توصلت دراسة قامت بها جامعة الخليج العربي إلى أن طيور المينا تعد من الطيور المحببة بحرينياً بوصفها طائراً منزلياً محبباً وقابلاً للتوالف مع الإنسان، نظراً لشكلها الجميل ولتمكنها من تقليد أصوات الانسان بشكل بارع.
ويعتبر طائر المينا من الطيور العدوانية في كثير من دول العالم، نظراً لأنه يعتمد في غذائه على افتراس فروخ 19 من الطيور الأخرى، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على النظام البيئي من خلال التهام ثمار العديد من المحاصيل الزراعية والممتلكات العامة. مما دعا العديد من دول العالم للعمل على تقننين انتشاره في بيئتها. علاوة على تصنيفه من قبل المجموعة العالمية المتخصصة في الكائنات الدخيلة كواحد من أصل 100 أشرس نوع حي، وأكثر طير دخيل عدائية.
وقدم هذه الدراسة الباحث ناصر الدين باقر أسد الله ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه من قسم الموارد الطبيعية والبيئة في جامعة الخليج العربي.
وقال أسد الله إن الدراسة هدفت بشكل رئيسي إلى تحليل مخاطر الأنواع الدخيلة من الطيور في البحرين آخذين طائر المينا الشائع كدراسة حالة.
وشملت المنهجية تعريف وترتيب الطيور الدخيلة في أسواق الطيور لتعيين إمكانية استيطانها. كذلك، قُيِّمت إمكانية غزو طيور المينا الشائعة والآثار والمخاطر المتعلقة بذلك للتمكن من إدارة مخاطرها على النحو المناسب.
كما تمكنت الدراسة للمرة الأولى من توثيق 101 طائر دخيل في البحرين. ومن هذه الطيور أُدرجت طيور ببغاء الأمازون، الفنش، طيور البادجي وطيور الحب ضمن قائمة الأولوية.
إلى ذلك، أظهرت الدراسة ان اضرار طيور المينا على البيئة والإنسان تعد ضئيلة جداً في مملكة البحرين مقارنة بدول العالم الأخرى. ورجح الباحث اسد الله العديد من العوامل التي قد تفسر قلة التأثيرات السلبية لطيور المينا في البحرين ومنها اتخاذها اعشاشاً عالية مما يجعلها بعيدة نسبياً عن الاتصال مع الانسان، كما رجح ان تكون ثقافة تجميع بواقي أكل البيوت وتجميعها في الأماكن العامة بهدف اطعام الطيور والحيوانات بدل كبها في مكبات النفايات أحد الأسباب التي لا تجعل من طيور المينا طيوراً شرسة في البحرين.
وحول مخاطر الطيور النازحة أشار الباحث ناصر الدين أسد الله إلى ان الطيور النازحة تعرف بأنها الطيور التي نزحت من مواطنها الأصلية إلى بلد آخر خارج نطاقاتها الطبيعية وهو ما من شأنه التأثير على التنوع الاحيائي، وضرب أسد الله مثال على ذلك بالبلبل الباكستاني الذي يؤدي تزاوجه مع البلبل البحريني إلى تفريخ طير هجين مصاب بالعقم.
أما فيما يتعلق بتصنيف الطيور الغازية فقد بين ان الطيور الغازية هي تلك الطيور التي تخلف آثاراً سلبية كبيرة على البنية الاجتماعية والبيئة والاقتصادية بعد نزوحها، وكلما كبرت تلك الآثار السلبية كلما صنف الطير على انه من الطيور الغازية.
على نحو متصل، أظهرت نتائج الدراسة أن لدى طيور المينا قابلية غزو عالية بآثار سلبية طفيفة، كما لوحظ بأن طيور المينا تخرب الممتلكات المنزلية أثناء موسم التكاثر وعند البيات الجماعي عبر ذراقها الكثيف.
وتنبأت الدراسة بانتشار طيور المينا الشائعة نحو الجنوب بالتوازي مع التوسع الحضري المتسارع. وانتهت الدراسة إلى أن طيور المينا الشائعة ذات انتشار واسع ولكنها ليست بغازية في البحرين. حيث أوصت الدراسة بخفض أعدادها عبر إزالة الأعشاش أو صيدها مباشرة بواسطة الفخاخ كأدوات للتحكم بتعدادها للحيلولة دون غزوها مستقبلاً. كما أوصت الدراسة الجهات الحكومية بسن التشريعات اللازمة نحو التحكم بالاتجار في الطيور الدخيلة في أسواق الطيور للحيلولة دون غزو طيور جديدة في المستقبل.
يشار إلى الدراسة أعدت بإشراف كل من: د. محمد سليمان عبيدو، أستاذ البيئة والتنوع البيولوجي، جامعة الخليج العربي. د. أحمد عثمان الخولي، أستاذ التخطيط الحضري، جامعة الخليج العربي. د. سعيد عبد الله الخزاعي، أستاذ البيئة والتنوع الإحيائي المشارك، جامعة البحرين (سابقاً).