في مرات سابقة كثيرة تناولنا الأنثروبولوجيا القضائية، كواحدة من أهم المجالات الحديثة المتعلقة بالقضاء، ذات الارتباط بالتقنيات والتكنولوجيا المتسارعة والآخذة في التطور على نحو مذهل ومخيف أحياناً، وتعرضنا من خلال الحديث عن الأنثروبولوجيا القضائية إلى الهندسة البشرية وفرص التلاعب بها على سبيل العلاج أو التحسين أو حتى الابتكار، وكيف أنها ستلقي بظلالها على هوية الأفراد وتضييع عامل مهم من عوامل الإثبات المميزة المتعلقة بهم، لاسيما وأننا أشرنا في أوقات سبقت ذلك، إلى السمات البيومترية والتي يحتمل بعضها التغيير والتعديل، كأن يتم إجراء بعض عمليات التجميل التي تحدث تغييراً في شكل الوجه أو قياساته، أو ربما مثلاً تعريض بصمات اليد للحرق بافتعال حادث ما يخفي هوية الفرد وغيرها من الحيل كثير التي تجعلنا غير قادرين على الجزم بهوية أحدهم في حال التلاعب بها بقصد التخفي أو بدون قصد.
اليوم يواجه القضاء تحديات كثيرة أخرى، تقدمها التكنولوجيا الحديثة، نحو قراءة الأفكار، وبالتالي عرض جدليات القبول بأفكار البشر غير القادرين على التعبير اللفظي أو الحركي لاعتبارات صحية أو خلقية، ليكون قارئ الأفكار الأداة الوحيدة التي يمكن من خلالها فهم ذلك الشخص أو التواصل مع أفكاره وفهمها، غير أنه ما زال يعتري تلك التقنيات الكثير من الشكوك في أنها قادرة على تقديم قراءة دقيقة للأفكار بنسبة 100%، وبما لا يدع مجالاً للشك فيها لاعتمادها قضائياً، كما أن هناك مخاوف أخرى في إمكانية التلاعب بترجمات أفكار الأفراد، حيث لا يقدر على فك شفرتها إلاَّ عدد محدود جداً من المختصين في التقنية لحداثتها ما يحول دون إدلاء تلك الفئات الاستثنائية بشهادتها أو تقدمها بشكوى للقضاء.
ما يقدمه الخيال العلمي في السنوات الأخيرة بات أكثر تعقيداً، وكنا ولطيلة أسبوع كامل قد فندنا أحد أفلام الخيال العلمي الذي تناول الذكريات البشرية وإمكانية استعراضها وتصفحها لتكون الدليل الموثق على بعض الأحداث السابقة للفرد، بما يؤكد مثلاً وجوده في موقع الجريمة من عدمه، وبما يؤكد على نحو دقيق الدور الذي اضطلع به كل فرد من المتهمين في تنفيذ هذه الجريمة. ولكن تلك التقنية أيضاً محفوفة بتحديات التزوير والتعديل واختطاف عين العقل أو إعادة توجيهها لغير الاتجاه الصحيح الذي يطبع الذكرى كما يجب أن تكون في إدراك الدماغ البشري وشريحة ذاكرته.
* اختلاج النبض:
كل السبل الجديدة التي كانت تشكل بارقة أمل أمام تطوير تقنيات القضاء بالإثبات أو النفي للهويات والأحداث، تعتريها كثير من التحديات الضخمة التي قد توقع القضاة في مأزق إدانة بريء وتبرئة متهم. ما يوجب التعاطي بحذر من قبل سلك القضاء على المستوى الدولي مع التقنيات الحديثة، وما يسترعي أيضاً الاهتمام نحو مزيد من الدراسات الاستشرافية حول مستقبل القضاء في عالم تقني متغير.
اليوم يواجه القضاء تحديات كثيرة أخرى، تقدمها التكنولوجيا الحديثة، نحو قراءة الأفكار، وبالتالي عرض جدليات القبول بأفكار البشر غير القادرين على التعبير اللفظي أو الحركي لاعتبارات صحية أو خلقية، ليكون قارئ الأفكار الأداة الوحيدة التي يمكن من خلالها فهم ذلك الشخص أو التواصل مع أفكاره وفهمها، غير أنه ما زال يعتري تلك التقنيات الكثير من الشكوك في أنها قادرة على تقديم قراءة دقيقة للأفكار بنسبة 100%، وبما لا يدع مجالاً للشك فيها لاعتمادها قضائياً، كما أن هناك مخاوف أخرى في إمكانية التلاعب بترجمات أفكار الأفراد، حيث لا يقدر على فك شفرتها إلاَّ عدد محدود جداً من المختصين في التقنية لحداثتها ما يحول دون إدلاء تلك الفئات الاستثنائية بشهادتها أو تقدمها بشكوى للقضاء.
ما يقدمه الخيال العلمي في السنوات الأخيرة بات أكثر تعقيداً، وكنا ولطيلة أسبوع كامل قد فندنا أحد أفلام الخيال العلمي الذي تناول الذكريات البشرية وإمكانية استعراضها وتصفحها لتكون الدليل الموثق على بعض الأحداث السابقة للفرد، بما يؤكد مثلاً وجوده في موقع الجريمة من عدمه، وبما يؤكد على نحو دقيق الدور الذي اضطلع به كل فرد من المتهمين في تنفيذ هذه الجريمة. ولكن تلك التقنية أيضاً محفوفة بتحديات التزوير والتعديل واختطاف عين العقل أو إعادة توجيهها لغير الاتجاه الصحيح الذي يطبع الذكرى كما يجب أن تكون في إدراك الدماغ البشري وشريحة ذاكرته.
* اختلاج النبض:
كل السبل الجديدة التي كانت تشكل بارقة أمل أمام تطوير تقنيات القضاء بالإثبات أو النفي للهويات والأحداث، تعتريها كثير من التحديات الضخمة التي قد توقع القضاة في مأزق إدانة بريء وتبرئة متهم. ما يوجب التعاطي بحذر من قبل سلك القضاء على المستوى الدولي مع التقنيات الحديثة، وما يسترعي أيضاً الاهتمام نحو مزيد من الدراسات الاستشرافية حول مستقبل القضاء في عالم تقني متغير.