الكلمة التي ألقاها حسين سلامي، قائد «الحرس الثوري» الإيراني الإثنين الماضي في «الجماهير» التي تم إخراجها إلى الشارع لتقول إنها لاتزال موافقة على تسليم النظام قرارها ورقبتها وإنها موافقة على كل زيادة أسعار تقررها، هذه الكلمة تضمنت جزئية مهمة ينبغي ألا تؤخذ بحسن نية. سلامي قال ما معناه «إن العالم رأى كيف هي ردود إيران إن غضبت.. رأى بعضها ولم ير بعضها الآخر». هذه العبارة اعتراف ضمني بأن النظام الإيراني هو الذي قام بالاعتداء على منشآت النفط السعودية في خريص وبقيق وأنه المسؤول عن ذلك.
هذا الكلام لم يقله اعتباطاً، والملاحظ أنه جاء متزامناً مع تسريبات من «مصادر إيرانية مسؤولة» كشفت عنها وكالة «رويترز» وتضمنت تفاصيل جديدة حول تورط طهران في الهجوم على منشآت «أرامكو» منتصف سبتمبر الماضي.
التفاصيل التي أوردتها «رويترز» لم تكن استنتاجاً وهي من الكثرة والدقة بحيث لا يمكن أن تكون زلة لسان من مسؤول إيراني، فالخبر الذي سرعان ما تلقفته وسائل الإعلام ونشرته تضمن تفاصيل التفاصيل ولم يخلُ إلا من «النحنحات والعطسات» التي صدرت عن الحاضرين في تلك الاجتماعات، وهذا يعني أن النظام الإيراني قصد إخراج تلك المعلومات وأنه يرمي بذلك إلى أمر معين.
من المعلومات التي قالت «رويترز» إنه وفرتها « مصادر إيرانية مسؤولة» أن عدد الاجتماعات التي عقدت من أجل التخطيط للرد على عقوبات واشنطن وانسحابها من الاتفاق النووي كانت خمسة وأن أحدها حضره خامنئي، وأنه نوقش فيها كذا وكذا، لهذه الأسباب ولتلك، وانتهت بالاتفاق على كذا وكذا، بعد أن تم التحفظ على كذا وكذا. مثل هذه التفاصيل لا يمكن أن يحصل عليها صحفي مهما كانت قدراته وأياً كانت علاقاته ومصادره. هذه المعلومات تفصيلية ولا تفسير للحصول عليها سوى أن النظام الإيراني كان يقصد إخراجها ونشرها وأنه مستفيد من ذلك بطريقة أو بأخرى.
الصحيح في هكذا خبر هو القول بأن النظام الإيراني -وليس وكالة الأنباء- هو الذي كشف عن كذا وكذا، فلولا أنه يريد ذلك لما تمكنت الوكالة من الوصول إلى تلك التفاصيل وبالدقة التي تم نشرها. الدليل الآخر على هذا هو أن سلامي عمد إلى تسريب المعلومة نفسها في خطابه «الجماهيري» ذاك وتوعد بأن النظام الإيراني قادر على تسديد المزيد من الضربات إن استدعى الأمر.
«رويترز» نشرت «مضبطة الجلسة»، ولا يمكن منطقاً لهذه الوكالة أو لغيرها بما فيها وكالة الأنباء الرسمية في إيران أن تحصل عليها لو أن قيادة النظام الإيراني لم تكن تريد نشرها.
خبر «رويترز» تضمن أسباب القرار وغاياته وكيفية تنفيذه وتفاصيل ما قيل في تلك الاجتماعات الخمسة، ومن وفر تلك المعلومات لها حرص على أن يكون بينها معلومة مفادها أن خامنئي «إنسان كبير» وأن إنسانيته تمثلت في رفضه أن تسفر الضربة عن ضحايا مدنيين أو أمريكان فتكون سبباً في إشعال حرب في المنطقة.
لولا أن النظام الإيراني كان يريد نشر تلك المعلومات والتمهيد للاعتراف بجريمته لما سرب لوكالة الأنباء ما قاله أحد كبار القادة في حضور حسين سلامي وبالحرف إنه «آن الأوان لإشهار سيوفنا وتلقينهم درساً»، ولما حدد من قال بمهاجمة أهداف ذات قيمة عالية وبمن قال بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية.
