تشهدُ مملكةُ البحرين هذه الأيامَ احتفالاتٍ مجيدةً بمناسبة عيدها الوطني الـ 48، وعيد جلوس ملك البلاد حفظه الله رعاه احتفالات تخللتها مشاهدُ وطنية ٌ فرحةٌ، ولحظاتٌ تاريخيةٌ معبرةٌ، وأحاديثُ حافلةٌ عن التاريخ الحضاري للمملكة، والتغيرات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والتعليمية، والبطولات الرياضية التي عكست سعادة البحرينيين جميعا في آن واحد، والإنجازاتِ الحقيقية التي حققتها في ظلِّ قيادتها الرشيدة، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه.ولا يخفى على الجميع أن من أهم هذه الإنجازات، الموافقة على ميثاق العمل الوطني في استفتاء العام 2001، بتأييد أكثر من 98% من الناخبين، وإجراء العديد من التعديلات الدستورية التي ركزت بشكل أساسي على مبادئ الحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص بين المواطنين كافة... تعديلات رسختْ قيمَ المواطنة، وأطلقتْ مبادراتِ الإصلاحِ الشاملة في كافة مناحي ومؤسسات الدولة. لقد كان هذا على المستوى المحلي، فإذا ما انتقلنا إلى المستوى الإقليمي والدولي، فسوف نجد أنَّ مكانةَ مملكة البحرين قد اتسمت - وفق سياستها الخارجية سواء مع شقيقاتها في محيطها الخليجي، أو مع جيرانها في محيطها الإقليمي، أو مع المجتمع الدولي - بدعمها المتواصل لجهود إحلال السلم الاجتماعي، والأمن الدولي، واحترام سيادة القانون، وإعلاء قيم المواطنة المحلية والعالمية، كما أنها تقوم بدور كبير في حل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السلمية، ومشاركة غيرها في إرساء دعائم القانون الدولي... لقد كانت مملكة البحرين منذ استقلالها في طليعة الدول الساعية لتعزيز احترام حقوق الإنسان، والحقوق الأساسية، والشخصية، وحقوق الطفل والمرأة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والنظر إلى التعليم باعتباره رافدا مهما، ومرتكزا رئيسا في التقدم والازدهار... التعليمُ الذي شهدَ طفرةً مغايرةً في الشكلِ والمضمونِ منذ اعتلاء حضرة صاحب الجلالة حكم البلاد. ولعله من الأمور اللافتة، ومنذ تاريخ الاستقلال، وفي ظل قيادة جلالة الملك الرشيدة، حازت المرأة البحرينية – بوجه خاص - على قدر وافر من الاهتمام والرعاية الحقيقية؛ إذ حرص المجلس الأعلى للمرأة منذ إنشائه في العام 2001، وتحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، على ضمان تمتع المرأة بكافة حقوقها بما فيها الحقوق السياسية والدستورية.وبرعاية مباركة من جلالة الملك، تم إطلاق خطة وطنية للنهوض بالمرأة البحرينية، تتضمن خمسة محاور مهمة ورئيسة، وهي: استقرار الأسرة، وتكافؤ الفرص، ونوعية الحياة، والتعلم مدى الحياة، وأخيرا بيت الخبرة. ومنذ العام 2008، بدأت مملكة البحرين بالاحتفال بيوم المرأة البحرينية في الأول من ديسمبر، والذي تم تقنينه مناسبةً وطنيةً، للاحتفاء بإنجازاتها في مختلف المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والتعليمية.كما كان أول موضوع تم تخصيصه لهذه المناسبة هو "قرأتْ؛ تعلمتْ؛ شاركتْ"، والذي أصبح شعار يوم المرأة البحرينية في السنوات اللاحقة، كما أنه يعكس رؤية وإيمان صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، بقيمة التعليم في تمكين المرأة البحرينية، وضمان مشاركتها الفعالة في دفع مسيرة التنمية المستدامة، ليس لها فقط، بل لمجتمعٍ يشكل النساءُ فيه نسبةً كبيرة من تعداده.ومن جانبها، فقد قامت هيئة جودة التعليم والتدريب بإجراء استبانات، وعقد جلسة نقاشية بمقر الهيئة مع عدد من الطالبات البحرينيات من مختلف مؤسسات التعليم العالي، كما عقدت منتدى عن "دور المرأة البحرينية في التعليم العالي، وعلوم المستقبل"، والذي تناول أوراق عمل، وجلسات نقاشية مع المعنين بالتعليم العالي وسوق العمل، وقد حرصت الهيئة على دعوة الخبراء والمتخصصين في بعض المجالات الواعدة في مجالات علوم المستقبل، والتي تم تحديدها في البرنامج الوطني للتوازن بين الجنسين، ومن ضمنها: التكنولوجيا في التعليم والصحة، المدن الذكية، التكنولوجيا في القطاع المالي، الأمن الإلكتروني، الفضاء، والذكاء الاصطناعي.والجدير بالذكر، أنَّ نتائج استبانات الهيئة المتعلقة بعدد الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي تتوافق مع إحصاءات منظمة الـ (UNESCO) للتربية والعلوم والثقافة، والتي تشير إلى أن نسبة الإناث اللائي التحقن بمؤسسات التعليم العالي من مجموع السكان خاصةً الفئات العمرية ما بين 18-22 سنة، كانت 68% في العام 2018، في حين كانت نسبة الذكور الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي 37% من مجموع السكان في هذه الفئة العمرية، كما أشارت نتائج الاستبانات إلى اتخاذ بعض مؤسسات التعليم العالي عددا من المبادرات المهمة.




