أكد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية د.مصطفى السيد أن تجربة البحرين في تقديم المساعدات الإنسانية تعتمد على أسلوب إداري مهني علمي يحافظ على كرامة الإنسان وتنفيذ المشاريع التنموية.

وبتوجيه من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، وبالتنسيق مع وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وبحضور المندوب الدائم للبحرين لدى الأمم المتحدة بجنيف د.يوسف عبدالكريم بوجيري، شارك د.مصطفى السيد في المنتدى العالمي الأول للاجئين الذي تنظمه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالمشاركة مع حكومة سويسرا، يومي 17 و18 ديسمبر في جنيف بحضور عدد من قادة الدول والوزراء وكبار الشخصيات في عالم المال والأعمال إلى جانب العاملين في المجال الإنساني واللاجئين أنفسهم لطرح أفكار وتعهدات تؤدي إلى تقديم مساعدات أكثر فعالية.

وقدم د.مصطفى السيد ورقة البحرين في المنتدى. ونقل للمنظمين تحيات وتقدير المملكة قيادة وحكومة وشعباً، معرباً عن تقديره لتنظيم هذا المنتدى مما سيسهم في حفظ الكرامة الإنسان للاجئين ودعم ضحايا الصراعات والحروب.

وعرض السيد تجربة البحرين في تقديم المساعدات الإنسانية من خلال أسلوب إداري مهني علمي يحافظ على كرامة الإنسان للمحتاجين وتنفيذ المشاريع التنموية الإنسانية لهم برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وبدعم الحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقيادة الشابة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة.

ووضح السيد استراتيجية جلالة الملك المفدى ومبدأه الانساني في أن رقي الدول لا يقاس بما تقدمه لمواطنيها فقط وإنما أيضاً بما تقدمه من مساعدات للمحتاجين والمتضررين خارج حدودها الجغرافية ومن هذا المنطلق فالبحرين سباقة في مبادرتها الإنسانية وتوفير الدعم التنموي والأغاني للدول والشعوب المنكوبة.

وبين السيد الأسلوب الذي تنتهجه المملكة في أعمالها الإنسانية "من خلال قوة الإبداع وسرعة التنفيذ والإشراف المباشر من قبل أبناء البلد في تنفيذ المشاريع الخارجية والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن مبادرة جلالة الملك في إنشاء أربعة مدارس كبيرة في مخيم الزعتري أنقذت جيلاً من الضياع ووفرت له فرص التعليم حتى بات كثير من طلاب هذه المدارس يدرسون الآن في الجامعات العربية والأوروبية فكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس" .

وأضاف أن "البحرين كانت مبادرة في بناء مستشفى متعدد الطوابق وكلية للمعلمين في الصومال كأول دولة تنفذ مشروعاً تنموياً متعدد الطوابق من 22 عاماً بسبب الحرب والصراع في الصومال حيث شجع هذا الإنجاز الدول المانحة الأخرى لتقديم مساعدات مماثلة في ظروف صعبة".

وقال السيد "عند تضرر مناطق في باكستان بحجم ايطاليا ساهم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة شخصياً في توصيل المساعدات الإغاثية لباكستان، كما أنشأت المؤسسة عشر محطات لتحلية المياه تعمل بالتناضح العكسي للقرى المتضررة من الفيضانات. وفي غزة أنشأت البحرين مصنعاً للأطراف الصناعية ساهم في مساعدة وإنقاذ آلاف الشباب والأطفال المتضررين من الحروب وغير ذلك من المشاريع التنموية والإبداعية التي نفذتها المملكة ضمن التزاماتها الإنسانية تجاه الدول والشعوب الشقيقة والصديقة".

ووضح السيد أنه "مع كل هذا الدعم والمساعدات الدولية فإن عدد اللاجئين في ازدياد وحجم معاناتهم أكثر وحجم الكراهية بين الأطراف المتنازعة أكبر وعليه نقترح الاهتمام بتثقيف الأطفال والطلاب في سن مبكرة لتشجيعهم على العمل التطوعي والانساني وإدخال قيم المحبة والتسامح والاعتدال في قلوبهم حتى لا نترك مجالًا للمتطرفين والإرهابيين لاستغلالهم وزرع القيم غير الإنسانية في عقولهم"، وبين السيد أنه على مدى ثلاثة أعوام ناقش مع كبار المسؤولين في المجال التربوي في مصر والأردن الإمارات والبحرين لإعداد كتاب يخلد العمل الانساني ويحث على حفظ الكرامة الإنسانية للمحتاجين يتم اعتماده كمنهج دراسي يدرس للطلاب وقد أصبح هذا الكتاب جاهزاً الآن والبحرين على استعداد لمشاركة هذا المنهج مع الآخرين".

واكد السيد التزام البحرين بجهودها المالية تجاه الأمم المتحدة لتنفيذ مشاريع تنموية أخرى يستفيد منها اللاجئون والمتضررون في جميع الدول المنكوبة.

يذكر أن المنتدى العالمي الأول للاجئين يعد الأول من نوعه، وشارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبوغراندي ورئيس وزراء باكستان عمران خان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمشاركة نحو 3000 شخص من مختلف دول العالم.