أكد خبير تقنية المعلومات نواف عبد الرحمن أهمية التوسع في استخدام تطبيقات الذكاء الصناعي في المنشآت الصحية بمملكة البحرين، لافتاً إلى أن تلك التطبيقات توفر ما يصل إلى 40% من تكاليف التشغيل من جهة، وتعطي نتائج متقدمة جداً للمرضى والمراجعين من جهة أخرى، مشيراً إلى أن هذا التوسع يواكب التوجهات الملكية السامية نحو بناء الاقتصاد الرقمي وتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية والخدمية.

وشدد على أهمية الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للصحة برئاسة معالي الفريق الطبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة وقيادات القطاع الصحي من أجل استكشاف واستخدام أحدث تطبيقات تكنولوجيا المعلومات في المنشآت الصحية، بما يسهم في تجويد الخدمات الصحية والطبية، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الصناعي.

وقال إن الدراسات تشير إلى أن الاستعانة بتقنية الذكاء الاصطناعي أدى إلى تخفيض مدة إقامة المرضى بالمستشفيات إلى 21%، وتقليل مضاعفات الجراحة بنحو خمسة أضعاف مقارنة بالجراحات التي يجريها الجراحون بأنفسهم.

وأضاف "لا شك أن الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية ستكون مذهلة بكل المقاييس، فقد دخلت تقنيات الذكاء الصناعي أيضاً مجالات مثل الجراحات الروبوتية، ومساعدي التمريض الافتراضيين، وأنظمة تخفيض أخطاء الجرعات، كما أن تحليل البيانات الصحية الآنية لتحديد المرضى المعرضين لخطر تدهور وظائف الكلى، وقد ذكرت الجمعية الأمريكية للسرطان أن مراجعة وترجمة أشعة الثدي باستخدام الذكاء الاصطناعي تصل دقتها إلى 99% وبسرعة تفوق سرعة البشر بثلاثين مرة".

وقال إنه من الناحية الاقتصادية فإن مؤسسة مورجان ستانلي تُقدر أن السوق العالمية للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية قد تصل إلى 10 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2024، فيما تقول أكاديمية كليات الطب الملكية البريطانية: "نحن فقط في بداية معرفة كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على رعاية المرضى".

على صعيد ذي صلة نبَّه عبدالرحمن إلى أثر استخدام تطبيقات الذكاء الصناعي في القطاع الصحي على الكادر البشري وفرص العمل في هذا القطاع، وقال إن الذكاء الاصطناعي سوف يلبي 20% من الطلب على الوظائف في القطاع الصحي بحلول عام 2026، وأوضح أن تلك التطبيقات ستؤدي إلى الاستغناء عن بعض الوظائف التقليدية لكنها ستوفر وظائف أخرى متقدمة برواتب مجزية لأولئك القادرين على فهم وتطوير استخدامات الذكاء الصناعي في القطاع الصحي.

وشدد على دور مديري تكنولوجيا المعلومات في المستشفيات في تقديم رؤية شاملة تغطي شتى الوظائف والأدوار الطبية والإدارية وكيفية الاستفادة القصوى من تطبيقات الذكاء الصناعي، إضافة إلى استخدام التطبيقات الأخرى مثل تقنية "بلوك تشين" في حفظ سجلات المرضى، والحوسبة السحابية لتخزين البيانات، جنباً إلى جنب مع توفير أنظمة حماية المعلومات والبيانات ذات الصلة بالأمن السيبراني.