن من النجاح".
وتابع: "ليس غريباً علينا اتخاذ القرارات الصعبة في المنطقة، والظروف والأزمات والتصعيد الذي شهدناه في المنطقة مؤخراً يتطلب الدبلوماسية الفعالة، ونظام عالمي قائم على القوانين، وهذه الدبلوماسية يمكنها أن تساعدنا على معرفة كيف يمكن لهذه الأزمات أن تظهر".
وأشار قرقاش إلى أن على إيران استغلال الفرصة لتصحيح وضعها مع كافة الدول.
وحول الاجتياح التركي لشمال سوريا، قال قرقاش: "الاحتلال التركي لشرق شمال سوريا مسألة تتطلب العمل بشكل حازم وفعال".
وقال إن "هناك بعض الأمور التي تدعو إلى التفاؤل، حيث هناك عدد من الدول ومن بينها الولايات المتحدة وأوروبا والاتحاد الأفريقي، تحاول أن تتطلع إلى دور دبلوماسي معزز لمعالجة تحديات هذه المنطقة".
وأكد أن اتفاق الرياض تمت هندسته بطريقة ناجحة ويعتبر حجر أساس للفترة المقبلة، وهذا مثال واضح جداً لما يمكن للدبلوماسية أن تؤديه في استقلال المنطقة.
وقال: "نحن نعمل على وضع حجر الأساس في عملنا المشترك لنتمكن من الوصول إلى حل سياسي في اليمن، وفي السودان لنا دور ناجح وفعال، والدول تستطيع أن تتطلع إلى دور مهم جداً في إنجاح الدبلوماسية و جعلها ناجحة".
وتابع: "إذا ما أردنا من الدبلوماسية أن تكون ناجحة كأداة لصنع الاستقرار في المنطقة نحن بحاجة إلى الحد من التشنجات وأن يكون هناك عنصر لتفادي النزاعات وحلها".
وأشار إلى أهمية تسليط الضوء على أهمية المنطقة الاقتصادية المشتركة، حيث إن دول مجلس التعاون على سبيل المثال رفعت التبادل التجاري من 6 مليارات دولار عام 2003، وأصبح الآن 30 مليار دولار .
وتابع: "نحن بحاجة إلى أن نضع رؤية إيجابية للاستقرار ورؤية أوسع، حيث نرى من حولنا المزيد من الذين ينزلون إلى الشوارع في إيران والعراق ولبنان، ولذلك نحن بحاجة إلى أن نعمل على الدبلوماسية وهندسة رؤية تتعلق بالاستقرار".
وقال "إننا نواجه سياسة إيرانية توسعية بدأت منذ 30 سنة وهذه السياسة واحدة، تحاول ضرب الاستقرار بالمنطقة".
وقال إن المواجهة لا تعني حرباً، وإنما مواجهة التوسع الإيراني، مشدداً على أن الجوار لا يتحمل المزيد من المواجهات.
وشدد على وجود رابط بين الأهداف الدبلوماسية الخارجية والدفاعية، مبيناً أن الدفاع لا يعني دائماً التنافس مع الخصوم، ولكن يجب أن تكون هناك مساحة عمل مشتركة لنتمكن من تخطي المشاكل ونعطي الدبلوماسية فرصة ونضع الدبلوماسية كخيار".
وشدد على أن المنطقة بحاجة إلى التعامل مع القضايا بشأن الخطة المشتركة، مبيناً أن القضايا العالقة مع إيران وبرنامجها للصواريخ البالستية، هي مواضيع خطيرة جداً وتضر بالاستقلال في المنطقة.
وأكد أن العالم يحاول الحد من التدخلات الإيرانية ومواجهة الإرهاب والتطرف وإيجاد حلول في اليمن وتخطي المشاكل الإقليمية.
وقال إن "الدول الإقليمية بحاجة إلى أن تضطلع بدورها المناسب في حمل أعباء مشاكل المنطقة والوضع اليمني كان اختباراً مهماً جداً، حيث لو نظرنا إليه في نهاية المطاف، نرى بان التوازن الاستراتيجي واجه تحديات كبيرة، ونحن لانزال في نفس التحديات الاستراتيجية، وهذا يعود بشكل أساسي إلى أن دول المنطقة تعهدت في أن تدافع عن الوضع القائم الاستراتيجي".
وتابع: "نحن بحاجة إلى الإصلاح الإيجابي الذي يتطلع إليه شباب المنطقة، فلبنان مثلاً لديه نظام انتخابي، والعراق لديه نظام انتخابي ولديهما أحزاب سياسية، ولكن الواضح أن هذه المقارنة الطائفية لا تنجح أي أن المنطقة بحاجة إلى هيكلة حوكمة مختلفة شاملة تعالج القضايا المتعلقة بالفساد".
وقال إن "العالم العربي يجب أن يكون قوياً، فنحن لا نستطيع أن نتحمل انتظار استقرار المنطقة لفترة طويلة فقد عانينا لفترة طويلة جداً".
وتابع: "نحن نفهم أن عالمنا اليوم ليس كما كان سائداً في الثمانينات، فهناك تحديات فرضت، ولها تأثير كبير في الاستقرار".
