(بوابة العين الإخبارية): كشفت مجلة "لوبوان" الفرنسية، عن أن النظام الإيراني مارس أعمالاً وحشية ضد المحتجين خلال فترة انقطاع الإنترنت، موضحة أنه رغم مزاعم النظام السيطرة على الاحتجاجات لكن القمع والاختفاء القسري لا يزالان مستمرين، فضلاً عن تعذيب قادة الاحتجاجات.

وأضافت المجلة الفرنسية، في تقرير لها الثلاثاء، أنه بعد زعم النظام الإيراني السيطرة على الاحتجاجات فإن قصص القمع لا تزال تتدفق، فيما تشير منظمة العفو الدولية إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 143 قتيلاً.

وأشارت المجلة الفرنسية إلى أنه بعد أسبوع من حركة احتجاجات نادرة هزت إيران عادت طهران للتواصل مع العالم بعد مرور 5 أيام من قطع النظام الإيراني الاتصال بالإنترنت عن البلاد بشكل شبه كامل، لمنع المتظاهرين من التواصل فيما بينهم والتعتيم على عمليات قمع النظام لقادة المتظاهرين.

ووفقاً لما ذكرته منظمة "NetBlocks.org "غير الحكومية، فقد تمت عودة الإنترنت عن البلاد بشكل جزئي بنسبة تصل إلى 64٪ بعد انقطاع استمر لمدة خمسة أيام من قبل السلطات الإيرانية.

بدورها، قالت الصحفية الإيرانية "سادرا مواجه" إن "شبكات "الواي فاي" عادت ولكن الـ"4 جي" لم تعد بعد، موضحة أن الاحتجاجات بدأت تضعف بسبب عمليات القمع العنيفة التي يقودها النظام.

وأشارت المجلة الفرنسية إلى ما ذكرته مليشيا الحرس الثوري الإيراني، بأنهم تصدوا بقوة لما وصفوه بأعمال الشغب لمئات المدن الإيرانية في جميع أنحاء البلاد، موضحة أن تلك التصريحات اعتراف رسمي من مليشيا النظام الإيراني بقمع الاحتجاجات.

فيما نقلت وكالة "فارس نيوز" الإيرانية، شبه الرسمية، عن مسؤول في الشرطة قوله، إنه "تم التعرف على 180 من قادة أعمال الشغب الأخيرة واعتقالهم. لكن العديد من عناصر المعارضة الإيرانية التي تتخذ من الخارج مقراً لها تؤكد أن حصيلة الاعتقالات تتجاوز 4 آلاف حالة على الأقل".

وأضافت المجلة الفرنسية أن "المظاهرات تركزت في غرب وجنوب إيران، واحدة من أفقر مناطق البلاد على الرغم من ثروتها النفطية".

ووفقًا لتقرير جديد صدر، الإثنين، عن منظمة العفو الدولية، فإن عدد ضحايا المظاهرات في إيران ارتفع إلى 143 شهيدا على الأقل، 40 منهم في محافظة خوزستان "جنوباً"، و 34 في مقاطعة كرمانشاه "غرباً" و 20 لمنطقة طهران.

من جهتها، قالت رحا بحريني، الباحثة بمنظمة العفو الدولية في إيران، إنه "مع عودة الإنترنت إلى البلاد، تمكنا من التواصل مع المدافعين الإيرانيين عن حقوق الإنسان والصحفيين وأقاربهم وجيرانهم من أجل الحصول على معلومات موثوق بها نطمئن إليها"، موضحة أن حصيلة القمع أعلى بكثير من الأرقام المعلنة.

وأضافت الباحثة المعنية بالشؤون الإيرانية بالمنظمة أن "عودة الإنترنت إلى إيران سمحت بجمع مقاطع فيديو جديدة لقياس مدى الحملة على المتظاهرين الإيرانيين"، مشيرة إلى أنه "في الأحواز "جنوب البلاد"، يمكن للمرء رؤية جثث ملقاة على الأرض بينما يحاول المحتجون الفرار من ضربات الرصاص الحي لأحد أفراد الشرطة".

ووفقا لمجلة "لوبوان" الفرنسية؛ ففي شيراز أطلقت قوات الأمن الإيرانية أعيرة نارية على مظاهرة بينما كانت طائرة هليكوبتر تحلق على ارتفاع منخفض، بينما في جافنرود، في كردستان الإيرانية، يستهدف القناصة المتظاهرين من على السطح، وفقاً للباحثة.

وأشارت الباحثة الحقوقية إلى أن "مقاطع الفيديو التي فحصناها هي مثال جديد على الاستخدام المتعمد من قوات الأمن الإيرانية للذخيرة الحية، سواء من طائرة هليكوبتر أو سطح مبنى، وليس كما يزعم النظام لأن بعض المتظاهرين ألقوا الحجارة، ما يؤكد عمد قوات النظام الإيراني إلى قتل المتظاهرين".

ونقلت "لوبوان" عن أحد المحتجين يدعى رضا من مدينة جراتشاك جنوب العاصمة قوله: "لم نرَ انتفاضة بهذا العدد من الناس منذ احتجاجات عام 2009، ولكن هذه الاحتجاجات أكثر إصراراً وعزيمة".

واندلعت الاحتجاجات الإيرانية منتصف الشهر الجاري، بعدما أعلنت الحكومة الإيرانية عن زيادة أسعار الوقود إلى 300% ورفع الدعم الحكومي عنه.

ونقلت المجلة الفرنسية عن الخبير الاقتصادي الإيراني سعيد ليلاز، قوله: "قرار رفع الدعم عن سعر الوقود كان ضرورياً وكان ينبغي اتخاذه على مراحل طويلة حتى تكون الصدمة التي عانى منها السكان أقل قوة"، مضيفاً أنه "بين عشية وضحاها، ارتفعت أسعار الوقود إلى الضعف".

وتابع، "مع ذلك، في بلد تأثر بشدة بالعقوبات الأمريكية، حيث يتجاوز التضخم 40٪ والاقتصاد في حالة ركود، هذا الإجراء أشعل التوترات المتأججة منذ سنوات".

واعتبر الخبير الاقتصادي أن قرار الحكومة كان مجرد شرارة ولكن الإيرانيين يعانون منذ سنوات من الضغط الاقتصادي، موضحاً أن حالة التضخم التي يعاني منها الشعب كانت نتيجة سوء إدارة الحكومة الإيرانية وفسادها وليست العقوبات الأمريكية كما يزعم النظام".