كما هو في مثل هذه الأيام من كل عام يمرح قراء الأبراج الفلكية على هواهم ويسرحون و»يشطحون» ويشغلون العالم بتوقعاتهم للعام الميلادي الجديد، ورغم أن التوقعات هي في كل الأحوال مبنية على تطورات الأحداث في العالم والربط بينها إلا أن بعض هؤلاء القراء يعمد إلى التهويل ويوفر تفاصيل غريبة بغية جذب الانتباه إليه وتسيــد الساحة.
المثير أن هؤلاء القراء يتحدثون بثقة كبيرة وبعضهم يجزم بأن هذا الأمر أو ذاك سيحدث في اليوم الفلاني من العام وليس فقط في الشهر الفلاني منه، في محاولة واضحة لتوصيل فكرة أنه لا يتحـدث من فراغ وإنما ينطلق من حسابات دقيقة وأن ما يقوله ليس «تخبيصاً» وإنمـــا علم.
أحد أولئك «القراء» نشر قبل أيام «فيديو» تناقلته بعض وكالات الأنباء ضمنه توقعاته للعام الجديد ملخصها أنه عام صعب وستحدث فيه انقلابات خطيرة وسيعاني الناس فيه من الأزمات الاقتصادية والثورات لأن «كل شيء صار مكشوفاً ولم يعد ممكناً إخفاء شيء عن الشعوب»!
المؤسف أن الكثيرين لا يكتفون بتصديق بعض ما يقوله قراء الأبراج وإنما يعتبرون تلك الأقوال كلها أحكاماً لا يمكن الإفلات منها، فهي حاصلة دونما شك، وهو أمر مؤلم خصوصاً إن كان من بين ذلك الكثير كثير من المتعلمين والمثقفين والسياسيين.
وهذا يعني أنهم يؤمنون بأنه طالما قيل إن العام الميلادي الجديد سيكون صعباً لذا فإنه لا مفر من أن يكون كذلك!
دونما شك هناك ما يصدق من تلك التوقعات لكن الغالب أنه يصدق لواحد من سببين أحدهما الصدفة والثاني أن التوقع مبني على تطور حدث ما، ففي لبنان مثلاً من الطبيعي أن تأتي حكومة جديدة مع بداية العام الجديد لأنه ببساطة يوجد رئيس وزراء جديد ويعمل على تشكيل حكومة جديدة وأعلن أنه يحتاج إلى عدة أسابيع لينجز ذلك، والأمر نفسه يمكن أن يحدث في العراق، ويمكن أن يحدث غيره في هذا البلد أو ذاك حيث من الطبيعي أن يحدث لأنه يوجد فيها هذا الشيء أو ذاك.
الأمر إذن لا يبعد عن الربط بين الأحداث حيث يتم بناء على ذلك الإعلان عن توقع حصول كذا أو كذا، والمسألة في رأيي ليست بعيدة عن مثل القول بأن «واحد زائد واحد يساوي اثنان»، ذلك أن من الطبيعي أن حاصل جمع واحد وواحد هو اثنان، ومثله القول بأنه من المتوقع أن تجرى انتخابات مبكرة في هذا البلد أو ذاك طالما تطورت فيه الأحداث حتى وصلت إلى هذا الحال أو ذاك.
ما أراه هو أن قارئ الأبراج هذا أو ذاك ازداد عدد الذين يصدقونه ويثقون في ما يقوله لأنه صادف أن صدقت بعض توقعاته في سنوات سابقة ووفق في الربط بين الأحداث، وعليه حصل على شهرة أهلته ليقول ما يشاء و»يخبص» كما يشاء، وصار له جمهور ينتظر طلته البهية في مثل هذا الوقت من العام.
الأفضل والأفضل كثيراً من متابعة ما ينشره قراء الأبراج الفلكية في هذه الفترة من العام هو توظيف الوقت الذي يتم صرفه في الاستماع إليهم وتصديقهم لخدمة هذا الوطن الذي يحتاج إضافة إلى السواعد العقول التي لا تنجر وراء هؤلاء وتوقعاتهم التي يركزون فيها عادة على الجانب المظلم، فالعام الميلادي الجديد حسب توقعاتهم هذه المرة -وكل مرة- مليء بالكوارث والأحداث غير العادية والانقلابات والحروب والعنف!
