لوس إنجليس - (وكالات): نشرت شرطة لوس إنجليس تقريراً كان منتظراً بشدة عن نتائج تشريح جثة إيزل فورد، الشاب الأسود الذي أرداه شرطيان الصيف الماضي، جنوب المدينة، وأظهر إصابته بثلاث رصاصات، وقد تلقاه الناشطون وأقرباء الضحية بغضب. وتقرير الشرطة كان منتظراً منذ 11 أغسطس الماضي حين قتل الشاب البالغ من العمر 25 عاماً وكان بحسب ذويه ومحاميه يعاني من تخلف عقلي ومن انفصام في الشخصية «شيزوفرينيا»، على أيدي شرطيين إثر توقيفه فيما كان يسير في الشارع. وأظهر التقرير أنه أصيب برصاصة في ذراعه وبأخرى في ظهره وثالثة في بطنه وقد قتل من جراء الرصاصتين الأخيرتين. وبحسب التقرير، فإن الجانب الأيمن من ظهر فورد يحمل علامة فوهة مسدس الشرطي. كما يظهر التقرير وجود آثار لحشيشة الكيف في الجثة.ويأتي نشر التقرير بعد أشهر من التظاهرات السلمية التي أعقبت مقتل الشاب وبعد أن وعد رئيس بلدية المدينة اريك غراسيتي بنشره قبل نهاية العام. وروايتا الشرطة وأقرباء فورد مختلفتان تماماً.وتقول الشرطة إن الشرطيين وأثناء قيامهما بدورية سيارة مساء 11 أغسطس الماضي رصداً سلوكاً «مشبوهاً» للشاب الأسود بينما كان يسير في الشارع وقد بدا أنه «يخفي شيئاً بين يديه».ولدى ترجلهما من السيارة واللحاق به حاول الفرار لكنه عاد وهاجمهما فأوقع أحدهما أرضاً وحاول سرقة سلاحه فطلب الأخير النجدة من زميله، بحسب رواية الشرطة.وخلال مؤتمر صحافي، أكد قائد شرطة لوس إنجليس تشارلي بيك أن تقرير الطب الشرعي «لا يتضمن أي عنصر لا يتفق مع رواية» الشرطيين.وأضاف بيك أن الشرطي الذي أوقعه فورد أرضاً وانقض عليه محاولاً الاستيلاء على مسدسه تناول مسدساً ثانياً يحمله معه للحالات الطارئة وأطلق النار على فورد فأصابه في ظهره، ومن هنا علامة فوهة المسدس على ظهر القتيل، في حين أطلق الشرطي الثاني الرصاصتين الأخريين.لكن أقرباء إيزل فورد ينفيان واقعة الضرب وكذلك سلوكه العدائي.وتجمع العشرات في برودواي، جنوب لوس إنجليس، قرب مذبح إقيم تكريماً لذكرى فورد على بعد أمتار من مكان مقتله.وقالت ليناي وليامز عمة فورد إنها وعائلتها «يطلبان إحقاق العدالة لكل الذين قتلوا على أيدي الشرطة». وقال جيسي اروين وهو صديق والد فورد وكان يعرف جيداً الشاب أن لديه ابن شاب في الـ 18 من العمر مضيفاً «أنا خائف عليه».وأضاف أن الشرطة «لم تترك الأمريكيين من أصول أفريقية وشأنهم بعد قضية رودني كينغ» الشاب الذي قتله شرطيون وتمت تبرأتهم إثر محاكمة في 1992 ما تسبب بأعمال شغب.وتجمع 20 ورددوا هتافات مثل «لا عدالة لا سلام».من جهته دعا رئيس رابطة دفاع عن حقوق الأقليات ايرل هاتشينسون مدعية لوس إنجليس جاكي لايسي إلى «التفكير في رفع دعوى جنائية ضد عنصري الشرطة».وقال «تقرير التشريح يشير إلى عملية قتل، والإصابات بالرصاص في الظهر تظهر بجلاء إنه لم يكن يقاوم الشرطيين».من جانبه، دعا ستيفن ليرمان محامي عائلة فورد والذي دافع أيضاً عن رودني كينغ ان هذا التقرير يعتبر «نص اتهام مخيف باستخدام غير مبرر للقوة».وقال «واقع إصابته برصاصة عن قرب، يمكن وصفه بأنه إعدام».وجاء قتل فورد برصاص الشرطيين جنوب لوس إنجليس بعد يومين من حادثة مماثلة جرت في فرغسون وقتل فيها فتى أسود يدعى مايكل براون برصاص شرطي أبيض.ومقتل مايكل براون وكذلك اريك غارنر في نيويورك وتامير رايس في كليفلاند إلى جانب مقتل أشخاص سود آخرين، أثار تظاهرات ضخمة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة كانت غالبيتها سلمية لكن تخلل بعضها أعمال عنف. وفيما العلاقات بين الشرطة والأقليات تتوتر، قتل عنصران من الشرطة في نيويورك في 20 ديسمبر الجاري فيما تعرض آخران لإطلاق نار في لوس إنجليس الأحد الماضي.