حملت العاصفة الثلجية "هدى" معاناة جديدة في يومها الأول من زيارتها إلى مخيمات اللجوء السورية في الأردن، حيث كانت على نقيض اسمها لتلاقي لاجئين وجدوا في زيارتها وجها آخر لمعاناة لم يستعدوا لاستقبالها.استقبال "هدى" بعاصفتها التي لم تهدأ منذ دخولها منطقة الشرق الأوسط، تحتاج بأبسط الأحوال إلى مأوى ووسائل تدفئة لمواجهة قسوة البرد.فما حال عائلة مكونة من عشرة أشخاص يعيشون في مخيم عشوائي في إحدى المحافظات الأردنية داخل خيمة غير قادرة على مواجهة الرياح العاتية التي وصلت سرعتها إلى 100 كلم في الساعة، ومخاوف أهلها تكبر ما بين لحظة وأخرى من انهيار خيمتهم وبقائهم وجها لوجه أمام "هدى".أبو سامي لاجئ سوري لم يكن أمامه إلا جمع الكرتون وأكياس البلاستيك وإشعالها لينعم بقليل من الدفء وعائلته على نارٍ يتسلل دخانها إلى رئتي أطفاله الصغار. ويقول إنه من النادر توفر وسيلة تدفئة تقيه من البرد سوى الأغطية، مما يضطره إلى حرق المخلفات لعلها تخفف من وطأة البرد.نعمة الشيخ، لاجئة سورية، تقول إن الخيمة التي تؤويها لم تقو أمام الرياح العاتية فتهدمت، وهي الآن تعيش مع عائلتها التي تتكون من 6 أشخاص في خيمة جيرانها التي ضاقت ذرعا بها وبالآخرين.في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في محافظة المفرق شمال شرق العاصمة عمّان، وصلت أذرع هدى وضربت بكل ما أوتيت من برد ورياح، حوالي 85 خيمة داهمتها مياه الأمطار، ناهيك عن الخيام التي اقتلعتها الرياح.إدارة شؤون اللاجئين السوريين بالتعاون مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية، نقلت المتضررين إلى مخيم الأزرق للاجئين السوريين. وقال مدير إدارة شؤون اللاجئين السوريين، العميد وضاح الحمود، إن المديرية بالتعاون مع الجهات المسؤولة، وضعت خطة طوارئ للتعامل مع العاصفة الثلجية، وبيّن الحمود أن اجتماعات عقدت مع المنظمات الدولية لتوفير صهاريج شفط مياه، إضافة إلى توفير أماكن إخلاء.وأشار الحمود إلى أنه تم نقل 400 عائلة إلى مخيم الإماراتي "مريجيب الفهود" والعمل على نقل 1800 عائلة إلى مخيم الأزرق، حيث تتوفر بيوت جاهزة وخدمات.ووجه الحمود نداء إلى اللاجئين السوريين خارج المخيمات لمن لا يستطيعون مواجهة العاصفة، التوجه إلى مخيم الأزرق لتأمين المساعدات اللازمة لهم، ويقدّر عدد اللاجئين السوريين في المملكة بنحو 630 ألف لاجئ، منهم 15% يعيشون داخل المخيمات الرسمية، فيما يتوزع 85% على مدن ومحافظات المملكة.وناشدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، ودعم الأردن لمواجهة الأوضاع الصعبة التي تتأثر بها المملكة نتيجة ضغط اللاجئين.ورغم الظروف الجوية الصعبة فإن قوات حرس الحدود تعاملت خلال اليومين الماضيين مع عشرات اللاجئين المتدفقين عبر الحدود، واستقبل حرس الحدود 83 لاجئا سوريا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، وقدم لهم كافة الخدمات خلال نقلهم إلى المخيمات الرسمية.