بتكليف من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ألقى وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف، كلمة البحرين في الدورة الخامسة والثلاثين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي "الكومسيك"، المنعقدة في تركيا.

ونقل خلف في بداية الكلمة، تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، إلى الرئيس رجب اردوغان، رئيس الجمهورية التركية، رئيس اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الاسلامي (الكومسيك)، وتمنيات جلالته لهذا الاجتماع بالنجاح والتوفيق. وعبر خلف عن وافر الشكر للجمهورية التركية على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم لهذا الحدث.



وضم وفد البحرين إلى جانب الوزير خلف، كل من مدير إدارة الثروة النباتية حسين الليث، والدكتور إبراهيم يوسف من وكالة الثروة الحيوانية.

وأكد خلف إن البحرين تشارك الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جهودهم لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول الإسلامية، وأنها لا تتوانى في المساهمة لدفع جهود التنمية للدول الأعضاء.

وذكر أن ملف الأمن الغذائي يشكل مرتكزاً مهماً في استراتيجية برنامج حكومة مملكة البحرين، انطلاقاً من الكلمة السامية التي ألقاها سيدي صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، إذ نصت التوجيهات الملكية بتنفيذ "مشروع استراتيجي للإنتاج الوطني للغذاء"، والذي يهدف إلى تطوير القدرات الوطنية في مجال الصناعات الغذائية ورفع نسبة الإنتاج المحلي من الإنتاج النباتي والاستزراع السمكي، والحفاظ على أصحاب المهن ليصبحوا جزءً فعالاً في إنجاح المشاريع التنموية المستهدفة. وعلى ضوء ذلك، فإن البحرين ماضية في تنفيذ مبادرة النهوض بقطاع الزراعة عبر إدخال النظم الحديثة المتمثلة في الزراعة بدون تربة، بغرض رفع الإنتاج الزراعي بنسبة 24%.وأضاف، أنه ترافقاً مع جهود النهوض بالقطاع الزراعي، فإن مملكة البحرين تعمل على التوسع في مشاريع الاستزراع السمكي لما يشكله هذا القطاع من عنصر مهم في دعم جهود تحقيق الأمن الغذائي في مملكة البحرين، وتهدف هذه الجهود إلى زيادة الإنتاج المحلي بنسبة 60%.

وفي قطاع الثروة الحيوانية، أشار إلى أن الجهود مستمرة للنهوض بهذا القطاع بما يزيد من نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء بنسبة 55%، وأخذت المملكة على عاتقها تحقيق تلك النسب مع حلول العام 2022. لافتاً إلى أن حكومة مملكة البحرين تعمل على إنشاء أسواق تمكن المزارع والمربي البحريني من تسويق إنتاجهم بما يضمن استمرارهم في التنمية المستدامة للقطاع الزراعي بشتى فروعه، ومن هذه المبادرات تم إطلاق مشروع سوق المزارعين البحرينيين لتسويق المنتج المحلي البحريني وهو سوق موسمي يستقطب حوالي 20 ألف زائر اسبوعيا، إلى جانب مشروع سوق المزارعين الدائم، كما أن العمل جار لتخصيص منافذ لبيع منتجات المزارعين في الأسواق المركزية، بالإضافة الى مشروع سوق خاص بالمواشي يمكن المربي البحريني من تسويق منتجاته بكل سهولة ويسر.



وقال وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني: إن البحرين وضمن مساعيها لجعل القطاع الزراعي محوراً مهماً في تحقيق الأمن الغذائي، أخذت على عاتقها الاهتمام بالمحافظة على الأصول الوراثية النباتية، إلى جانب إطلاق مشروع لتطوير قطاع النخيل، ورصد الميزانيات لمكافحة آفات النخيل، والامراض الحيوانية، كون هذه المشاريع تسهم بشكل رئيسي في برامج الأمن الغذائي للمملكة.

وذكر أنه في إطار اهتمام مملكة البحرين بالشراكة مع المنظمات الدولية، وقعت مملكة البحرين مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، أربعة اتفاقيات مشتركة، وذلك ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين مملكة البحرين ووكالات منظمة الأمم المتحدة للأعوام من (2019-2022)، وتركز هذه الاتفاقيات على تطوير استراتيجية تنوع مصادر الغذاء في دعم الأمن الغذائي في البحرين، وتقوية نظم وقواعد البيانات والاحصاء الزراعي، ودعم التنمية المستدامة لقطاع الاستزراع المائي، ومكافحة واستئصال أمراض الحيوانات المشتركة مع الانسان وتحسين السلالات الحيوانية في مملكة البحرين.



وأوضح أن التدريب والتطوير ورفع القدرات، يشكل أهمية بالغة لدى مملكة البحرين، وذلك دعماً لجهودها في النهوض بقطاعات الزراعة والثروة السمكية والحيوانية، ومن هذا المنطلق، شرعت البحرين في إطلاق عدة برامج تدريبية لتطوير قدرات الكفاءات البحرينية في هذه المجالات، وتتطلع مملكة البحرين للاستفادة من امكانيات الكومسيك في هذا المجال.

وختم الوزير خلف كلمته بالإشارة إلى أن البحرين تأمل في تعزيز جهودها مع منظمة التعاون الاسلامي واللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك) للاستفادة من الطاقات والخبرات البشرية في سبيل تحقيق أمن غذائي للأجيال القادمة في عالمنا الإسلامي.