أكدت رائدات أعمال بحرينيات الدور الكبير الذي ينهض به "صندوق العمل" تمكين في دعم المرأة البحرينية وتعزيز حضورها في الشأن الاقتصادي ومختلف مجالات التنمية الوطنية، بما يواكب الجهود الوطنية التي يقودها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى على صعيد تعزيز حضور المرأة البحرينية في مختلف المجالات، ومن بينها مجال "التعليم العالي وعلوم المستقبل" الذي يحتفي به المجلس الأعلى للمرأة هذا العام.

وقال الرئيس التنفيذي لصندوق العمل "تمكين" د. إبراهيم جناحي أنّ الدعم المستمر للمرأة البحرينية يأتي انطلاقاً من إيمان تمكين بقدرة المرأة البحرينية على التميّز والنجاح في مختلف المجالات، وأضاف: "في ظل التنامي المتسارع للقطاعات الاقتصادية المختلفة، وبروز مجالات جديدة في السوق، أثبتت المرأة البحرينية قدرتها على المنافسة عبر تقديم الأعمال المبتكرة والتي تقوم بتوظيف الفرص والتحديات المتغيرة في سبيل تطوير أعمالها وتحقيق النمو والاستدامة."

حضور أكبر للمرأة في الاقتصاد الرقمي

من جانبها، أكدت العضو المؤسس لشركة "كليفر بلاي" الشيخة لطيفة بنت محمد آل خليفة أهمية الدعم الذي تحظى به رائدة العمل البحرينية الراغبة بإطلاق مشروعها الخاص أو التوسع في مشروعها القائم، خاصة المشاريع التي تعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات ودعم الجهود الوطنية للتحول السريع والواثق نحو اقتصاد المعرفة أو الاقتصاد الرقمي، وهو ما تعمل عليه تمكين في إطار رؤية مملكة البحرين 2030.

وخصت الشيخة لطيفة بالذكر أهمية المسابقات التي تطلقها تمكين في اكتشاف وتحفيز الإبداع والابتكار لدى المشاريع البحرينية، مثل جائزة البحرين لريادة الأعمال ومسابقة رواد في القصر ومسابقة مشروعي وأصيل في المدرسة وغيرها، وقالت إن المعايير التي تتضمنها هذه المسابقات تساعد على تطوير المشاريع المشاركة وبناء نموذج عمل يتبنى تقديم خدمات ومنتجات مبتكرة، ولفتت الشيخة لطيفة في هذا السياق إلى الحضور الكبير لرائدات وسيدات الأعمال في هذه المسابقات.

ولفتت إلى أن مشروعها "كليفر بلاي" يستلهم التوجهات الوطنية للمجلس الأعلى للمرأة وتمكين في دعم التوجه الرقمي وتعزيز حضور الأجيال الناشئة في علوم المستقبل، خاصة شريحة الفتيات، وأوضحت أن "كليفر بلاي" هي شركة بحرينية تعليمية ناشئة ذات قيادة نسائية تتطلع لإعادة إنتاج التعليم للأجيال القادمة عبر توفير الدعم والإلهام للأطفال والشباب إلى جانب تطوير مهاراتهم التقنية التي سيحتاجونها للحصول على فرص تلائم متطلبات المستقبل، ويتبنى المشروع نموذج عمل يحقق أثراً اجتماعياً واستدامة مالية، وبالتالي فإن تحقيق المشروع للربح هو بمثابة ربح للمجتمع أيضاً.

وحول مشاركة "كليفر بلاي" في جائزة البحرين لريادة الأعمال حالياً، قالت الشيخة لطيفة إن هذه المشاركة "ستمكننا الوصول إلى شريحة أوسع من الأطفال والناشئة الذين سيستفيدون من تقوية مهاراتهم التقنية عبر نموذجنا التعليمي المتقدم".

وأشارت إلى أن شركتها تقيم حالياً "مخيم التكنولوجيا للفتيات" بتنظيم من المجلس الأعلى للمرأة ودعم من شركة "زين البحرين"، ويهدف إلى تدريب ألف فتاة بحرينية على استخدام المهارات التكنولوجية.

حضور عالمي

من جانبها، قالت شهد الزاكي إن مسيرتها العملية اعتمدت أساساً على دعم تمكين والمجلس الأعلى للمرأة، حيث جرى احتضان مشروعها في مركز "ريادات" لمدة 3 سنوات، وهو مشروع مشترك بين المجلس الأعلى للمرأة وتمكين وبنك البحرين للتنمية يهدف لتنمية قدرات المرأة البحرينية. وأضافت شهد أنها أسست وتدير شركة تنظيم فعاليات وتسويق إلكتروني توظف 5 بحرينيين، وتستفيد من دعم تمكين لجزء من رواتبهم الشهرية، إضافة إلى أن تنظيم بعض الفعاليات الخاصة بتمكين من بينها مشروع "أصيل في المدرسة"، وتابعت أنها حصلت على شهادتين احترافيتين في مجال ريادة الأعمال بدعم من تمكين.

شهد، صاحبة مشروع "مافي في آر استوديو" الفائز بالمرتبة الأولى في مسابقة "رواد في القصر" على مستوى الخليج العربي، أكدت أهمية دعم تمكين في نجاح أعمال المرأة البحرينية ليس على الصعيد المحلي فقط، وإنما على الصعيد الخليجي والعالمي.

وتؤكد أن هذا الدعم المتكامل الذي تحظى به رائدات وسيدات الأعمال من تمكين، والمجلس الأعلى للمرأة، إنما يؤكد وجود منظومة متكاملة لدعم المرأة في مملكة البحرين، وتبشر بمستقبل أكثر إشراقاً للمرأة ولمملكة البحرين ككل.

