مازال حديثنا حول الذكريات في الدماغ البشري، والإشارات الخاطفة التي تناولها فيلم الإثارة والخيال العلمي البريطاني «Anon»، لعدد من الموضوعات والجدليات بشأن الذاكرة والذكريات، ولكننا من خلال تعاطينا مع مفهوم عين العقل الذي توسعنا في تعريفه والحديث عنه في مقال سابق، فإن القشرة المخية هي المتحكم الفعلي بتلك الذكريات وبما يحيط بها من إدراك يجعلنا كبشر متفردين عن سائر الكائنات الأخرى، غير أننا أشرنا سابقاً إلى أن أي خلل يحدث في القشرة المخية تلك قد يفضي إلى أن «يرى المرء شيئاً ما غير متوافق مع الحقيقة أو يشعر به أو يسمعه أو يتعرض له».
هذا ما قدمه الفيلم بالتفصيل من خلال التلاعب بذاكرة أحدهم على نحو يرى فيه الطريق خالياً من السيارات والمارة فيقود سيارته آمناً، فإذا به يكتشف أنه تسبب بحادث مريع نتيجة دخوله على مسار تزدحم فيه السيارات من حيث لا يراها، فيكون هناك بون شاسع بين ما يراه بعينيه أو يصور له أنه يراه وبين ما هو حقيقي على أرض الواقع، ويدعى هذا اختطاف عين العقل والتلاعب بنطاق رؤية البصر، وإحداث بعض التعديلات أو التغييرات على المشهد الواقعي.
لا أدري إن كان يمكن أن يحدث ذلك على سبيل الخلل البيولوجي الطبيعي، ولكنني أتحدث عما عرضه الفيلم من خلال اختراق عين العقل وبالتالي تسييرها كما يريد المخترق، وعرض الصور التي يريدها المخترق على صاحب عين العقل المخترقة. قد يبدو الأمر الذي أتحدث فيه معقداً، بل إن أحدهم شاطرني مشاهدة الفيلم واختصر الأمر بأن ما يجري ليس علماً وإنما سحراً، ذلك قول مازح بالتأكيد، ولكنه لا يخلُ من حالة ذهول حقيقية إزاء الأفكار المعروضة والتي لم تخطر لنا على بال قبل مشاهدة هذا الفيلم.
* اختلاج النبض:
الأمر الذي يثير الخوف إزاء تلك الاختراقات التي تمس عين العقل والإدراك في عقولنا البشرية، هو إمكانية السيطرة عبر تلك التقنية على العقول على نحو حقيقي، بعيداً كل البعد عن المجاز أو عمليات غسيل الأدمغة بحشوها بمعلومات أو بفكر ما، وإنما بطريقة مباشرة نحو صياغة سيناريوهات افتراضية وعرضها على العقل البشري المخترق كما لو أنها حقيقية، فتصور له أحداثاً ومواقف مزورة، وتوجد لها أفراداً وأشياء في أمكنة لم يكن لهم وجود فيها في حقيقة الأمر، الأمر الذي قد يفضي إلى امتلاك الشعوب إن أسيء استخدام تلك التقنية من قبل الحكومات مثلاً، أو قد يتسبب في الكثير من المشكلات الاجتماعية من خلال تدليس الحقائق والتي قد تكون الوجه الحديث للنميمة، يمكن تسميتها تقنية النميمة الحديثة وإدارة الإدراك البشري.
هذا ما قدمه الفيلم بالتفصيل من خلال التلاعب بذاكرة أحدهم على نحو يرى فيه الطريق خالياً من السيارات والمارة فيقود سيارته آمناً، فإذا به يكتشف أنه تسبب بحادث مريع نتيجة دخوله على مسار تزدحم فيه السيارات من حيث لا يراها، فيكون هناك بون شاسع بين ما يراه بعينيه أو يصور له أنه يراه وبين ما هو حقيقي على أرض الواقع، ويدعى هذا اختطاف عين العقل والتلاعب بنطاق رؤية البصر، وإحداث بعض التعديلات أو التغييرات على المشهد الواقعي.
لا أدري إن كان يمكن أن يحدث ذلك على سبيل الخلل البيولوجي الطبيعي، ولكنني أتحدث عما عرضه الفيلم من خلال اختراق عين العقل وبالتالي تسييرها كما يريد المخترق، وعرض الصور التي يريدها المخترق على صاحب عين العقل المخترقة. قد يبدو الأمر الذي أتحدث فيه معقداً، بل إن أحدهم شاطرني مشاهدة الفيلم واختصر الأمر بأن ما يجري ليس علماً وإنما سحراً، ذلك قول مازح بالتأكيد، ولكنه لا يخلُ من حالة ذهول حقيقية إزاء الأفكار المعروضة والتي لم تخطر لنا على بال قبل مشاهدة هذا الفيلم.
* اختلاج النبض:
الأمر الذي يثير الخوف إزاء تلك الاختراقات التي تمس عين العقل والإدراك في عقولنا البشرية، هو إمكانية السيطرة عبر تلك التقنية على العقول على نحو حقيقي، بعيداً كل البعد عن المجاز أو عمليات غسيل الأدمغة بحشوها بمعلومات أو بفكر ما، وإنما بطريقة مباشرة نحو صياغة سيناريوهات افتراضية وعرضها على العقل البشري المخترق كما لو أنها حقيقية، فتصور له أحداثاً ومواقف مزورة، وتوجد لها أفراداً وأشياء في أمكنة لم يكن لهم وجود فيها في حقيقة الأمر، الأمر الذي قد يفضي إلى امتلاك الشعوب إن أسيء استخدام تلك التقنية من قبل الحكومات مثلاً، أو قد يتسبب في الكثير من المشكلات الاجتماعية من خلال تدليس الحقائق والتي قد تكون الوجه الحديث للنميمة، يمكن تسميتها تقنية النميمة الحديثة وإدارة الإدراك البشري.