بالأمس تحدثنا عن تبعات سماح اليابان باستخدام الهندسة الجينية في إنشاء أجنة حيوانية بخلايا بشرية، ما يعني إمكانية ابتكار كائنات حيوانية بشرية تغازل حلم إحياء الشخصيات الأسطورية لاسيما تلك المتكونة من نصف إنسان ونصف حيوان. ولكن الموضوع لا يأتي فقط على مستوى الشكل الخارجي والتغيير في خلق الله على مستوى مظهر الخلق وتركيبته البيولوجية وحسب، رغم أن هذا وحده منحدراً خطيراً قد يقع فيه العلماء على مستويات عدة؛ دينية وأخلاقية واجتماعية، كنا قد وقفنا عليها في مقالات سابقة عدة بالتفنيد والتفصيل.
الخطورة الحقيقية لتلك المجازفة وتجاوز أخلاقيات العمل الطبي أو البحثي، هي ما تتعلق بأكبر الأسئلة الأخلاقية التي باتت تدور في أروقة المختبرات العلمية، بشأن تداعيات دخول الخلايا البشرية إلى عقول حيوانات الاختبار، الأمر الذي قد يفضي إلى أن تتمتع تلك الحيوانات بالوعي الإنساني الذي كان يميز الإنسان عنها بطبيعة الحال.
قد تبدو المسألة للبعض ضرباً من الخيال، ولكن المزاوجة في الخلايا وفي الحمض النووي وما يجري عليه من تعديلات لدى الإنسان أو الحيوان، قد تفضي إلى نتيجتين عكسيتين كلاهما يشكل معضلة أخلاقية، بل جريمة أخلاقية كبرى في تاريخ الكون كله، إذ تتمثل الأولى بالتعديلات «أو إن صح التعبير: التغييرات»، التي يمكن أن تجرى على الحمض النووي للإنسان بما قد يفضي عمداً أو قصداً إلى فقدانه الوعي ما يخرجه من دائرة العقل الذي نعرفه، الأمر الذي يعني خروجه أيضاً عن دائرة التكليف بإذن بشري لا إلهي، باختيار المصير، ما يفرض أيضاً كثيراً من التساؤلات الغيبية حول مصير ذلك المخلوق، وإذا ما كان سيعامل في الأطر الشرعية بمعاملة المجنون أو على نحو مختلف..!!
الأمر الآخر الأشد صعوبة، هو أن يكون للحيوانات وعي مثلنا نحن البشر، بل وأن يكون لديهم قدرات للتعبير والتواصل معنا من خلال الكلام مثلاً، ما يجعلنا أمام معضلة أخلاقية وشرعية جديدة تتعلق أيضاً بمفهوم التكليف وما يرتبط بها من ثواب وعقاب، فهل سيعامل هذا الكائن كونه حيواناً أو بهيماً، أم ستتم معاملته «شرعاً وقانوناً» على أنه مخلوق قادر على التمييز ويتمتع بالوعي الكافي لتشمله المعاملة الإنسانية في كافة مناحي الحياة.
* اختلاج النبض:
قد يبدو الأمر معقداً وغير قابل للتحقق، ولكنه وشيك ما لم يتراجع العلماء لإعادة النظر في حجم المسؤولية الأخلاقية، فظهور كائنات حيوانية واعية، قد يفضي يوماً إلى نمو مشاعرها كما هو الحال لدينا نحن البشر، ما يعني أنها قادرة على التواصل معنا روحياً وعاطفياً أيضاً، وإن كنا نستنكر اليوم زواج المحارم في بعض الديانات أو الأقوام، ونستهجن زواج المثليين، وننظر لنكاح الحيوانات على أنه نوع من الشذوذ كونه مرتبطاً بالجسد وحده، سنكون أمام تحدٍ أكبر عندما يكون هناك اتصالاً عاطفياً ورابطاً عقلياً أعمق بكثير من العلاقة الجسدية المنفردة، وذلك سيفتح أبواب أكثر تعقيداً لشرعنة الأمر في إطار الوعي الذي تتمتع به هذه الكائنات بما لا يميزها عن الإنسان سوى العامل البيولوجي أو الشكل الخارجي، الأمر الذي قد يعتبر البعض يوماً أن الوقوف عليه شكل من أشكال التمييز، كما هو التمييز على أساس اللون أو الجنس أو العرق..!!
