الإسلام لا يعرف لصراع الحضارات طريقاً ولا للإرهاب مسلكاً ولا للعنف موئلاًالحرص على وسطية الفكر والعبادة وزجر الغلو والتطرف والتشددأكد وكيل الشؤون الإسلامية د.فريد المفتاح، أن البحرين تنعم بإسلام وعروبة تزيد أبناءها شرفاً وانتماء، لافتاً إلى أن الإسلام لا يعرف لصراع الحضارات طريقاً ولا للإرهاب مسلكاً ولا للعنف موئلاً.وذكر المفتاح في احتفال نظمته وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف الليلة قبل الماضية بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، أن الإسلام حرص على وسطية الفكر والعبادة وزجر الغلو والتطرف والتشدد.وقال المفتاح «نعيش هذه الأيام نفحات شهر ربيع الأول الذي كان ظرفاً وتحولاً محورياً لأعظم حدث في تاريخ البشرية، ألا وهو مولد خير البرية ورسول البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ليكون مولده تاريخاً فارقاً في حياة الإنسانية، تاريخ أسس بنيانه على مبادئ الأخلاق والتسامح، والتعايش السلمي وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي، تاريخ لا يعرف لصراع الحضارات طريقاً، ولا للإرهاب مسلكاً، ولا للعنف موئلاً، بل ينادي بالتعامل على أساس التراحم والتسامح والتعارف والإخاء والإنساني والانفتاح الحضاري والتعاون العولمي والتلاقح الثقافي».وأضاف أن دعوة الإسلام للتعارف الإنساني، وحرص تشريعاته على إقامة مبادئ العلاقات الإنسانية السوية الإيجابية بين الشعوب والأمم والحضارات، تنطلق من وسطية نهج الشريعة الإسلامية التي جاءت باليسر والتيسير والتخفيف ورفع الحرج وتحليها بالمرونة في مقاصدها وغاياتها وأحكامها، والحفاظ على الضرورات الخمس في الحياة الإنسانية ممثلة في الدين والنفس والعقل والنسل والمال.وأكد أن الإسلام حرص على وسطية الفكر والعبادة والمواقف والعمل، وزجر وغلظ النهي عن الغلو والتطرف والتشدد، ونبذ العنف والإرهاب، ورفع من شأن العلم والعلماء، وأعلى من قيم التسامح والرحمة والألفة والانفتاح والتعايش.ولفت إلى أن «ما أنعم الله به علينا في البحرين من إسلام وعروبة يجتمع عليهما أبناء الشعب، تزيد أبناء الوطن فخراً وشرفاً وانتماءً ووعياً، وتضعنا جميعاً أمام اختبار الوطنية الخالصة للوطن وقيادته وولاة أمره، في ظل نجاح مسيرة إصلاحية حكيمة وديمقراطية مستمرة راقية تزداد رسوخاً ونضوجاً يوماً بعد يوم، عبر قنواتها القانونية وسلطاتها الدستورية لتحقيق الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والتقدم للبحرين».ونبه المفتاح إلى أن طريق التنمية والإصلاح يحتاج إلى سواعد مخلصة من أبناء الوطن، ممن يحرصون على تحقيق أمنه والمشاركة الإيجابية الفاعلة في رقيه وتقدمه وتحضره، وأن يكونوا جميعاً يداً واحدة في وجه كل متربص عابث بأمن الوطن والمواطن.وقال إن ثقة القيادة بقدرة كل بحريني وبحرينية على الإسهام بفاعلية وإيجابية في مسيرة التقدم والنماء، تزيد الجميع حرصاً على العمل والإنتاج والتميز والإبداع في العطاء من أجل مستقبل أفضل للأجيال والوطن. من جانبه، أشار الشيخ محمد بن عبدالوهاب المحمود، إلى أهمية دراسة السيرة النبوية من أجل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال «كل واحد منا، جماعات وأفراد، حكومات ومحكومين، نسأل أنفسنا هل نحن نقترب من منهج رسول الله أم نبتعد؟ هل نقتفي أثره في أخلاقنا وأعمالنا وسلوكنا؟».ولفت إلى أن أحداً من العلماء تتبع ما ذكر عن سيدنا رسول الله في القرآن من خطاب متلاق وأخبار وضمائر فوجدها في أكثر من ألفي موضع، فالوفرة تعطي السهولة في النهل من هذه السيرة العطرة، مستدركاً «لكن تبقى الصعوبة في أن تتكلم عن أفضل الخلق وأشرفهم وإمام الأنبياء والمرسلين».وأضاف المحمود «إذا كان المولى سبحانه وتعالى سلم على سيدنا يحيى فقال سبحانه في سورة مريم (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً)، وسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام سلم على نفسه فقال (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً)، أما سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد صلى الله تعالى عليه والملائكة فقال تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)».وأردف «فصلى الله وسلم عليك يا حبيبي يوم أن اختارك الله نبياً وآدم بين الماء والطين، وصلى الله وسلم عليك وأنت تتقلب في الساجدين، وصلى الله وسلم عليك يوم أن ولدت يتيماً، وصلى الله وسلم عليك وأنت زينة الشباب جميل الصبا تسمى بالصادق الأمين، وصلى الله وسلم عليك يوم أن نزل عليك الوحي الأمين وكنت من المرسلين، وصلى الله وسلم عليك وأنت تدعو إلى ربك ليلاً ونهاراً سراً وجهاراً، وصلى الله وسلم عليك فكم وكم عانيت في دعوتك من الأذى والظلم، وصلى الله وسلم عليك وأنت تبني دولة الإسلام على خير رضوان، وصلى الله وسلم عليك وأنت رحمة الله للعالمين، تنشر الخير والسلام، وصلى الله وسلم عليك زاهداً خاشعاً عابداً تقياً نقياً حليماً معلماً ميسراً سخياً كريماً، وصلى الله وسلم عليك بشيراً للعالمين ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وصلى الله وسلم عليك يوم أن بلغت الرسالة وأديت الأمانة». بدوره قال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ محمد عبدالمهدي «إننا اليوم نستحضر معاني سامية عبقت بها حياة النبي صلى الله عليه وآله، ومازالت عبقاتها تنثر الخير والصلاح والحب والمودة والتسامح والفضيلة بين طلاب الحق الباحثين عن الهدى مستظلين بظلال القرآن وهدي سيد الأنام، فرسالته ليست حكراً على فئة معينة بل هي للعالمين، فهو المبشر والمنذر كما وصفه الله تعالى فقال (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً)».وأضاف أن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله المصطفى وهو خاتم أنبيائه ورسله إلى الناس جميعاً ليحيى من حي عن بينه ويقطع عذر المسوفين والمتعلقين بالأهواء، فرسالته العالمية الخاتمة دليل على صلاحيتها لكل زمان ومكان لمن وعاها وأخذ بها واستن بسننها وتمسك بتعاليمها في خضم هذه الحياة المتكالبة بأهلها.وأشار إلى أن «تمام انقياد المسلم في دنياه وآخرته يتحقق بطاعة الله وطاعة رسوله، ولا تتحقق الطاعة إلا بتمام الأخذ عنه والتسليم لأمره صلى الله عليه وآله، ومن تمام التسليم الرضى والتعبير عن الحب الصادق والانقياد الكامل والتعلق التام به وأن يعيش بين جوانحنا ويملأ حياتنا وشعورنا ومشاعرنا وأن نستلهمه في كل لحظات حياتنا بل إن يجري فينا مجرى الدم في عروقنا».