ومن أبرز التوصيات التي تم استخلاصها من أوراق العمل، والجلسات النقاشية، التي دارت في منتدى هيئة جودة التعليم والتدريب، ما يلي: وقد تم رفع جميع التوصيات التي خرج بها المنتدى من جلسات المناقشات، وما أسفرت عنه نتائج الاستبانات إلى المجلس الأعلى للمرأة؛ وذلك استمرارا لدور هيئة جودة التعليم والتدريب كبيت خبرة يدعمُ جودة أداء مؤسسات التعليم العالي. وفي الختام، فإننا نأمل من جانبنا أنْ تستمر مؤسسات التعليم العالي في تعزيز دورها لدعم مسيرة التنمية المستدامة، وتحقيق التوازن بين الجنسين، ومواصلة التطوير، وطرح البرامج الأكاديمية الجديدة التي تلبي متطلبات سوق العمل داخليا وخارجيا، ومسايرة التطورات المتسارعة ليس في التعليم العالي فقط، بل التقني والمهني كذلك، كما نرفع خالص تهانينا لشعب مملكة البحرين الكريم بمناسبة العيد الوطني وعيد الجلوس، ونهنئ المرأة البحرينية على وجه الخصوص بمناسبة عيدها، والتهنئة موصولة لقيادة هذا الشعب الرشيدة.



مدير إدارة مراجعة أداء مؤسسات التعليم العالي/ هيئة جودة التعليم والتدريب



  • نشر وزيادة الوعي بأهمية علوم المستقبل، والتي من المتوقع أن يكون لها أثرٌ كبيرٌ على حياة البشر، والتي تتضمن الذكاء الاصطناعي، وعلم الأحياء الفلكية، والحوسبة الكمية، وأبحاث الخلايا الجذعية، والاستنساخ، وسلسلة الجينوم البشري. كما أنه من المتوقع أن تؤثر هذه العلوم على فروع العلوم الأخرى.


  • تبادل الخبرات، والاستفادة من القصص الناجحة والمبادرات التي قامت بها بعض مؤسسات التعليم العالي في مملكة البحرين.


  • صقل قدرات الطلبة بالمهارات التي تدعم الدفع نحو القدرة على التكيف مع الوظائف المستقبلية والعطاء فيها، خاصة مهارات القرن الحادي والعشرين.


  • توجيه مؤسسات التعليم العالي لتصبح حاضنة لمبادئ التعلم مدى الحياة، مع تذليل التحديات والعوائق أمام ذلك، وتأصيله في طلبتها.


