هذا سؤال لابد منه، إذ لا يعقل أن يمضي عام ويقبل آخر وأحد منا لا يملك أحلاماً وأمنيات تجاه القادم من الأيام، يأمل بأن تتحقق، ويرنو لأن يراها أمامه واقعاً يتجسد.

خلال عام مضى، لابد وأنك مررت بمحطات عديدة، منها المفرح، ومنها المحزن، منها ما تعتبره تحقيقاً لأهداف وطموح، ومنها ما تراه إخفاقاً للوصول إلى غايات لربما تكون حددتها منذ بداية العام الماضي.

هذه كلها أمور عادية، فالحياة لا تسير مثلما نخطط لها، حتى لو كنا دقيقين في عملية التخطيط، حتى لو كانت لدينا الثقة بأننا سنسعى بجد واجتهاد للوصول إلى المحطات التي وضعناها كوجهة مستهدفة.

لكن وسط كل هذا يبقى الأمل والتفاؤل بأن القادم أفضل، وأن الحياة تمضي ولا تتراجع، وأنك في مشوارك لابد وأن تتطلع للمستقبل، وأن تكون لك طموحاتك وأهدافك وأمنياتك.

أمنياتكم السنوية أتركها لكم، فكل منا لديه أمور تختلف عن الآخرين في شأن ما يصبو لتحقيقه، وشخصياً أرى بأنه لا يحق لأي شخص آخر أن يتدخل في أمنيات وأحلام الآخرين، وألا ينتقص منها، وفي المقابل عليه أن يركز في طموحاته وأهدافه الشخصية.

هناك أحلام وأمنيات وطموحات عامة، قد نتشاركها جميعا من منطلق حبنا لهذا الوطن الذي يحتضننا جميعاً، والذي فيه امتدادنا عبر سنوات الماضي، ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا القادم.

هنا سأحتفظ بأمنياتي الشخصية الخاصة لنفسي، وسأدعو ربي ليحققها لي، وسأعمل جاهداً وبكل إخلاص للوصول إليها متوكلاً عليه وآملاً في توفيقه.

ولكن أمنياتي العامة التي قد تتفقون على عديد منها لن تخرج عن كونها أمنيات خاصة بالبحرين الغالية، هذه العروس التي أدعو الله أن يحفظها من كل شر، وأن يصد عنها كل كيد، وأن يكتب لها الازدهار والنمو والتألق بقيادة ملك عزيز حبيب نخلص له وندعو له بالتوفيق والسداد في كل خطوة، الملك حمد حفظه الله.

أمنيتي بأن أرى ملفات عديدة تحل في بلدي، أن أرى الإصلاح يعم كل جانب من الجوانب، أن أرى الفساد الإداري والمالي يُقضى عليه، والمستببين فيه يحاسبون، وكل من لا يحافظ على البلد وماله وحسن العمل فيه يزال من مكانه لأنه لا يستحق هذه الثقة. أمنيتي بأن يسعد الناس ويرتاحون في حياتهم من خلال تحسين كافة الأمور المرتبطة بوضعهم المعيشي، وأن تزيد الخدمات المقدمة لهم، وأن يُسمع صوتهم ويُحترم رأيهم، وأن يكون «نبض الشارع» هو أساس عملنا في شتى المجالات، وأن يكون المواطن بالفعل هو الأساس في كل خطوة نقوم بها، فهو أغلى ثروات البحرين.

في عام جديد، أتمنى بأن أرى المبادئ والقيم والأخلاقيات تسود، وأن تكون بلادنا بلاد فضيلة وسمو في العمل والنزاهة، أتمنى بألا أرى شخصا يظلم إداريا ومهنيا، وألا يضيع حق، وألا يكون للظالم والفاسد مكان بيننا.

نعم أمنياتي بأن أرى الإصلاح الإداري هو أساس كل عمل، فبلادنا تستحق أياد نظيفة وعقول جديرة لتعمل فيها وتدير قطاعاتها، بلادنا تستحق الخير لأن شعبها من أطيب الناس، ولأن رموزها من أرقى البشر.

كل عام والبحرين الساكنة في قلبي بكل خير، وأهلها الكرام في عيش كريم وسعادة دائمة.