كثف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الحريص على الوحدة الوطنية غداة الهجوم على مجلة شارلي ايبدو الذي اعتبرته الصحافة بمثابة "11 ايلول/سبتمبر" فرنسي، الخميس مباحثاته مع القادة السياسيين المدعوين الى مسيرة كبيرة الاحد في باريس باستثناء اليمين المتطرف.ونددت الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) التي حققت انتصارات انتخابية السنة الماضية وباتت تعتبر الاوفر حظا للتفوق على الاغلبية الاشتراكية الحاكمة والمعارضة اليمينية في الانتخابات الرئاسية سنة 2017، بفرضية اقصائها من "الوحدة الوطنية" التي دعت اليها الحكومة.ومباشرة بعد الهجوم الذي نفذ وسط هتاف "الله اكبر" واسفر الاربعاء عن سقوط 12 قتيلا و11 جريحا، وقف الرئيس الذي تدنت شعبيته كثيرا في سياق ازمة سياسية ونسبة بطالة مرتفعة، في الصف الاول داعيا من مكان الهجوم الاخطر في فرنسا منذ عقود، الى "الوحدة الوطنية" قبل اعلان يوم حداد وطني الخميس.ويواجه الرئيس الذي عقد عدة اجتماعات ازمة مع وزراء الداخلية والدفاع والعدل والخارجية وقادة اجهزة الشرطة والدرك والاستخبارات، ازمة اعتبرتها بعض الصحف مثل لوباريزيان ولوموند بمثابة "11 ايلول/سبتمبر".تعرض هولاند منذ انتخابه ولا سيما السنة الماضية الى انتقادات شديدة بسبب سياسته الاقتصادية في حين شهدت حياته الخاصة فترة عصيبة بعد ان كشفت فاليري ترايرفايلر التي فارقها قبل سنة، تفاصيل علاقته الصعبة معها.وصافح هولاند الرئيس السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) الذي يرأس حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية ويعتبر اكبر منافسيه في انتخابات 2017، والذي دعاه قبل قياديين سياسيين اخرين، امام مدخل قصر الايليزيه في مشهد غير معهود منذ تسلمه السلطة في ايار/مايو 2012.وقال ساركوزي "كان من واجبي تلبية هذه الدعوة للبرهنة على اجواء الوحدة الوطنية في مواجهة الهجوم الذي شنه متعصبون على الحضارة والجمهورية والافكار التي نتمسك بها".وتطرق الرئيس السابق تاركا الخلافات الحزبية جانبا، الى ضرورة تحسين نظام مكافحة الخطر الارهابي في فرنسا مؤكدا ان الامر لا يتعلق "بمعارضة اليمين واليسار بل بحماية الفرنسيين".ودعا هولاند قادة سياسيين اخرين، احزابهم ممثلة في البرلمان على ان يستقبل الجمعة ابرز قادة الاحزاب السياسية التي ليس لديها كتلة برلمانية لا سيما زعيمة اليمين المتطرف الجبهة الوطنية مارين لوبن والوسطي فرنسوا بايرو ورئيس حزب اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون.كذلك دعت احزاب يسارية الى الوحدة الوطنية وتنظيم "مسيرة جمهورية" الاحد في باريس. وردا على دعوة رئيس الوزراء مانويل فالس الاتحاد من اجل حركة شعبية للمشاركة فيها قال ساركوزي انه سيشارك اذا "توافرت فيها الشروط"، مشيرا الى ضرورة توفير اجواء "من الخشوع والوفاق".لكن لم يتم استدعاء الجبهة الوطنية حتى الان.وقالت زعيمتها مارين لوبن التي يدعو حزبها الى مكافحة الهجرة "انتظر ان يرن جرس هاتفي وان يدعوني رئيس الوزراء بطبيعة الحال بصفتي ممثلة حزب نال 25% من الاصوات في اخر انتخابات للمشاركة في تظاهرة الوحدة والوطنية".لكن مصدرا مقربا من رئيس الوزراء تجنب الرد على ذلك بالقول "اليوم هناك مواضيع اخرى" وسيأتي الرد "في الوقت المناسب" حتى وان كان "الموضوع الاهم هو الوحدة الوطنية".ودعا اوليفييه فور، احد الناطقين باسم الحزب الاشتراكي الخميس الى "عدم اقصاء احد".غير ان المحلل السياسي جيروم سانت ماري قال ان استدعاء الجبهة الوطنية الى الايليزيه ليس بجديد لكن دعوتها الى التجمع "ستغير كل شيء" مؤكدا "اذا انضموا الى الطيف الجمهوري في فترة استنكار وطني فبأي حق يقصون بعدها؟"وذكرت مارين لوبن الخميس برغبتها اذا فازت بالانتخابات الرئاسية في تنظيم "استفتاء حول حكم الاعدام" منتقدة "ضعف الاستخبارات".واعتبر ابوها جان ماري لوبن الاربعاء ان الجبهة الوطنية "أقصيت ضمنا مم اطلقوا عليه اسم الوحدة الجمهورية".