تكتسي البحرين بربيع استقلالها اليانع، مزدانة بالورد ومتطيبة بشذى ديسمبر الأحمر، ديسمبر الحب والتسامح والسلام، ديسمبر الوطن والوطنية والمواطن والولاء والانتماء والعزة. البحرين التي ننضوي جميعنا تحت رايتها وقاسمنا المشترك الأكبر أننا مواطنون صالحون على أرض هذا الوطن المتدفق بالحب وجزيل العطاء، إذ نفخر بذلك الانتماء ونفخر بتلك التركيبة السكانية الوطنية الفريدة والثرية التي تميزت بها البحرين. نفخر بأننا ننتمي جميعاً لعائلة وطنية بحرينية كبرى تجسد آيات التلاحم والتآلف في تقاسم ما تجود به أرض المملكة من كل شيء، إذ نتقاسم على هذه الأرض الطيبة الطاهرة الهواء الذي نتنفسه والرزق الذي قسمه الله على عباده في بلد الخير.

وفي زخم احتفالات البلاد بيومها الوطني وبعيد الجلوس وبيوم الشهيد، نحتفي بالاستقلال العظيم، والاستقرار الوفير، والأمن الذي كان سمتنا وعنصر تغنينا الحاضر دوماً في كل مناسباتنا الوطنية والتعبير عن انتماءاتنا، فكانت كل صفة حملها الوطن وقدمها بحب إلى مواطنيه، مرتكزاً للاحتفال في أعياد الوطن.. وحب الوطن.. الوطن الذي روينا ترابه بدم انتصاراتنا، ونفخر بتضحيات رجالات أمنه وشهدائه لديمومة استقراره وعلو شأنه، ونبقى كمواطنين صالحين، دائماً وأبداً باختلاف مواقعنا وأدوارنا الاجتماعية والمهنية، ننضوي تحت الراية الوطنية الكبرى، حيث التفاني من أجل خدمة البحرين والاستبسال في نصرتها، والتعاطي مع منجزها الوطني بفخر واعتزاز، والسعي الحثيث لإبرازها بين الحضارات والأمم، فنعكف على الدوام، في وعينا ولا وعينا على تعمير هذا الوطن والاستمرار في بذل المزيد والمزيد على الدوام، عرق جبيننا وبدمنا إن لزم الأمر، وكما يقال «لي حجت حجايجها ما للصلايب إلاَّ أهلها» والبحرينيون أهلها، وقد برهنوا ذلك باقتدار وبطولة في كثير من المواقف المفصلية في تاريخ مملكة البحرين، قديماً وحديثاً وفي الوقت الحاضر.

* اختلاج النبض:

في رحاب ديسمبر البهيج.. وعيد بلادي.. يحق لنا أن نعبر عن الحب وعن الولاء وعن الانتماء، وأن نرسم أروع لوحات الوطنية التي تستحقها البحرين. ولأن التعبير حق مكفول للجميع على أرض هذا البلد الطيب، نبوح بكل ما أوتينا به من كلمات حب تعلمناها في قواميس اللغة ومعاجم العشق، بهوى البحرين، وعشق البحرين، والتيه في غرام البحرين. ولأن الحب يترجم بالأفعال قبل الكلمات، فإننا نحمل مسؤولية أدوارنا الحقيقية في الحياة، لخدمة المملكة وإعلاء شأنها، وللذود عنها على الدوام، كل بما أوتي من أسلحة وأدوات ومنجزات هو قادر عليها، وإن كنت تبوأت دوري في حمل القلم، فآخرون حملوا مناجلهم، وخططهم التنموية، ومشاريعهم الاقتصادية، وعطاءاتهم الخيرية، وإسهاماتهم الإنسانية، وغيرها كثير، لنرسم على وجه خريطة العالم شمساً مشرقة تكتسي بألوان الربيع، شامة في وجه العالم ليس كمثلها شيء، لتكون البحرين التي نعرفها والتي نريد.