يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، اليوم العالمي للغة العربية، والذي تم إدراجه من قبل الأمم المتحدة ضمن لغات العالم الرسمية منذ العام 1973، وذلك لأهميتها على الصعيد المحلي والعالمي، إضافة للأعداد الهائلة من سكان الكوكب الذين يستعملون ويتكلمون العربية.

في الوقت الذي تحتفل فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» هذا العام باليوم العالمي للغة العربية، في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بإقامة ثلاث موائد مستديرة مخصصة لبحث موضوع «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي» والذي يشارك فيها خبراء ولغويون وأكاديميون وفنانون ومثقفون لمناقشة تأثير الذكاء الاصطناعي في صون اللغة العربية، وحوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي، لإطلاق تقرير إقليمي عن اللغة العربية بصفتها بوابة لاكتساب المعارف ونقلها، مع الأسف مازالت تصلنا رسائلنا المهمة جداً والخدمية من الحكومة الإلكترونية ومن غير الحكومية كذلك وعبر الوزارات والهيئات الرسمية في مملكتنا البحرين العربية باللغة الإنجليزية!

أحد رواد اللغة العربية ومعلميها في البحرين يخبرني بكل وجع وأسف وألم أن تصله رسائل نصية من وزارات الدولة العربية باللغة الإنجليزية، كما يأسَف أن يجد معظم منصات استقبال الزبائن في مختلف المؤسسات في البلاد يتكلمون اللغة الإنجليزية في وجوه المراجعين وليس العربية. ويُكْمِل، وفوق كل هذا، فإنك لو حاولت الاتصال ببعض الجهات الأخرى، فلن يرد على مكالمتك سوى رجل يرطن الإنجليزية بدل العربية!

نحن لا نستخف باللغات الأخرى، ولا نقلل من قيمتها العلمية والعملية، لكن، بما أننا نعيش في وطن عربي خالص، وشعبه يتحدث العربية الخالصة، ودستوره يعتمد اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم وهي اللغة الأساسية في كل شؤون حياتنا وتعليمنا وغيرها، فلماذا نتعمد تهميشها وإقصاءها وعدم استخدامها؟

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، نؤكد رفضنا التام في عدم استخدامها كلغة رسمية في مؤسساتنا الرسمية وحتى غير الرسمية، فلا يعقل أن تصلنا رسائل إلكترونية من وزارات خدمية ليست باللغة العربية. نعم، يمكن أن تكون الرسائل الموجَّهة لنا بأكثر من لغة، لكن، أن نتعمد في عدم استعمالها في مراسلاتنا ومخاطباتنا نهائياً، فهذا ليس بالأمر المقبول ولا المنطقي على الإطلاق.

إن احترام اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات الأخرى، لا يعني احتقار لغتنا الأم، ولا يعني تهميشها وإهمالها، ونحن الذين نعيش في دولة عربية صريحة وخالصة. على مؤسسات الدولة أن تعيد النظر في هذا الشأن الهام جداً، وأن تعيد للغتنا العربية الجميلة جمالها ورونقها وبريقها وهيبتها وقيمتها وذلك عبر استخدامها عملياً، إذ لا يعقل أن تحتفل «باريس» بلغتنا العربية بوصفها لغة عالمية، في الوقت الذي نتجاهل فيه عن عمد وإصرار في وطننا العربي لغة الضاد. لغة القرآن الكريم.