اندلعت اشتباكات عنيفة في الشوارع اليوم الاثنين في بنغلادش حيث قتل اثنان من انصار المعارضة في الذكرى الاولى للانتخابات المثيرة للجدل بينما تطوق الشرطة زعيمة المعارضة خالدة ضياء في مكتبها. وقالت الشرطة ان مؤيدي حزب بنغلاديش الوطني قتلا في صدامات في مدينة ناتور شمال البلاد بعد دعوة اطلقتها المعارضة الى التظاهر اليوم بمناسبة ما ويصفه الحزب ب"يوم اغتيال الديموقراطية".ورغم احتجازها في مكتبها، دعت خالدة ضياء التي شغلت منصب رئيس الحكومة مرتين انصارها الى النزول للشوارع بالآلاف في اطار حملة تهدف الى اجبار رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد على تنظيم انتخابات جديدة.وذكرت محطات التلفزيون المحلية ان اعمال عنف اندلعت في العاصمة دكا واماكن اخرى في البلاد حيث يتواجه رجال الشرطة وانصار الحزب الحاكم رابطة عوامي مع مئات من مؤيدي الحزب الوطني.وفي خطاب الى الامة اتهمت رئيسة الوزراء الاثنين المعارضة بالسعي الى تعميم "الفوضى وزعزعة الاستقرار".وقالت حسينة واجد "احض مسؤولة الحزب الوطني على وقف الهجمات بالقنابل واعمال التخريب والقتل والنهب".واضافت ان "الطريق الذي تتبعونه لن يجلب شيئا للشعب. بل على العكس ستفقدون ثقة الشعب".في المقابل وامام بعض الصحافيين الذين تمكنوا من دخول المبنى من خلال تسلق اسواره احتجت زعيمة المعارضة بعنف على محاصرة مكتبها.وقالت "يطلقون علينا غاز الفلفل. هذا شيء غير عادي فهل نحن في حرب؟" داعية الى استمرار التظاهرات.وعززت قوات الامن حصار مكاتب خالدة ضياء اليوم واوقفت احدى عشرة شاحنة ممتلئة بالرمل والآجر في الخارج لمنعها من الخروج للانضمام الى انصارها.واكد المتحدث باسمها ان عشرات المعارضين تعرضوا للرش بغاز الفلفل اثناء محاولتهم اقتحام حصار قوات الشرطة لتمكين خالدة ضياء من الانضمام الى تظاهرة.وحسينة واجد التي تتولى السلطة منذ 2009، اعيد انتخابها في الخامس من كانون الثاني/يناير 2014 في اقتراع قاطعه نحو عشرين حزبا معارضا آخر. وشهدت الانتخابات هجمات على مراكز اقتراع وصدامات اودت بحياة 25 شخصا.ومنذ ذلك الحين اعتقل عدد من كبار قادة الحزب الوطني واتهموا بالارتباط باعمال العنف التي شهدتها الانتخابات مما اضعف جهوده للدعوة الى تنظيم انتخابات جديدة.وتصاعد التوتر منذ الاول من كانون الثاني/يناير عندما طالبت خالدة ضياء باجراء انتخابات جديدة تحت حكم حكومة حيادية، وهددت بشل البلاد.وطوقت الشرطة الاثنين مقار الحزب في وسط دكا وقطعت الطرق المؤدية اليها.وقال مسؤولون في الحزب المعارض ان حوالى 500 من مؤيديه اعتقلوا بما في ذلك اثنين من كبار قادته.واندلعت صدامات امام مكتب خالدة ضياء الاحد عندما منع الرئيس الاسبق بدر الدجى شودوري من الاجتماع بها. وقال "انها اهانة للديموقراطية".وتمكن محامي خالدة ضياء خندقار محبوب حسين من الاجتماع بها الاحد. وقال للصحافيين بعد اللقاء انها تطلب من الناس "مواصلة الاحتجاجات حتى اسقاط الحكومة".وكانت رحلات الحافلات والعبارات الى العاصمة علقت امس الاحد مما يجعل دكا مقطوعة عمليا عن بقية البلاد، كما عبر مسيرو هذه الرحلات عن مخاوف من مسيرة يمكن ان يقوم بها عشرات الآلاف من انصار المعارضة الى العاصمة.وسمح قرار ضياء عدم المشاركة في الانتخابات التي اعتبرتها "مهزلة" بفوز منافستها رئيس الوزراء الشيخة حسينة واجد. وفرضت الاقامة الجبرية على ضياء خلال الانتخابات ثم افرج عنه بعد التصويت.واكدت خالدة ضياء وحلفاؤها ان حسينة واجد قامت بتزوير الانتخابات التي جرت العام الماضي بمساعدة اللجنة الانتخابية واجهزة الامن.وقالت الولايات المتحدة ان الانتخابات لم تعكس بصدق ارادة الشعب.ويهيمن حزب رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد رابطة عوامي وحزب بنغلادش الوطني المعارض على الساحة السياسية منذ استقلال البلاد عن باكستان في 1971.