«عزيزي المواطن والمقيم.. كن حريصاً على أخذ الحيطة والحذر، وزيادة اليقظة والوعي الأمني، ولا تتردد في إبلاغ الجهات المعنية عن أية معلومات أو أحداث تؤثر على الأمن العام». هذه العبارة انتشرت أخيراً على شكل تغريدة تخاطب مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والمقيمين فيها بغرض الانتباه وقيام الأفراد بالدور الأمني المنوط بهم، حيث الأمن ليس مسؤولية الجهات الأمنية وحدها.

هذه العبارة ينبغي التأكيد عليها من قبل كل دولنا التي يتربص بها اليوم المسيؤون ليلاً ونهاراً، وينبغي التأكيد أيضاً على أن الإبلاغ يجب أن يكون عن أية معلومة يتم الحصول عليها أو أحداث «يعتقد المبلغ أو يقدّر في اللحظة» أنها تؤثر على الأمن العام وتعرض البلاد أو العباد للخطر.

هذا دور وطني مهم ينبغي أن يقوم به كل مواطن وكل مقيم في البلاد، ذلك أن حصول تجاوز أمني يعرضهم جميعاً للخطر، ورب معلومة يوفرها فرد للجهات الأمنية تتسبب في حفظ الجميع من أذى كبير. ولأن هذا العمل ليس «فرض كفاية» إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر، لذا يجب أن يضعه الجميع في رأس قائمة المسؤوليات والواجبات.

لا بأس من حصول نسبة من التقدير الخاطئ والقراءة الخاطئة لتصرف ما يقدّر المواطن أو المقيم في لحظة أنه يمكن أن يكون مضراً أو خطراً، فالخطأ وارد، المهم والأهم هو عدم التردد عن توفير المعلومات والإبلاغ عن الأحداث التي يشهدها ويقرر أنها تضر بالوطن وبالناس في التو والحال. هناك الكثير من المعلومات والأحداث التي يعتقد الأفراد أنها عادية أو بسيطة لكنها تحمل الكثير من الأذى.

التحلي بالحس الأمني اليوم صار ضرورة وواجباً، فهناك من يريد بأوطاننا السوء ولا يهمهم حجم الضرر الذي يمكن أن يقع بسبب فعلهم على الناس، المهم عند هؤلاء هو قيامهم بالعمل المنوط بهم على أكمل وجه، فهو في نظرهم عمل وطني وخالص لوجه الله تعالى جزاؤه الرضى عن النفس ونيل رضى الرحمن.

الدور المنوط بالأفراد في مثل الظروف التي تشهدها المنطقة والعالم اليوم كبير ومهم، ولعل معلومة بسيطة تفضي إلى الإيقاع بمجموعة من الذين يتربصون بالوطن الدوائر وتفضح من يقف من ورائهم وتمنع الكثير من الأذى. هذا لا يعني أن نعيش حالة الوسواس وأن نشك في كل قول وكل تصرف ونتفرغ لمراقبة بعضنا البعض، كل المطلوب هو التبليغ عن المعلومات أو التصرفات التي نعتقد أنها يمكن أن تتسبب في أذى الوطن والناس وأنها يمكن أن تفيد الجهات المعنية بتوفير الأمن.

الفكرة هي أن نؤمن جميعاً بأن الأمن حالة لا يمكن للجهات الرسمية المعنية بها وحدها توفيرها فهناك ما قد لا تتمكن هذه الجهات من الوصول إليه ويمكن لو توفرت أن يوفر عليها وعلى الوطن الكثير من الوقت والجهد ويمنع مآسي.

المواطنون والمقيمون وفروا المثال على تحملهم للمسؤولية في الأحداث التي شهدتها البلاد في 2011 وما تلاها من سنوات تعرضت فيها البحرين للكثير من المخاطر، فخلالها وفروا كل المعلومات التي حصلوا عليها بطريقة أو بأخرى واعتقدوا أنها يمكن أن تفيد الجهات الأمنية وأبلغوا عن كل حدث شهدوه فكانوا سبباً في منع الكثير من الأذى وحفظ الأمن بل وبالإيقاع ببعض مريدي السوء.

احتمال تعرض دولنا المسالمة للأذى وارد اليوم بشكل أكبر، فالمنطقة تعج بالتطورات السالبة وهناك من يريد لنا ذلك من الدول التي صنفتنا في الخانة التي لا يمكن أن نكون فيها، وهناك مريدو السوء الذين حاولوا تسليم الوطن للأجنبي وفشلوا وذاقوا طعم الهزيمة لكنهم لا يزالون يحلمون ويأملون ويتوفر من يحرضهم ويساندهم.