خبر «رويترز» تضمن تفاصيل من الواضح أن النظام الإيراني قصد تسريبها، لهذا فإن السؤال الأهم هو لماذا عمد «الملالي» إلى ذلك؟ ولماذا قرر أن يعترف بجريمته الآن رغم أنه أقسم بأغلظ الأيمان بأنه لا علاقة له بما حدث ودفع الحوثيين للقول بأنهم هم الذين قاموا بذلك؟
هذا الكلام لم يقله اعتباطاً، والملاحظ أنه جاء متزامناً مع تسريبات من «مصادر إيرانية مسؤولة» كشفت عنها وكالة «رويترز» وتضمنت تفاصيل جديدة حول تورط طهران في الهجوم على منشآت «أرامكو» منتصف سبتمبر الماضي.
التفاصيل التي أوردتها «رويترز» لم تكن استنتاجاً وهي من الكثرة والدقة بحيث لا يمكن أن تكون زلة لسان من مسؤول إيراني، فالخبر الذي سرعان ما تلقفته وسائل الإعلام ونشرته تضمن تفاصيل التفاصيل ولم يخلُ إلا من «النحنحات والعطسات» التي صدرت عن الحاضرين في تلك الاجتماعات، وهذا يعني أن النظام الإيراني قصد إخراج تلك المعلومات وأنه يرمي بذلك إلى أمر معين.
من المعلومات التي قالت «رويترز» إنه وفرتها « مصادر إيرانية مسؤولة» أن عدد الاجتماعات التي عقدت من أجل التخطيط للرد على عقوبات واشنطن وانسحابها من الاتفاق النووي كانت خمسة وأن أحدها حضره خامنئي، وأنه نوقش فيها كذا وكذا، لهذه الأسباب ولتلك، وانتهت بالاتفاق على كذا وكذا، بعد أن تم التحفظ على كذا وكذا. مثل هذه التفاصيل لا يمكن أن يحصل عليها صحفي مهما كانت قدراته وأياً كانت علاقاته ومصادره. هذه المعلومات تفصيلية ولا تفسير للحصول عليها سوى أن النظام الإيراني كان يقصد إخراجها ونشرها وأنه مستفيد من ذلك بطريقة أو بأخرى.
الصحيح في هكذا خبر هو القول بأن النظام الإيراني -وليس وكالة الأنباء- هو الذي كشف عن كذا وكذا، فلولا أنه يريد ذلك لما تمكنت الوكالة من الوصول إلى تلك التفاصيل وبالدقة التي تم نشرها. الدليل الآخر على هذا هو أن سلامي عمد إلى تسريب المعلومة نفسها في خطابه «الجماهيري» ذاك وتوعد بأن النظام الإيراني قادر على تسديد المزيد من الضربات إن استدعى الأمر.
«رويترز» نشرت «مضبطة الجلسة»، ولا يمكن منطقاً لهذه الوكالة أو لغيرها بما فيها وكالة الأنباء الرسمية في إيران أن تحصل عليها لو أن قيادة النظام الإيراني لم تكن تريد نشرها.
خبر «رويترز» تضمن أسباب القرار وغاياته وكيفية تنفيذه وتفاصيل ما قيل في تلك الاجتماعات الخمسة، ومن وفر تلك المعلومات لها حرص على أن يكون بينها معلومة مفادها أن خامنئي «إنسان كبير» وأن إنسانيته تمثلت في رفضه أن تسفر الضربة عن ضحايا مدنيين أو أمريكان فتكون سبباً في إشعال حرب في المنطقة.
لولا أن النظام الإيراني كان يريد نشر تلك المعلومات والتمهيد للاعتراف بجريمته لما سرب لوكالة الأنباء ما قاله أحد كبار القادة في حضور حسين سلامي وبالحرف إنه «آن الأوان لإشهار سيوفنا وتلقينهم درساً»، ولما حدد من قال بمهاجمة أهداف ذات قيمة عالية وبمن قال بمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية.
خبر «رويترز» تضمن تفاصيل من الواضح أن النظام الإيراني قصد تسريبها، لهذا فإن السؤال الأهم هو لماذا عمد «الملالي» إلى ذلك؟ ولماذا قرر أن يعترف بجريمته الآن رغم أنه أقسم بأغلظ الأيمان بأنه لا علاقة له بما حدث ودفع الحوثيين للقول بأنهم هم الذين قاموا بذلك؟