يتحدث المختصون في التنمية البشرية والطاقة بشأن الكارما، وكيف أنها باختصار شديد تتمثل في أن يعيد لك الكون ما أنت فاعله، أياً كان، إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر. عندما شاهدت إحدى الفيديوهات على «اليوتيوب» والتي تناولت الحديث باستفاضة عن موضوع الكارما، استوقفني موضوع لطالما تعاطينا معه على نحو مغلوط ربما، عززته ثقافة المجتمع في مراحل تحولها الأخيرة.
في سنوات مضت، كان مفهوم التطوع أمراً رائجاً ومقبولاً، وينخرط فيه كثير من الناس برحابة صدر وسعة خاطر، بل برغبة حقيقية يدفعها الرغبة في مساعدة الآخرين ودعمهم، ولعل للتطوع ترجمات كثيرة في وقت مضى، يتجلى في الفزعة التي كانت تقوم نسوة الحي في مساعدة إحدى جاراتهن في تنظيف البيت والطبخ حالة ثقل حملها أو في فترة النفاس والمرض، في أن يسند الشاب كهلاً لإيصاله إلى حيث يريد الذهاب سواء كان إلى المسجد أو مقهى الحي مثلاً، أو أن يقتاد أحدهم أعمى لوجهته. بل كان مفهوم التطوع المرادف للمبادرة في المساعدة يتمثل حتى في أن يقلّ أحدهم أحد الواقفين على الناصية بانتظار من يوصلهم لأقرب محطة من وجهتهم، ولربما يقفوا في نقطة وسط بانتظار سائق آخر، وكانت الناس تقف في الشارع بثقة أن ستجد من يقلها، والسائقون يسمحون بتلك التوصيلة كنوع من الخدمة في سبيل وجه الله. نتحدث عندما كانت الحياة بسيطة. ولكن مع تطور برامج التطوع وظهور التنظيمات التطوعية الرسمية كالجمعيات الأهلية وغيرها، جاوز الأمر بساطته السابقة، وتحول في بعض الأحيان إلى سباق للشهرة أو لتحقيق أهداف وغايات عبر كسب شريحة واسعة من أبناء المجتمع، لاسيما من المستفيدين من تلك الخدمات والبرامج التطوعية، ما أخرج التطوع من معناه الحقيقي، فضلاً عما تمت ممارسته من أساليب مبتذلة من قبل البعض للصعود على أكتاف الآخرين، فإذا ما أقبل أحد على العمل التطوعي بصفاء السريرة تم استغلاله لبذل الكثير مع نسب تلك الجهود لآخرين في الواجهة.
صحيح أن العمل التطوعي في حقيقته لا يقوم على المراءاة أو على الاستعراض في تقديم الخدمات ولا للبحث عن كلمة شكر من هنا وهناك، ولكن الشعور بالتعرض للاستغلال في حد ذاته أمر منفر جعل كثيرون يفرون من تلك التنظيمات والبرامج التطوعية إلى غير رجعة.
* اختلاج النبض:
البرامج التطوعية متاحة للجميع بالتنظيمات أو من دونها، وفكرة أن تؤدي عملاً تطوعياً لا يعني استغلالك أو أخذ جهودك بالمجان بينما بإمكانك الحصول على مقابل مادي لها، فأنت عندما تقدم أي خدمة تطوعية تكون قد قدمت لنفسك في طاقة الكون وفي السجلات الإلهية، ما سيعود عليك يوماً ما متجلياً في دعم أحدهم، أو مساعدة في احتياج أو خدمة ما، أو حتى في نصيحة تنير لك الطريق. قدم الخير مهما بدا لك صغيراً، وأقبل على التطوع من أجل أن تكون إنساناً فاعلاً أولاً، ولتكون قد أثريت النظام الكوني بالأدوار التي تدين له بها لتأخذ بقدر ما تمنح.
في سنوات مضت، كان مفهوم التطوع أمراً رائجاً ومقبولاً، وينخرط فيه كثير من الناس برحابة صدر وسعة خاطر، بل برغبة حقيقية يدفعها الرغبة في مساعدة الآخرين ودعمهم، ولعل للتطوع ترجمات كثيرة في وقت مضى، يتجلى في الفزعة التي كانت تقوم نسوة الحي في مساعدة إحدى جاراتهن في تنظيف البيت والطبخ حالة ثقل حملها أو في فترة النفاس والمرض، في أن يسند الشاب كهلاً لإيصاله إلى حيث يريد الذهاب سواء كان إلى المسجد أو مقهى الحي مثلاً، أو أن يقتاد أحدهم أعمى لوجهته. بل كان مفهوم التطوع المرادف للمبادرة في المساعدة يتمثل حتى في أن يقلّ أحدهم أحد الواقفين على الناصية بانتظار من يوصلهم لأقرب محطة من وجهتهم، ولربما يقفوا في نقطة وسط بانتظار سائق آخر، وكانت الناس تقف في الشارع بثقة أن ستجد من يقلها، والسائقون يسمحون بتلك التوصيلة كنوع من الخدمة في سبيل وجه الله. نتحدث عندما كانت الحياة بسيطة. ولكن مع تطور برامج التطوع وظهور التنظيمات التطوعية الرسمية كالجمعيات الأهلية وغيرها، جاوز الأمر بساطته السابقة، وتحول في بعض الأحيان إلى سباق للشهرة أو لتحقيق أهداف وغايات عبر كسب شريحة واسعة من أبناء المجتمع، لاسيما من المستفيدين من تلك الخدمات والبرامج التطوعية، ما أخرج التطوع من معناه الحقيقي، فضلاً عما تمت ممارسته من أساليب مبتذلة من قبل البعض للصعود على أكتاف الآخرين، فإذا ما أقبل أحد على العمل التطوعي بصفاء السريرة تم استغلاله لبذل الكثير مع نسب تلك الجهود لآخرين في الواجهة.
صحيح أن العمل التطوعي في حقيقته لا يقوم على المراءاة أو على الاستعراض في تقديم الخدمات ولا للبحث عن كلمة شكر من هنا وهناك، ولكن الشعور بالتعرض للاستغلال في حد ذاته أمر منفر جعل كثيرون يفرون من تلك التنظيمات والبرامج التطوعية إلى غير رجعة.
* اختلاج النبض:
البرامج التطوعية متاحة للجميع بالتنظيمات أو من دونها، وفكرة أن تؤدي عملاً تطوعياً لا يعني استغلالك أو أخذ جهودك بالمجان بينما بإمكانك الحصول على مقابل مادي لها، فأنت عندما تقدم أي خدمة تطوعية تكون قد قدمت لنفسك في طاقة الكون وفي السجلات الإلهية، ما سيعود عليك يوماً ما متجلياً في دعم أحدهم، أو مساعدة في احتياج أو خدمة ما، أو حتى في نصيحة تنير لك الطريق. قدم الخير مهما بدا لك صغيراً، وأقبل على التطوع من أجل أن تكون إنساناً فاعلاً أولاً، ولتكون قد أثريت النظام الكوني بالأدوار التي تدين له بها لتأخذ بقدر ما تمنح.