طغى خبر رحيل الشاعر الموريتاني محمد ولد عبدي على فعاليات مهرجان الأدب المنظم حالياً بموريتانيا، وتسبب في إرباك المنظمين الذين اضطروا إلى تخصيص فعاليات تكريم للشاعر حتى لا تتأثر باقي فعاليات المهرجان بتدخل الضيوف والمشاركين لتأبين الفقيد.واستأثر رحيل ولد عبدي باهتمام المشاركين في النسخة العاشرة من المهرجان وخصصت أغلب المتدخلين في الندوات الفكرية والورشات الأدبية جزءاً من مشاركاتهم للحديث عن الشاعر وإلقاء مختارات من شعره، فيما تبارى الشعراء لرثائه أمثال أدي ولد آدبه، والشيخ ولد بلعمش.وألغى اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين كل مظاهر الاحتفال خلال الفترة المتبقية من المهرجان السنوي للأدب الموريتاني، بما في ذلك الفقرات الغنائية والموسيقية، ووقف الشعراء والمثقفون المشاركون في المهرجان دقيقة حداد على الراحل.وقالت وزارة الثقافة الموريتانية إن الراحل كان خير سفير للثقافة الموريتانية، واعتبر اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين في تأبينه للفقيد أن رحيل ولد عبدي خسارة جسيمة في المشهد الثقافي الموريتاني.وقال بيان الاتحاد: "إن أعظم ما يواسينا في رحيل الشاعر الدكتور محمد ولد عبدي، بعد الإيمان بالله، هو آثاره الأدبية والعلمية القيمة الباقية بين أيدينا، والتي تركها للأجيال شاهداً ودليلاً على قامة سامقة نذرت نفسها للعطاء، وظلت حاملة لهموم وطنها، وحامية لوشيجة انتمائها الأولى إلى آخر لحظة من حياتها".واعتبر مركز ابن خلدون أن رحيل الشاعر محمد ولد عبدي فاجعة كبيرة ومصاب لكل المثقفين والكتاب والأدباء والشعراء وفرسان الكلمة الحرة.كما نعت أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي محمد ولد عبدي وقالت إنه "ساهم في العديد من المشاريع الثقافية الناجحة، حيث كان محاضراً في أكاديمية الشعر بأبوظبي وعضو الهيئة التدريسية فيها، وعضواً في اللجنة العليا المشرفة على برنامج أمير الشعراء، كما كان مسؤولاً عن تنظيم العديد من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية في أبوظبي، سواء من خلال المجمع الثقافي سابقاً، أو هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سابقاً، أو عبر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، كما سبق له المساهمة في الإشراف على عدد من الفعاليات الثقافية المُصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وكان كذلك عضواً في لجنة الفرز بجائزة الشيخ زايد للكتاب".واعتبر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن فقد الأديب والناقد الموريتاني الدكتور محمد ولد عبدي خسارة عظيمة للثقافة العربية عامة، وللمشهد الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص.وقال اتحاد الكتاب، إن محمد ولد عبدي واحد من فريق عربي مهم ونبيل أسدى للإبداع الإماراتي خدمات جديدة، داعياً المؤسسات الثقافية الوطنية إلى توثيق ونشر الإرث الثقافي، الذي تركه الراحل ولد عبدي، مبدياً استعداده للإسهام في أي جهد يبذل نحو تحقيق تلك الغاية.