استشراف علوم المستقبل

زين الزياني، رائدة أعمال وصاحبة مشروع " Grow Learning Space"، تؤكد بدورها أن الدعم الخاص الذي توفره تمكين للمرأة البحرينية، رائدة وسيدة أعمال، أسهم في تشجيع المزيد من الفتيات البحرينيات على التحول نحو العمل الحر والابتكار وريادة الأعمال، وإطلاق مشاريع توفر فرص العمل بدل البحث عن وظيفة.

وتشير الزياني إلى أهمية برنامج دعم المؤسسات لدى تمكين في مساعدة المشاريع الناشئة على الانطلاق والنمو، وتقول "لا شك أن الحصول على دعم معدات، ودعم تقنية معلومات واتصالات، وحوسبة سحابية، ومالية، وتسويق، وغيرها، من شأنها توفير كل أو معظم ما يحتاجه المشروع للانطلاق وتجاوز التحديات التي تواجهه خلال السنوات الأولى".

وأوضحت أهمية توفر عنصر الابتكار في المشروع، والبعد عن التقليد و"النسخ واللصق"، وتعتبر أن "العنصر الأساسي في نجاح المشروع ليس دعم تمكين أو أية جهة أخرى بقدر ما يعتمد ذلك النجاح على صاحب المشروع نفسه، وقدرته على تجاوز التحديات وتوفير خدمات ومنتجات يطلبها السوق بالفعل، وضمان استدامة العمل وتنميته".

وتوضح أنها أطلقت هذا المشروع بعد أن اكتسبت قدراً كبيراً من الخبرة من خلال مسيرتها المهنية التي امتدت 18 عاماً، مفهوم توفير مساحة للتعليم، برامج تعليمية عالية الجودة، وتقديم المفاهيم والتقنيات ذات الصلة، واستخدام أفضل الأدوات والأدوات التعليمية، وإشراك عقول الشباب المشرقة في المجتمع، وإلهام ورعاية المشاعر لخلق متعلمين ناجحين مدى الحياة.

وأكدت أهمية التوجه نحو علوم المستقبل، وتعزيز فرص المرأة في هذا المجال، لافتة إلى أن مركز Grow يطرح أمام الناشئة، فتيات وفيتان، مواضيع شيقة حول الترميز والروبوتات والفنون وغيرها من المجالات التي تحمل أفق النمو المستقبلي".

حصة المرأة من الشهادات الاحترافية وصلت لـ 46%

إلى ذلك تتحدث أفنان عبد العزيز، والتي تحمل شهادة البكالوريوس من جامعة بوليتكنك البحرين في التسويق، أهمية دعم تمكين للشهادات الاحترافية في تعزيز مسيرة التعليم والتدريب في مملكة البحرين، وتقول إنها تمكنت بدعم من تمكين من متابعة مسيرتها الأكاديمية عبر الحصول على شهادة احترافية في التسويق والمبيعات، أعقبها دبلوما عليا في ذات المجال، وهي تعمل الآن مدرباً معتمداً في مجال التسويق والمبيعات والشهادات الاحترافية.

وأضافت أفنان أن هذه الشهادات ساهمت في توفير قاعدة صلبة من المعرفة ساهمت بإثراء رصيد خبرتي وفتحت آفاقاً واسعة من التطوّر ومكّنتني من إيجاد فرصة عمل نوعية، والارتقاء بوضعي المهني والوظيفي، إضافة إلى نقل المعارف والمهارات في التسويق والترويج ونشر المحتوى التسويقي الفعّال إلى المتدربين.

ولفتت إلى أن وصول حصة المرأة من الشهادات الاحترافية لـ 46% يؤكد الحرص الكبير لدى المرأة البحرينية على مواصلة مسيرتها التعليمية، والانفتاح على مختلف علوم العصر التي توفرها هذه الشهادات، خاصة وأن الشهادات الاحترافية تتناول جوانب مهمة من العلوم والمهارات الحالية والمستقبلية، وتوفر ما يمكن تسميته بالتعليم والتدريب مدى الحياة على تلك العلوم والمهارات.

تمويل ميسر

أما إيمان خليل، التي تعمل منذ نحو عشر سنوات في صنع الحلويات والكيك فقد تمكنت بعد حصولها على قرض من تمكين من خلال "محفظة ريادات" بمبلغ ثمانية آلاف دينار من تحقيق حلمها في افتتاح مخبز حلويات، وتوضح أنها إضافة إلى الدعم الذي حصلت عليه من برنامج دعم المؤسسات لشراء المعدات للمحل، انتقلت من العمل المنزلي إلى سيدة أعمال تملك مؤسسة تجارية قائمة، وهي تعمل حالياً على التوسع في دول الخليج العربي عن طريق منتج اشتهرت به وهو " Cake pop".

وأكدت إيمان أهمية البرامج المشتركة بين تمكين والمجلس الأعلى للمرأة مثل "محفظة ريادات" في دعم رائدات وسيدات الأعمال البحرينيات، بل وتشجيع الفتيات على تأسيس مشاريعهن التجارية الخاصة.

توظف إيمان اليوم عدداً من الموظفين معظمهم بحرينيون، وتشير إلى أن لديها خططأً للتوسع وزيادة نسبة البحرنة اعتماداً على الدعم المقدم من برامج تمكين الأخرى، مؤكدة أن تمكين شريك أساس في نجاح مؤسسات الأعمال البحرينية ومساعدتها على تعزيز الأداء والتنافسية والربحية والنمو.