وأضاف: "لدينا موارد محدودة، ولكننا نتحلى بالابتكار، ولكن مواردنا لديها حدود، ولذلك علينا أن نعمل بشكل جماعي، وليس كما كنا نعمل قبل 30 عاماً".
وأشار إلى أن النقاشات منذ فترة تتمحور حول الدور الأمريكي في المنطقة، وعلينا أن نتقاسم العبء في المنطقة، وعلينا أن نتأكد أن هذه الشراكة تتوسع وأكثر قوة".
وشدد على أن "بلدان الخليج، لطالما سعت لتوفير الأفضل لشعوبها، ونقاشاتهم تدور حول الإسكان والتعليم والصحة وغيرها من الخدمات، والنقاشات حول المواضيع الاجتماعية والاقتصادية".
وأكد أن السوق الخليجي يعمل كسوق مشتركة مع العالم، بغض النظر عن الخلافات الموجودة.
التنافس الجيوسياسي
وقال مستشار الأمن الوطني البريطاني مارك سيدويل، إنه يجب التركيز على المسائل التي تثير القلق كاليمن، والتوتر مع إيران وعملية السلام المجمدة في الشرق الأوسط وما يحصل في سوريا وانتشار الإرهاب وعدم الاستقرار في مختلف أرجاء المنطقة.
وأشار إلى وجود تغير في النظام العالمي، حيث إن هناك استراتيجية مختلفة تم التنبيه إليها، فضلاً عن التحول من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ والصين التي سيكون لديها دور كبير في الاقتصاد وفي مجالات مختلفة.
وقال سيدويل إن "هناك تنافساً جيوسياسياً في هذه المنطقة من العالم، بالإضافة إلى ملاحظة التغير في طبيعة التنافس والنزاعات والتهديدات والتي أصبحت متعددة، وهناك رسائل برزت مجدداً عبر استخدام الأسلحة الكيماوية والقرصنة والهجمات المسلحة واستخدام الميليشيات والهجمات السيبرانية ونشر المعلومات الخاطئة وغيرها".
وتابع: "كنا نأمل أن تختفي هذه المشاكل ولكن دائماً ما تظهر من جديد ولهذا من المهم أن نشير لها، وكما رأينا الهجمات على منشآت أرامكو وجميعنا كنا واضحين حول هذه الهجمات وكانت هذه الهجمات مسلحة معادية".
وأضاف سيدويل: "يجب أن نفكر في كيفية ردع هذه التهديدات لاحتوائها، في حين أننا نواجه كمية واسعة من الأنشطة تقام في المنطقة الرمادية، فضلاً عن التغيرات الديموغرافية الكبيرة، فالتغير الديموغرافي في كل مكان في العالم باستثناء أفريقيا".
وقال إن "هذه المسألة ستؤدي لمشكلة أخرى في توفير فرص عمل مناسبة بالنسبة اليهم، ونحن سنواجه مشكلة كبيرة في البحث عن فرص عمل وعن مستوى معيشي أفضل".
وتابع: "رأينا انعدام الاستقرار داخل البلدان وخارجها وعدم المساواة داخل البلدان وخارجها، والتغير المناخي لديه تأثير كبير على هذه المنطقة".
وقال إن "البحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية لديها تنوع اقتصادي، مبتعدين تماماً عن الاعتماد بشكل أساسي على النفط والمواد الخام لاختبار أنواع مختلفة من النمو الاقتصادي".
وأشار إلى أن "ذلك يعني خيارات متاحة أمامنا فنحن فكرنا في كل هذه الجوانب، ولدينا أفكار تعود إلى فترة طويلة وتم تطويرها على مدى طويل عبر الاستفادة من القدرات العسكرية و الفكرية وغيرها".
وقال: "يتم استثمار 2% من مدخول المملكة في الدفاع والتنمية الدولية، ولدينا أيضاً وكالات استخباراتية وعسكرية، ونحن نشن حملات تهم الأجيال الصاعدة، ولدينا مؤسسات تتحاور مع الأشخاص وتحاول بث الثقة عبر الشراكات والتحالفات".
وأشار إلى وجود شراكات كبيرة ومتنوعة على مستوى الشراكات الأمنية والدفاعية التي ستستمر بالعمل خلال الفترة المقبلة.
وقال إنه "من الجيد أن نتوصل إلى خطة عمل جيدة شاملة تتمحور حول كل النقاط التي تعاني منها دول المنطقة جراء التصرفات الإيرانية كزعزعة استقرار الدول الأخرى وتصدير التوترات المذهبية".
وأضاف" "أننا حاولنا إعادة البعض من أطفال ممن انتسبوا إلى داعش إلى بريطانيا، ونواجه تحديات كبيرة معهم. يمكننا أن نعيد الأجانب المنتسبين إلى داعش إلى المملكة المتحدة ومحاكمتهم هناك، وبكل تأكيد سنعمل مع حلفائنا على ذلك".
وتابع "نعتقد أن المشاركة في الأمن البحري أمر هام، كونه يتعلق بأمن وحرية الملاحة في المنطقة، وليس موجهاً لإيران، ونحن في بريطانيا لا نعتبر مشاركتنا في هذا التحالف الدولي من أجل إيران مباشرة".