الخطورة الحقيقية لتلك المجازفة وتجاوز أخلاقيات العمل الطبي أو البحثي، هي ما تتعلق بأكبر الأسئلة الأخلاقية التي باتت تدور في أروقة المختبرات العلمية، بشأن تداعيات دخول الخلايا البشرية إلى عقول حيوانات الاختبار، الأمر الذي قد يفضي إلى أن تتمتع تلك الحيوانات بالوعي الإنساني الذي كان يميز الإنسان عنها بطبيعة الحال.
قد تبدو المسألة للبعض ضرباً من الخيال، ولكن المزاوجة في الخلايا وفي الحمض النووي وما يجري عليه من تعديلات لدى الإنسان أو الحيوان، قد تفضي إلى نتيجتين عكسيتين كلاهما يشكل معضلة أخلاقية، بل جريمة أخلاقية كبرى في تاريخ الكون كله، إذ تتمثل الأولى بالتعديلات «أو إن صح التعبير: التغييرات»، التي يمكن أن تجرى على الحمض النووي للإنسان بما قد يفضي عمداً أو قصداً إلى فقدانه الوعي ما يخرجه من دائرة العقل الذي نعرفه، الأمر الذي يعني خروجه أيضاً عن دائرة التكليف بإذن بشري لا إلهي، باختيار المصير، ما يفرض أيضاً كثيراً من التساؤلات الغيبية حول مصير ذلك المخلوق، وإذا ما كان سيعامل في الأطر الشرعية بمعاملة المجنون أو على نحو مختلف..!!
الأمر الآخر الأشد صعوبة، هو أن يكون للحيوانات وعي مثلنا نحن البشر، بل وأن يكون لديهم قدرات للتعبير والتواصل معنا من خلال الكلام مثلاً، ما يجعلنا أمام معضلة أخلاقية وشرعية جديدة تتعلق أيضاً بمفهوم التكليف وما يرتبط بها من ثواب وعقاب، فهل سيعامل هذا الكائن كونه حيواناً أو بهيماً، أم ستتم معاملته «شرعاً وقانوناً» على أنه مخلوق قادر على التمييز ويتمتع بالوعي الكافي لتشمله المعاملة الإنسانية في كافة مناحي الحياة.
* اختلاج النبض:
قد يبدو الأمر معقداً وغير قابل للتحقق، ولكنه وشيك ما لم يتراجع العلماء لإعادة النظر في حجم المسؤولية الأخلاقية، فظهور كائنات حيوانية واعية، قد يفضي يوماً إلى نمو مشاعرها كما هو الحال لدينا نحن البشر، ما يعني أنها قادرة على التواصل معنا روحياً وعاطفياً أيضاً، وإن كنا نستنكر اليوم زواج المحارم في بعض الديانات أو الأقوام، ونستهجن زواج المثليين، وننظر لنكاح الحيوانات على أنه نوع من الشذوذ كونه مرتبطاً بالجسد وحده، سنكون أمام تحدٍ أكبر عندما يكون هناك اتصالاً عاطفياً ورابطاً عقلياً أعمق بكثير من العلاقة الجسدية المنفردة، وذلك سيفتح أبواب أكثر تعقيداً لشرعنة الأمر في إطار الوعي الذي تتمتع به هذه الكائنات بما لا يميزها عن الإنسان سوى العامل البيولوجي أو الشكل الخارجي، الأمر الذي قد يعتبر البعض يوماً أن الوقوف عليه شكل من أشكال التمييز، كما هو التمييز على أساس اللون أو الجنس أو العرق..!!