على عكسهم أقول ويقول معي كل محب لهذا الوطن أن العام 2020 سيكون عام خير وبركة على البحرين، فيه ستضاف لبنات جديدة إلى اللبنات التي وضعها صاحب الجلالة الملك المفدى منذ إعلان جلالته عن مشروعه الإصلاحي.
المثير أن هؤلاء القراء يتحدثون بثقة كبيرة وبعضهم يجزم بأن هذا الأمر أو ذاك سيحدث في اليوم الفلاني من العام وليس فقط في الشهر الفلاني منه، في محاولة واضحة لتوصيل فكرة أنه لا يتحـدث من فراغ وإنما ينطلق من حسابات دقيقة وأن ما يقوله ليس «تخبيصاً» وإنمـــا علم.
أحد أولئك «القراء» نشر قبل أيام «فيديو» تناقلته بعض وكالات الأنباء ضمنه توقعاته للعام الجديد ملخصها أنه عام صعب وستحدث فيه انقلابات خطيرة وسيعاني الناس فيه من الأزمات الاقتصادية والثورات لأن «كل شيء صار مكشوفاً ولم يعد ممكناً إخفاء شيء عن الشعوب»!
المؤسف أن الكثيرين لا يكتفون بتصديق بعض ما يقوله قراء الأبراج وإنما يعتبرون تلك الأقوال كلها أحكاماً لا يمكن الإفلات منها، فهي حاصلة دونما شك، وهو أمر مؤلم خصوصاً إن كان من بين ذلك الكثير كثير من المتعلمين والمثقفين والسياسيين.
وهذا يعني أنهم يؤمنون بأنه طالما قيل إن العام الميلادي الجديد سيكون صعباً لذا فإنه لا مفر من أن يكون كذلك!
دونما شك هناك ما يصدق من تلك التوقعات لكن الغالب أنه يصدق لواحد من سببين أحدهما الصدفة والثاني أن التوقع مبني على تطور حدث ما، ففي لبنان مثلاً من الطبيعي أن تأتي حكومة جديدة مع بداية العام الجديد لأنه ببساطة يوجد رئيس وزراء جديد ويعمل على تشكيل حكومة جديدة وأعلن أنه يحتاج إلى عدة أسابيع لينجز ذلك، والأمر نفسه يمكن أن يحدث في العراق، ويمكن أن يحدث غيره في هذا البلد أو ذاك حيث من الطبيعي أن يحدث لأنه يوجد فيها هذا الشيء أو ذاك.
الأمر إذن لا يبعد عن الربط بين الأحداث حيث يتم بناء على ذلك الإعلان عن توقع حصول كذا أو كذا، والمسألة في رأيي ليست بعيدة عن مثل القول بأن «واحد زائد واحد يساوي اثنان»، ذلك أن من الطبيعي أن حاصل جمع واحد وواحد هو اثنان، ومثله القول بأنه من المتوقع أن تجرى انتخابات مبكرة في هذا البلد أو ذاك طالما تطورت فيه الأحداث حتى وصلت إلى هذا الحال أو ذاك.
ما أراه هو أن قارئ الأبراج هذا أو ذاك ازداد عدد الذين يصدقونه ويثقون في ما يقوله لأنه صادف أن صدقت بعض توقعاته في سنوات سابقة ووفق في الربط بين الأحداث، وعليه حصل على شهرة أهلته ليقول ما يشاء و»يخبص» كما يشاء، وصار له جمهور ينتظر طلته البهية في مثل هذا الوقت من العام.
الأفضل والأفضل كثيراً من متابعة ما ينشره قراء الأبراج الفلكية في هذه الفترة من العام هو توظيف الوقت الذي يتم صرفه في الاستماع إليهم وتصديقهم لخدمة هذا الوطن الذي يحتاج إضافة إلى السواعد العقول التي لا تنجر وراء هؤلاء وتوقعاتهم التي يركزون فيها عادة على الجانب المظلم، فالعام الميلادي الجديد حسب توقعاتهم هذه المرة -وكل مرة- مليء بالكوارث والأحداث غير العادية والانقلابات والحروب والعنف!
على عكسهم أقول ويقول معي كل محب لهذا الوطن أن العام 2020 سيكون عام خير وبركة على البحرين، فيه ستضاف لبنات جديدة إلى اللبنات التي وضعها صاحب الجلالة الملك المفدى منذ إعلان جلالته عن مشروعه الإصلاحي.