  • دعم البحث العلمي الشامل، خاصة تلك الأبحاث التي تجرى بين التخصصات المختلفة Cross-Disciplinary Research مع إيلاء المزيد من الاهتمام للعلوم الإنسانية، والاجتماعية، وتعزيز البرامج التي تتعلق بتلك العلوم؛ لدعم وظائف ومهن المستقبل.


  • ضرورة تعزيز جودة البرامج الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي وربطها بالاحتياجات الحالية والمستقبلية في سوق العمل؛ لمواجهة المخاطر المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة، والتي تم وصفها بأنها سوف "تشكل مستقبل التعليم"، وبأنها ستتطلب "التسريع بإعادة تشكيل مهارات القوى العاملة"... فمن المتوقع زيادة إحلال الآلات للوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية، واختفاء بعض الوظائف الحالية.


























  • تأهيل الطلبة؛ إناثا وذكورا، وتعريفهم على بعض المجالات الواعدة في علوم المستقبل عن طريق إنشاء بعض الأكاديميات في البرمجة، وأمن المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والمهارات الأكاديمية والكتابية.


  • تخصيص بعض المختبرات للواقع المعزز والمحاكاة (Augmented Reality and Simulation)


  • إنشاء مراكز تختص بالإبداع، والابتكار، والاختراع، وحاضنات الأعمال؛ لتشجيع الطلبة على بدء المشروعات الصغيرة.


  • تعزيز التعاون مع الشركات المعروفة مثل ميكروسوفت، وأمازون للحوسبة السحابية؛ لتدريب الطلبة ورفع مهاراتهم التقنية.


  • ترسيخ القيم المتعلقة بأخلاقيات العمل، والمسؤولية الاجتماعية.


  • رفع وعي الطلبة، وتشجيعهم على الحصول على الشهادات الاحترافية؛ مما ييسر لهم الانخراط والنجاح في سوق العمل.


  • الاهتمام بالإرشاد المهني والأكاديمي، وتوفير فرص للتدريب العملي، والعمل الجماعي عبر سنوات الدراسة المختلفة.


  • تشجيع الطلبة على المشاركة في المسابقات المحلية والإقليمية والدولية؛ لرفع مهاراتهم التقنية، ومعارفهم التكنولوجية، وخبراتهم الاجتماعية.


  • طرح برامج جديدة في المجالات الواعدة في علوم المستقبل، مثل: الأمن الإلكتروني، البيئة والتنمية المستدامة، تحليل البيانات الضخمة، هندسة البرمجيات، وهندسة الشبكات، والهندسة الإلكترونية.


  • طرح بعض المقررات الدراسية عن البيئة الذكية، الاستدامة والمستقبل، الفنتك، وتحليل البيانات الضخمة، والتطبيقات المستقبلية لتكنولوجيا الحاسوب، والذكاء الاصطناعي، الإعلام التفاعلي والصحافة الإلكترونية، والتفكير الإبداعي، وريادة الأعمال.


  • الاستعانة بالتقارير الوطنية، والإقليمية، والدولية؛ للتعرف على العلوم، والمهارات المطلوبة حاليا، والمتوقعة مستقبلا.


  • إدماج التقنيات الحديثة في عملية التعليم، والتعلم، وتوفير أحدث برامج الحاسوب الخاصة بالبرامج الأكاديمية المختلفة، ومعدات وبرمجيات المحاكاة.


  • إجراء المقارنات/ المقايسة المرجعية Benchmarking مع مؤسسات ذات سمعة عالية، ودعم مبادرات التوظيف لخريجيها بشكل دوري ومنظم، وبمستوى عالٍ.


  • رفع مستوى مهارات أعضاء هيئة التدريس من خلال تقديم البرامج التدريبية، وورش العمل في المجالات الجديدة والمتطورة مثل أمن المعلومات، والحوسبة السحابية، بالتعاون مع الشركات الرائدة في تلك المجالات، والجهات الوطنية المعنية. وتشجيع أعضاء هيئة التدريس على الحصول على الشهادات الاحترافية، واستخدام نتائج البحث العلمي في التدريس.