انطلقت الأحد أعمال الطاولة المستديرة الدولية للأعمال والحرية الدينية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا "المينا"، بتنظيم من مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وهذه هي البحرين بالتعاون مع مؤسسة الأعمال والحرية الدينية في واشنطن، بمشاركة أكثر من 60 شخصية من صناع القرار في قطاعات الاستثمار والاقتصاد وريادة الأعمال، الى جانب رجال دين وممثلي مؤسسات دينية مرموقة على مستوى المنطقة والعالم.
وتركزت أهداف تنظيم الطاولة المستديرة ونقاشاتها على تقريب وجهات النظر والتأكيد على أن الازدهار الاقتصادي والتعايش السلمي وجهان لعملة واحدة، حيث أكد المشاركون على ان قبول الآخر وخلق بيئة آمنة للاستثمار وتنوع العمالة من مختلف الأعراق والمذاهب واحترام شعائرهم الدينية وخصوصياتهم، سيساهم بصورة كبيرة في تهيئة أجواء رحبة من الإنتاجية الخلاقة وتوافر بيئة صديقة للاستثمارات، مما سيؤدي بالمحصلة النهائية إلى ازدهار اقتصادي وتنمية مستدامة.
واكد المشاركون في نقاشات الطاولة المستديرة على جوهرية الالتزام بمبادئ إعلان مملكة البحرين كوثيقة عالمية تمهد الطريق لتبني رؤى مستنيرة لقائد حكيم بشجب ورفض أي تطرف ديني أو عنف يستهدف بني البشر مع ضرورة دعم وترويج تعهد الجميع بالتنوع الديني والإدماج، واعتماد هياكل تنظيمية في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة تقبل الجميع على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم.
وتخلل أعمال الطاولة المستديرة جلسات مغلقة للكشف عن مختلف الآراء ووجهات النظر بين المشاركين بكل شفافية وصدر رحب، بغية الوصول الى الصورة الحقيقية لواقع المجتمعات على مستوى المنطقة، وإيجاد حلول جذرية لكافة المشاكل والعراقيل التي تقف عائقاً امام خلق بيئة اعمال مرنة يسود فيها التعايش السلمي والتسامح بين جميع الأديان والحضارات.
وأجمع الحضور على أن وجود مؤسسات ديمقراطية تحترم القوانين وتخضع لتشريعات عادلة لا تميز بين أي أحد على أساس العرق أو اللون أو الدين أو المذهب، سيكون له أكبر الأثر في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي وتقبل الآخر وسط أجواء متحابة ملؤها الود والألفة.
وتطرق المشاركون خلال المناقشات الى بحث أفضل الممارسات والطرق الكفيلة بنشر ثقافة الحرية الدينية وقيم الفهم المشترك والسلام والتعايش السلمي مشددين على وجود علاقة طردية وثيقة بين الحرية الدينية والتنمية الاقتصادية، فكلما ازدادت معدلات التسامح والتعايش السلمي بين معتنقي مختلف الأديان والمذاهب، ازدادت معدلات النمو الاقتصادي وازدهرت بيئة الاستثمار والأعمال.
يذكر ان الطاولة المستديرة تشكل باكورة التعاون المثمر بين مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ومؤسسة الأعمال والحرية الدينية في واشنطن، بهدف تعزيز مفاهيم الحرية الدينية في بيئة الأعمال، وتقوية الربط ما بين الحرية الدينية والتنمية الاقتصادية.
ويساهم التعاون بين المركز والمؤسسة في بلورة عدة صيغ عمل مشتركة، حيث ستوفر المؤسسة الدعم الفني وغيرها من أوجه المساندة للمركز في سبيل إنشاء الموائد المستديرة الدولية للأعمال والحريات الدينية على المستويين المحلي والإقليمي، بمشاركة رؤساء تنفيذيين وغيرهم من ممثلي مؤسسات الأعمال الرائدة محليا وإقليميا.