مروة غلام

نادية طالبة في المرحلة الابتدائية تدرس في مدرسة الأندلس في الرفاع، وتعاني من مرض جيني يسمى NF1 في المخ والأعصاب، ولمحاربة هذا المرض استدعى أخذ أدوية تؤدي لحالات فرط الحركة وتشتيت الانتباه.



ظنت نادية بإن المدرسة ستحتضنها وتعاملها معاملة الطالبة العادية إلا أن مديرة المدرسة قامت بإرسال مكتوب إلى وزارة التربية والتعليم تطالب فيه بتحويل الطالبة للدراسة في المنازل بحجة أن مرضها يؤدي بها إلى حالات عنف مع الطالبات، وفي بعض الأحيان يسبب لها فرط نشاط ورفض دخول الصف.

وقالت والدة الطالبة إن ابنتها تعاني وبشكل كبير من مديرة المدرسة منذ بداية الفصل الدراسي إذ إنها ترفض وبشدة احتضان الطالبة واستكمال حقها في الدراسة، حتى ولو لفصل واحد في المدرسة، وبناء على ذلك هددت الطالبة بالفصل على مرآى ومسمع عدد من زميلاتها في المدرسة وتوبيخها، كما تواصلت مع الوزارة لإيقاف نادية عن الحضور للمقعد الدراسي بسبب عدم قدرة معلمة الفصل على السيطرة عليها بحسب قولها.



وبعد تواصل ولي أمر الطالبة مع وزارة التربية والتعليم تبين عدم وجود نص رسمي يثبت ضرورة تغيب الطالبة عن مقاعد الدراسة والاكتفاء بتقديم الإمتحانات فقط، ومع محاولات عديدة بالمطالبة في كتاب ملموس يبين الأسباب في تحويلها للمنازل لا يوجد استجابة من الوزارة بل استمرت في المماطلة.

وجاءت الصدمة في احتفالات العيد الوطني حيث تواصلت ولية أمر الطالبة مع الوزارة لحضور ابنتها الصغيرة لإحتفالات العيد الوطني كونها تحب إحياء هذا الاحتفال كل عام مع صديقاتها في المدرسة فقد أخذت ابنتها للمدرسة بملابس تدل على الوطنية وحب الوطن لكنها تفاجأت بعد مرور نصف ساعة من تواجدها في المدرسة باتصال من الوزارة يأمرها بالخروج من المدرسة برفقة والدتها على الفور إذ تبين أن المديرة كانت على علم بوجود الطالبة في المدرسة، وهي المسؤولة عن خروجها في ذاك اليوم.



وقالت أم نادية لـ"الوطن" تلقيت اتصالاً من الوزارة وأنا متواجدة مع ابنتي في المدرسة بعد دخولي بنصف ساعة يأمروني بالخروج وكان عذرهم أن الإحتفالات انتهت ويجب علي الرحيل برفقة نادية. وأضافت "خرجت من المدرسة ودموعي تسيل على خدي لأن ابنتي حرمت من حقها الدراسي في ذاك اليوم كما حرمت من حق الاحتفال باليوم الوطني مع صديقاتها في المدرسة، ولفتت "إلى الآن لم أجد أي شخص ينصف حق هذه الطفلة والتي ابتليت بهذا المرض وبدلاً من العطف عليها يتم محاربة حقها في الدراسة بسبب مديرة المدرسة".

تواصلت أم نادية مع حقوق الطفل ورفعت شكوى بعد عرض التقارير والفحوصات التي تبيح حالة ابنتها لكن الوزارة تواصلت مع حقوق الطفل وتم التحفظ على الموضوع دون اتخاذ أي إجراء بحق المديرة أو بحق تجاهل الوزير بحق ابنتي الدراسي. من جانبه قال والد الطفلة نادية إن ابنته تعرضت في العام الماضي لحادث تنمر تم التستر عليه حيث كانت بعمر الـ9 سنوات، وتم تصويرها مقطع فيديو يتضمن عبارات جارحة ومنها "الطفلة المتوحشة"، تم التستر على الموضوع دون اطلاع الوالدين على آخر مستجداته وتم الاكتفاء بإنذار الفاعلين.

وطالب ولي أمر الطفلة نادية بسرعة النظر في موضوعها وإعادة حقها الدراسي الذي كفله وحماه دستور مملكة البحرين، حيث التعليم الأساسي إلزامي للجميع ولا يقتصر على طفل بصحة كاملة ويحرم منه المريض. بالإضافة إلى ضرورة محاسبة مديرة المدرسة وفق القوانين.