أعربت جمعية سماهيج الخيرية عن سعادتها وسعادة أهالي القرية والمنطقة بـ"الاكتشافات التاريخية الفريدة من نوعها في البحرين" في قرية سماهيج.
وقالت الجمعية، في بيان الإثنين، إنها تابعت مجريات وأحداث المرحلة الثانية من مشروع التنقيب للتلة الأثرية بمقبرة سماهيج التاريخية والمعروفة بـ"مسجد الشيخ مالك الأثري" بعد تدشين العمل 5 نوفمبر 2019 بقيادة الفريق المشترك "البريطاني- البحريني" برئاسة البروفيسور تيموثي إينسول أستاذ كرسي القاسمي للآثار الإفريقية والإسلامية لمعهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أكستر، ود.راتشيل ماكلين من جامعة إكستر ود.سلمان المحاري من هيئة البحرين للثقافة والآثار، ورصدت، بحضورها المؤتمر الصحفي الذي أقيم في مقبرة سماهيج صباح الخميس 28 نوفمبر من قبل هيئة الثقافة، جميع نتائج الاكتشافات الأثرية والتاريخية الأخيرة في الموقع ذاته.
وقالت الجمعية "مع انتهاء المشروع الثاني للتنقيب في التلة الأثرية وما أعلن عنه من نتائج "أركيلوجية وتاريخية" تعبر الجمعية عن سعادتها وسعادة أهالي القرية والمنطقة بالابتهاج بهذه الاكتشافات التاريخية الفريدة من نوعها في البحرين وهو إنجاز محلي ووطني سابق، لعلمها الواضح والمسبق أن هناك أبحاث ودراسات شرقية وغربية ومحلية قدمت ونشرت عن المسيحية النسطورية في جزر البحرين لكن تنقصها الأدلة المادية الملموسة لوجودها وهو ما قد يدعم ويساعد الباحثين والمؤرخين في إثراء البحث العلمي والتاريخي عن وجود النسطورية في أسقفية سماهيج "مسماهيج" بشكل خاص والمسيحية في إقليم البحرين القديم بشكل عام من خلال كتابة البحوث".
وتقدمت الجمعية بالشكر لجميع من ساهم وشارك في إبراز هذا المشروع ونتائجه من فريق عمل التنقيب وهيئة البحرين للثقافة والآثار لقيامها بمتابعة وتكفل المشروع، وقسم البحوث والشؤون الدينية "وحدةالتاريخ والتراث" بإدارة الأوقاف الجعفرية لمتابعتها وتنسيقها التام مع مسؤولي الهيئة، والباحثين والمهتمين بالتراث والتاريخ لتواصلهم الدائم مع فريق العمل وكل من ساهم في إنجاح المشروع من تجمعات الأهالي وأصحاب مواقع التواصل الاجتماعي والمتابعين والمراقبين.
وثمنت الجمعية "الدور الفني والإداري لفريق العمل لمحافظتهم على مسجدية موقع "مسجد الشيخ مالك الأثري" بالحفاظ على أساساته وجدرانه، وصون القبور الإسلامية التي بداخله ومن حوله بعدم فتحها والتعرض لها بالتنقيب، وهو ما ينم عن وعي علمي وذائقة حضارية واحترام ديني وإنساني للمقدسات الإسلامية لعناصر هذا الفريق المشترك البريطاني- البحريني".
كما ثمنت "المساعي الكبيرة لفريق عمل التنقيب وجهوده الجبارة في هذه الاكتشافات الأثرية والتاريخية النوعية التي تعد مكسباً آثارياً وتاريخياً واجتماعياً ووطنياً للبحرين والمنطقة"، داعية أهالي القرية والمنطقة ورواد المقبرة والزوار إلى ضرورة الحفاظ على الموقع من التخريب والعبثوالمحافظة والعناية به كونه مكسباً تاريخياً وآثارياً يجب الاعتناء والمحافظة عليه، وعدم الدخول إليه من خلال السياج المحاط به".
وأوضحت الجمعية أن "اهتمامها ومتابعتها الحثيثة المتواصلة والمستمرة بخصوص "التلة الأثرية" الواقعة في أعلى مرتفع بمقبرة سماهيج التاريخية تأتي ضمن اهتماماتها والتكليف الديني والمؤسسي للأمور المسجدية في دعم وصيانة وترميم المعالم الدينية والملكوتية للقرية "المساجد والمقابر والمآتم"، وحرصها الشديد على استمرار وسيرورة العمل في ما ابتدأت به خلال الأعوام السابقة والذي أثمر العمل بانطلاقته في 2016 بعد تشكيل فريق عمل تطوعي من شباب القرية للعمل تحت إدارة مشرف الموقع المنقب والأثري علي العشيري من خلال دفعها ودعمها لمشروع التنقيب التي تبنته مع إدارة الأوقاف الجعفرية في نوفمبر 2015 بعد لقاءات مسبقة واتصالات ومراسلات ومخاطبات مع الجهة المعنية "وحدة التاريخ والتراث" بالإدارة، والتواصل المباشر والمتابعة مع قسم الصيانة بهيئة البحرين للثقافة والآثار، وامتد ذلك إلى المخاطبة بالترميم والصيانة للموقع الإسلامي بعد مشروع المرحلة الأولى للتنقيب الذي انتهى في 17 ابريل 2016 لدواعي الازدياد المضطرد لحرارة الشمس ودخول فصل الصيف".
وأضافت "حرصاً من الجمعية على إعادة مشروع التنقيب مرة أخرى بالتلة الأثرية لم تركن الجمعية بالجلوس والتفرج بعد إنتهاء مشروع التنقيب المرحلة الأولى بل بادرت باتصالات وزيارات مكوكية لإدارة الأقاف الجعفرية والتواصل المباشر مع الجهة المعنية بالتنقيب في هيئة البحرين للثقافة والآثار، وأثمر ذلك التواصل عن مخاطبة الشيخ محسن بن عبدالحسين آل عصفور الرئيس السابق لمجلس إدارة الأوقاف الجعفرية لمدير إدارة المتاحف الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة بتاريخ 9 يناير 2019 بمعاودةالتنقيب والترميم لمسجد الشيخ مالك الأثري، وفي ضوئها تم العمل على ترتيب وتنظيم زيارة للفريق المشترك "البريطاني – البحريني" لموقع التلة الأثري صباح الأحد 3 نوفمبر واعتماده من ضمن القائمة المدرجة لموسم التنقيب (2019 – 2020) ومباشرة عمليات التنقيب الثاني صباح الثلاثاء 5 نوفمبر إلى حين الانتهاء منها الإثنين 25 نوفمبر (..) وهو ما يوضح الدور والحضور الذي لعبته الجمعية في دفع ودعم المشروع بشكل عام".
وقالت الجمعية إن "الجمعية وأهالي القرية والمناطق المجاورة وجميع المهتمين من باحثين ومؤرخين بانتظار الموسم القادم لبدء عمليات المرحلة الثالثة للتنقيب، أملاً في اكتشفافات أثرية وتايخية أخرى تصب في رصيد التاريخ والتراث الوطني للبحرين، وتسهم في البحث العلمي والتاريخي الذي يجعل البحرين في مصاف البلدان المتقدمة".